تقارير التغير المناخيالتغير المناخيالتقاريررئيسية

خبراء: رفع كفاءة الطاقة الحل الأمثل لخفض الانبعاثات على المدى القصير

السيارات الكهربائية أكثر كفاءة بنسبة 70% من مركبات الوقود الأحفوري

حياة حسين

يرى بعض الخبراء أن رفع كفاءة الطاقة قد يكون الحل الأمثل في الوقت الراهن، وعلى المدى القصير لخفض الانبعاثات، كونه يضمن توفير الطاقة الضرورية، حتى تصبح المصادر المتجددة موثوقة ومستقرة.

ومن بين هؤلاء دافيد سابادين القائم بأعمال مدير سياسات المناخ والطاقة، وألبرتو فيلا كبير مسؤولي الاتصالات للمناخ والطاقة في مكتب البيئة الأوروبي (EEB)، وهي منظمة شريكة لأسبوع الطاقة المستدامة الأوروبي (EUSEW)، اللذان كتبا مقالًا مشتركًا، اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ولا تُعد وجهة النظر المتعلقة بضرورة رفع كفاءة الطاقة، والمطالبة بها، المرة الأولى، إذ تكررت على ألسنة المهتمين بالمناخ وقضايا البيئة، مثل بحث صادر عن مبادرة "تحويل الطلب على الطاقة"، التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، خلال الشهر الماضي.

ووجد البحث أن القيام بإجراءات رفع كفاءة الطاقة في قطاعات المباني والصناعة والنقل يمكن أن تؤدي إلى انخفاض بنسبة 31% في استهلاك الطاقة، يجري تقاسمها بين جميع القطاعات.

خفض الانبعاثات في أوروبا

تعمل أوروبا على خفض الانبعاثات بنسبة 8%، منذ العام الماضي (2023)، من خلال تطبيق إستراتيجيتين قويتين، هما نشر التوسع في الطاقة المتجددة، وخفض الطلب.

وبينما تحصل الطاقة المتجددة على الاهتمام الأكبر، تتسم خطة خفض الطلب على الطاقة بالتميز، وفق مقال للخبيرين في مجال المناخ، دافيد سابادين وألبرتو فيلا، منشور على موقع "بلقان غرين إنرجي نيوز".

ويرى الكاتبان أن رفع كفاءة الطاقة ضروري لخفض انبعاثات الكربون وتحقيق أمن الطاقة في أوروبا على حد سواء.

ويفتح رفع كفاءة الطاقة أبوابًا عديدة أمام تحقيق مستهدفات القارة المناخية الثلاثية، التي تتضمن خفض الانبعاثات، والتوسع في الطاقة المتجددة، والكفاءة بصورة عامة، إذ تمهد هذه المسألة الطريق للطاقة المتجددة لتحقيق الحياد الكربوني، وفق الكاتبين.

وتخطط أوروبا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050. ويعتقد الكاتبان أنه على المدى القصير، فإن كفاءة الطاقة حاسمة في خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري على المدى القصير.

ويضيف الكاتبان عنصرًا ثانيًا مهمًا، يعزز وجهة نظرهما حول ضرورة رفع كفاءة الطاقة، وهو أن هذا الأمر سيسهم في خفض الواردات اللازمة لتعزيز أمن الطاقة، إذ إن التوسع في الطاقة المتجددة ضروري، لكن على المدى الطويل، "وعلى المدى القصير كفاءة الطاقة هي الأهم".

والعنصر الثالث، الذي رصده الكاتبان، هو أن استعمال طاقة أقل وتحقيق النتائج الاقتصادية نفسها، عامل مساند بقوة، ويعود بفوائد على القطاعات الاقتصادية المختلفة بدءًا بالإدارة ومرورًا بالصناعة، ووصولًا إلى المنازل.

وقالا: "المسألة أبعد من خفض التكلفة.. رفع كفاءة الطاقة يحسّن جودة الهواء، ويوفر فرص عمل جديدة، ويهبط بفقر الطاقة، ويزيد من قيمة الأصول".

جانب من مشروعات طاقة متجددة
جانب من مشروعات طاقة متجددة - الصورة من آيرينا

تعريف كفاءة الطاقة

عرّف خبيرا الطاقة في مجال المناخ، دافيد سابادين وألبرتو فيلا، في مقالهما، كفاءة الطاقة بأنها مجموعة معايير تخفض الإهدار في كل القطاعات، سواء في المباني، أو الاعتماد على أجهزة موفرة.

وأوضح الكاتبان أن مسألة كفاءة الطاقة هي جزء من خطة التحول في أوروبا. وتزيد كفاءة مضخات التدفئة التي تعتمد على الطاقة المتجددة بمقدار 5-7 أضعاف تلك التي تستعمل الغاز أو الهيدروجين.

كما أن السيارات الكهربائية أكثر كفاءة بنسبة 60-70% من تلك التي تعتمد على محركات حرق الوقود الأحفوري.

ورغم أن رفع كفاءة الطاقة ضمن مستهدفات الخطة الأوروبية، فإنها لم تضع قواعد محددة لذلك.

وقال الكاتبان: "إن التركيز على تقنيات العلاج الشامل غير الواقعية يشتت المجهودات التي تُبذل في جانب خفض الطلب، مثل الهدف المُعلن مؤخرًا من الاتحاد الأوروبي الخاص بالمناخ في 2040، الذي يعتمد على احتجاز الكربون وتخزينه، والذي انتقده كثيرون بسبب ارتفاع التكلفة".

على الجانب الآخر، يرى الكاتبان أن معادلة كفاءة الطاقة مع الطاقة المتجددة أثبتت نجاعتها على مر السنيين.

وأشار السيناريو، الذي اعتمد في بنائه على معايير اتفاقية باريس للمناخ، إلى أن أوروبا قادرة على خفض الطلب على الطاقة بنسبة 50% بحلول 2040.

وكان بحث "منتدى البحوث الاقتصادية"، قد أكد إمكان تحقيق الوفورات من خلال إدماج الذكاء الاصطناعي لتحسين تصميم المصانع، وكفاءة الطاقة، والتعاون في سلسلة القيمة، ومشاركة التجمعات الصناعية في مبادرات الطاقة النظيفة، وتعديل استهلاك المباني، وكهربة وسائط النقل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق