التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

الطلب على الغاز الطبيعي في الصين يرتفع 6% خلال 2023

إلى 386 مليار متر مكعب

أمل نبيل

أدت القيود المفروضة لمكافحة فيروس كورونا إلى تراجع الطلب على الغاز الطبيعي في الصين لأدنى مستوياته التاريخية خلال العام الجاري (2022).

ومن المتوقع أن ينتعش الطلب الصيني على الغاز، بنحو طفيف خلال العام المقبل (2023)، مقارنة بالمستويات الحالية، بدعم من الانفتاح التدريجي للاقتصاد، وفقًا لموقع إس بي غلوبال (spglobal).

لكن ارتفاع أسعار الطاقة العالمية والمخاوف الاقتصادية الكلّية ستستمر في الضغط على مستويات استهلاك الغاز في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

الطلب على الغاز الطبيعي في الصين

قالت كبيرة مديري حلول الغاز والطاقة والمناخ في إس بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، جيني يانغ: "نتوقع أن يرتفع الطلب الصيني على الغاز في عام 2023، متجاوزًا مستويات عام 2021، لكنه لن يكون انتعاشًا قويًا".

وأضافت أنه على الرغم من أن الصين بدأت تخفيف الإجراءات المتعلقة بكوفيد-19، فإن التخلص الكامل من ضوابط مكافحة فيروس كورونا سيستغرق وقتًا، ولن يحدث على الأرجح حتى الربع الثاني من عام 2023، من ناحية أخرى سيظل الاقتصاد تحت ضغط تراجع سوق العقارات وضعف الصادرات.

الطلب على الغاز
عمال في محطة للغاز الطبيعي في الصين - الصورة من موقع chinadialogue

كانت الصين قد أغلقت عددًا من المدن الكبرى في الشهور الأولى من 2022 للقضاء على انتشار فيروس كورونا وسط ارتفاع حالات الإصابة، في الدولة التي شهدت مولده للمرة الأولى، مما تسبّب في حدوث ركود اقتصادي في البلاد.

ومن المتوقع أن يتحسّن نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين من 3% في عام 2022، إلى 4.4% في عام 2023.

وتوقعت يانغ أن يزداد الطلب على توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، وأن تظل سياسات الاعتماد على إنتاج الفحم المحلي كما هي، مما سيؤثّر بنمو الطلب على الغاز في الدولة الواقعة في شرق آسيا.

نتيجة لذلك، من المتوقع أن يصل الطلب على الغاز الطبيعي في الصين إلى نحو 364 مليار متر مكعب في عام 2022، وأن ينمو بنحو 6%على أساس سنوي إلى نحو 386 مليار متر مكعب في عام 2023.

ويمثّل تراجع الطلب على الغاز في الصين من 369 مليار متر مكعب في 2021، إلى 364 مليار متر مكعب خلال العام الجاري، أول انخفاض سنوي في تاريخ الدولة الآسيوية.

وقال محلل الغاز الطبيعي المسال في إس بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، زيهوي يو: "ما يزال من المتوقع أن ينمو الطلب الصيني على الغاز الطبيعي في عام 2023، بمعدل 6% على أساس سنوي، بدعم من انتعاش الطلب على واردات الغاز المسال".

وأكد محلل الطاقة في إس بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، رومان كراماتشوك، أنه بالنسبة للطلب على السلع في عام 2023، سيكون العامل الأساس الأكثر أهمية هو سياسة الصين فيما يتعلق بكوفيد-19.

واردات الغاز الطبيعي المسال

تعكف الصين على بناء محطات جديدة لزيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال خلال العام المقبل 2023.

ومن المتوقع أن تزداد قدرة استقبال الغاز الطبيعي المسال في الصين إلى 130 مليون طن بحلول عام 2023، وما يقرب من 200 مليون طن بحلول عام 2025، مقارنة بالقدرة الحالية البالغة 101 مليون طن متري/سنويًا، حسب بيانات بورصة شنغهاي الدولية للطاقة.

الطلب على الغاز
عامل يقف أمام خط أنابيب باور أوف سيبيريا الذي ينقل الغاز الروسي إلى الصين - الصورة من موقع voanews

ومن المُرجّح أن تظل الأسعار الفورية للغاز الطبيعي المسال مرتفعة في عام 2023، مع ملء المخزونات الأوروبية، وستحدّ الصين عمليات الشراء الفورية حتى تنخفض الأسعار إلى نطاق يتراوح بين 15 و20 دولارًا للمليون وحدة حرارية بريطانية، أو أقلّ.

بينما ستستمر واردات خط أنابيب باور أوف سيبيريا في الزيادة، بعد أن بدأ حقل غاز كوفيكتا الإنتاج، مما سيسهم في زيادة واردات الصين من الغاز المسال من أدنى مستوياتها في عام 2022، ولكن بشكل هامشي فقط، بنحو 3 ملايين طن متري.

تتوقع إس بي غلوبال كوموديتي إنسايتس أن ترتفع واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال إلى نحو 65 مليون طن متري (89.8 مليار متر مكعب) في عام 2023.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أفاد التلفاز الحكومي "سي سي تي في" أنه من المتوقع أن ترتفع إمدادات الغاز الطبيعي من خط أنابيب الغاز الروسي الصيني الشرقي إلى 22 مليار متر مكعب في عام 2023، و30 مليار متر مكعب في عام 2024، و38 مليار متر مكعب في عام 2025، ارتفاعًا من نحو 15 مليار متر مكعب في 2022.

عقود توريد الغاز المسال

قالت كبيرة مديري حلول الغاز والطاقة والمناخ في إس بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، جيني يانغ، إن الصين ستواصل البحث عن عقود طويلة الأجل لدعم زيادة الطلب على الغاز، مع الحدّ من التعرض لتقلّبات أسعار السوق الفورية.

ووقّعت الصين 34 عقدًا للغاز الطبيعي المسال، بما في ذلك عقود قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل بين عامي 2021 و2022، بحجم إجمالي للعقد 45.91 مليون طن متري، وتكون مواعيد التسليم بين عامي 2022 و2027.

من بين 34 عقدًا، كان هناك 15 عقدًا بين الصين والولايات المتحدة، لتوريد 21 مليون طن متري سنويًا من الغاز المسال، ما يمثّل ما يقرب من نصف الإجمالي، و5 عقود يبلغ مجموع شحناتها 11.5 مليون طن متري مع قطر (التي جاءت في المرتبة الثانية)

من بين هذه العقود، العقد الذي وُقِّعَ بين سينوبك وقطر للطاقة مقابل 4 ملايين طن متري/سنويًا من الغاز الطبيعي المسال، لمدة 27 عامًا.

ولا ترقى العقود المُوقّعة حتى الآن لطموحات الصين، التي تستهدف الحصول على 200 مليون طن من واردات الغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2025.

وأشارت كبيرة مديري حلول الغاز والطاقة والمناخ في إس بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، جيني يانغ، إلى أن استعمال الغاز الطبيعي ليحلّ محلّ النفط والفحم يتوافق مع أهداف الصين المناخية المتمثّلة في وصول انبعاثات الكربون إلى ذروتها بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد الكربوني في 2060.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق