طاقة متجددةالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

مصنع لإنتاج وقود الطائرات النظيف من القمامة يثير سكان ولاية أميركية (تقرير)

ومعركة قانونية على المستوى المحلي والفيدرالي

عمرو عز الدين

أثار مشروع مصنع لإنتاج وقود الطائرات النظيف من القمامة والبلاستيك غضب السكان في ولاية إنديانا الأميركية، وسط مخاوف بيئية وصحّية يرددها بعضهم في مقابل مسؤولي الشركة المتمسكين ببعض الحجج العلمية.

تحتج شركة فولكروم بيو إنرجي بأن صناعة وقود الطيران المستدام من النفايات يمكنها أن تسهم في خفض الانبعاثات الصادرة عن قطاع الطيران عالميًا، دون أضرار جانبية على السكان.

وتقول الشركة -التي مقرّها كاليفورنيا-، إن صناعة وقود الطائرات النظيف بهذه الطريقة ستقلل من ظاهرة دفن النفايات في منطقة شيكاغو، عبر تحويلها إلى وقود نظيف بوسائل لا ضرر منها على السكان، وفقًا لموقع إنسيد كليمت المتخصص (inside climate).

في المقابل، ثمة اتجاه احتجاجي، تتزعمه منظمات البيئة والمناخ في مدينة غاري (محل المصنع المزمع إنشاؤه)، يشكك في جدوى هذه الصناعة، ويتخوف من آثار صحية جانبية محتملة على السكان، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

تريد شركة فولكروم بيو إنرجي-المتخصصة في صناعة الوقود منخفض الكربون- بناء مصنع لتحويل نفايات منطقة نيو شيكاغو بولاية إنديانا إلى وقود طائرات نظيف.

وتبلغ مساحة المصنع المزمع إنشاؤه في مدينة غاري، قرابة 75 فدانًا تمثّل إجمالي مساحة مصنع أسمنت سابق يقع بالقرب من ملهى ليلي فاشل كان يملكه رجل الأعمال الأميركي والرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترمب.

عمدة المدينة يدافع عن المشروع

يحظى مشروع المصنع بدعم عمدة مدينة غاري جيروم برنس، الذي يدافع عنه بوصفه أحد المشروعات الرائدة بمجال الطاقة الخضراء في الولاية، وصناعة وقود الطيران المستدام في أميركا.

وتقدّر الشركة احتواء النفايات على 30% من المخلفات البلاستيكية التي يصلح إعادة تدويرها في صناعة وقود الطائرات النظيف.

وتقع ولاية إنديانا في الغرب الأوسط للولايات المتحدة، وتحتلّ المركز الـ16 من حيث عدد السكان، والـ38 من حيث المساحة من بين 50 ولاية تشكّل الولايات المتحدة الأميركية المعاصرة.

وتشكّك منظمة غاري أدفوكاتز للتنمية المسؤولة في حجج الشركة، بل وتذهب بعيدًا، إلى حدّ وصفها بالخدعة.

تقول المنظمة، إن مزاعم فولكروم بشأن قدرتها على تحويل نفايات القمامة والبلاستيك إلى غاز يستعمَل في صناعة وقود الطائرات النظيف، دون الإضرار بالبيئة والسكان، أمر مشكوك فيه إلى أبعد الحدود.

شكوك بيئية حول المصنع

وقود الطائرات النظيف
لوري لاثام العضوة المؤسسة في منظمة غاري للتنمية المسؤولة تشرح مخاطر المشروع، الصورة من إنسيد كليمت نيوز

تخشى المنظمة من تعقُّد عملية التحويل، وإخفاق الشركة في استعمال وسائل تكنولوجية نظيفة لتوليد الوقود من هذه النوعية من القمامة المعروفة بحجم انبعاثات ضخمة في حالة تدويرها صناعيًا.

كما تثير المنظمة إشكالًا حول عدالة تحديد موقع المصنع المزعوم في مجتمع سكاني يعاني أصلًا من معدلات تلوث بيئي عالية من الصناعات الثقيلة المحيطة بمدينة غاري.

وحصلت منظمة غاري أدفوكاتز للتنمية المسؤولة، على مشورة متخصصة من قبل منظمة مجتمعات كاليفورنيا ضد السموم.

وتقول المديرة التنفيذية لمنظمة كاليفورنيا جان ويليامز، إن خطط الشركة لإقامة مصنع تدوير النفايات لم تجتز اختبار "الإحساس المشترك" لأهالي المدينة، رغم تبنّيها من قبل الحكومة الفيدرالية وصناعة الطيران.

وأشارت ويليامز إلى إن بعض السكان يشعرون بريبة من اختيار موقع المصنع بمدينتهم، ليكون حلًا لأزمة النفايات في شيكاغو.

كما شككت في نقاء عمليات "تغويز" النفايات استنادًا إلى كميات الحرارة الهائلة المستعمَلة في مثل هذه العمليات التحويلية المعقدة.

والتغويز مصطلح علمي يشيع استعماله في قطاع تدوير النفايات، و يشير إلى عملية تحويل مادة صلبة إلى غاز عبر التسخين، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتستعمل عملية التغويز المقترحة في مشروع مدينة غاري، حرارة شديدة لتحويل مخلفات القمامة والبلاستيك إلى غاز صناعي في مرحلة أولى، تعقبها مرحلة أخرى تقوم على تحويل الغاز إلى زيت خام صناعي يمكن استعماله في صناعة وقود الطائرات عبر مصفاة نهائية مجهزة في الموقع.

وتقول العضوة المؤسسة في منظمة غاري أدفوكاتز للتنمية المسؤولة لوري لاثام، إن مقترح التغويز يعتمد على استعمال كثيف جدًا للطاقة لم يسبق مصادفته في أيّ مشروع مشابه طوال مسيرتها المهنية؛ ما يعني أن بصمته الكربونية ستكون هائلة.

ثغرة التوصيف القانوني

يشترك المحامي المتخصص في قضايا العدالة البيئية جيمس بيو مع مديرة منظمة غاري في المخاوف الصحية، ويضيف إليها ثغرة قانونية وبعدًا عنصريًا متعلقًا بسواد بشرة أغلب سكان مدينة غاري.

يقول بيو، إن أغلب المرافق التي تحرق النفايات –بما في ذلك البلاستيك- تعمل إمّا بطريقة التغويز أو بطريقة أخرى مشابهة تسمى الانحلال الحراري، وكلا الطريقتين تُنتجان انبعاثات، لكن المرافق المذكورة مازالت تحاول تجنُّب الخضوع لمعايير الحماية الصحية في قانون الهواء النظيف.

وأضاف بيو أن المعركة القائمة حاليًا على المستوى المحلي والفيدرالي تدور حول تجنّب التوصيف القانوني لمحارق التغويز أو الانحلال الحراري بوصفها محارق، حتى لا تُدرَج ضمن الأنشطة التي تخضع لضوابط التلوث ومراقبة الانبعاثات والإبلاغ عنها.

وتدرج لوائح وكالة حماية البيئة مرافق شركة فول كروم وغيرها ضمن فئة المحارق منذ 30 عامًا، وتحاول الشركة إثارة الشكوك حول هذا التوصيف أملًا في تغييره.

شكوى تمييز عنصري

اعترضت فئة ناشطة من السكان بولاية إنديانا على تصريح التلوث الممنوح لشركة فولكروم من قبل المنظمين بالولاية، وتقدّموا بطعن إلى وكالة حماية البيئة الأميركية بموجب قانون الحقوق المدنية.

وقود الطائرات النظيف
روبرت بوجس أحد أعضاء منظمة الدفاع عن الملونين في أميركا - الصورة من إنسيد كليمت نيوز

تقول الشكوى المقدّمة، إن إصدار هذا التصريح من الجهة المنظمة يمثّل نمطًا متكررًا من ممارسة عنصرية طويلة الأمد تستبطن تمييزًا محليًا على أساس العرق واللون والأصل القومي.

ويمثّل السكان السود في ولاية غارى قرابة 78% من إجمالي تعدادها السكاني المتناقص عبر الزمن؛ بسبب الفقر والتهميش وموجات هجرة السكان والأجيال المتعاقبة إلى الولايات الأكثر حظًا في أميركا.

وانخفض عدد سكان الولاية من 175 ألف نسمة في عام 1970 إلى 68 ألفًا في عام 2022، بمعدل 100% تقريبًا في غضون 5 عقود؛ ما يهدد بفناء هذه الولاية في غضون 5 عقود متتالية أخرى إذا استمر تهميشها على هذه الحال، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

معدل الفقر في الولاية 35%

تشير إحصائيات محلية إلى أن واحدًا من كل 3 أفراد يعيشون في فقر بمدينة غاري؛ ما يعني أن 35% من سكانها فقراء، وهي نسبة كبيرة جدًا مقارنة بالولايات الأميركية التي يغلب عليها السكان البيض.

ويبلغ معدل الفقر في ضاحية بليسانتون مقرّ شركة فولكروم في ولاية كاليفورنيا قرابة 5% فقط، في إشارة إلى حجم فوارق التهميش الذي تعيشه مدينة غاري السوداء منذ عقود.

وتحتج فولكروم في المقابل بأن خططها في غاري ستساعد في تنمية المدينة، باستثمارات تصل إلى 800 مليون دولار.

كما تتوقع الشركة أن يوفر مشروع مصنعها في المدينة فرص عمل تصل إلى 1330 وظيفة، ما بين وظائف دائمة وأخرى مؤقتة.

تتباهى الشركة -أيضًا- بدخولها في مجال تحويل النفايات إلى وقود الطائرات النظيف، بوصفه من المجالات الوليدة محلّ الاختبار على المستوى العالمي.

الشركة: لا وقت للمعارضين

يقول نائب رئيس إدارة الشركة ريك بارازا، لقد أصبحنا على بُعد خطوات من إثبات أن تحويل القمامة أمر ممكن، رافضًا تخصيص وقت أكبر لسماع المعارضين للمشروع.

وعلّق بارازا على معارضة السكان، قائلًا: "هناك مجموعة محلية لا تريد المشروع، وقد بدأت في التعبير عن نفسها، و آملُ ألّا يُمنح لها الكثير من الوقت".

وتعمل شركة فولكروم بيو إنرجي الأميركية على تحويل القمامة إلى وقود للطائرات منذ 10 سنوات -تقريبًا-، ولديها استثمارات خارجية مرتبطة بالمجال.

وبدأت الشركة المرحلة الثانية من مصنعها الأول بالقرب من مدينة رينو بولاية نيفادا منذ عام 2018، لكن الإنتاج الكامل من المصنع لم يبدأ حتي الآن، وتأمل الشركة في إنشاء مصنع مدينة غاري، بطاقة تزيد 3 أضعاف عن هذا المصنع.

ويندرج نشاط الشركة في هذا المجال ضمن خطط اهتمام قطاع الطيران والحكومة الفيدرالية لتطوير ما يسمونه وقود الطيران المستدام "ساف"، في إطار إستراتيجيات التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة بالمجال، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

كيف يُصنع الوقود البديل؟

وقود الطائرات النظيف
مصنع شركة فولكروم بولاية نيفادا، الصورة من إنسيد كليمت نيوز

يصنع وقود الطائرات المستدام –نظريًا- من خلال إعادة تدوير المواد النباتية أو الحيوانية المتجددة، وهي مواد توجد بنسب كبيرة في نفايات القمامة، خاصة في البلاد المتقدمة التي تشيع فيها ثقافة الاستهلاك وهدر الطعام بمكوناته النباتية والحيوانية والصناعية.

ويأمل علماء البيئة والمناخ في تطوير جانب التقنيات المستعمَلة في توليد الطاقة النظيفة، ما يعوض الحاجة إلى استعمال الوقود الأحفوري الذي يُفضَّل بقاؤه محبوسًا تحت الأرض؛ لتجنّب آثار مناخية وخيمة يصفونها بالأسوأ منذ بدء الثورة الصناعية في النصف الثاني من القرن الـ18.

ويختبر علماء الصناعة والحكومة مواد أولية مختلفة من الدهون الحيوانية والزيوت النباتية ومخلفات الأخشاب، وصولًا إلى القمامة والبلاستيك، أملًا في الوصول إلى نتائج مبشرة يزفونها للعالم، سواء بالنسبة لوقود الطائرات أو غيره من أنواع الوقود المستدام.

ورصدت الحكومة الأميركية 4 مليارات دولار من الضرائب الفيدرالية لدعم مبادرات تطوير وقود الطائرات النظيف أو المستدام، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

قل "بديل" ولا تقل "مستدام"!

يتحفّظ رئيس برنامج وقود الطيران المستدام بالمجلس الدولي للنقل النظيف نيكيتا بافالينكو على وصف "المستدام"، ويفضل بدلًا من ذلك استعمال مصطلح "الوقود البديل".

ويرى بافالينكو أن صفة الاستدامة بالنسبة لوقود الطيران لا يمكن الجزم بها حتى الآن؛ بسبب تباين الرؤى العلمية حول تأثيراته المناخية ما بين مهول ومهون ومترقب لتعزيز النتائج بتجارب أكثر وأوسع نطاقًا.

واستنادًا إلى ذلك، يفضّل بافالينكو استعمال مصطلح وقود الطيران البديل مع ترك مساحة اختبار فوائد كل بديل ومضارّه وآثاره في المناخ للعلماء المختصين بالتجارب والنتائج العلمية.

ويشيع في إحصائيات المناخ العالمية أن قطاع الطيران يسهم في 2% فقط من حجم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.

وأشار بحث منشور في مجلة البيئة الجوية الأميركية، العام الماضي، إلى أن هذه النسبة قد تصل إلى 3.5%، إذا أضيف إليها حجم تأثيرات حبس الحرارة الناتجة عن المسارات المكثفة التي ترسمها الطائرات في السماء.

ولم يكن قطاع الطيران في السابق يحظى بحجم اهتمام بيئي أكبر، إلّا أن توسُّع صناعة الطيران خلال العقود الأخيرة أسهم في تسليط الضوء عليه أسوة بغيره من القطاعات الملوثة للبيئة، وإن كان من أقلّها إسهامًا.

ويقول بافالينكو: "ليس من المنطقي منح قطاع الطيران ترخيصًا بمواصلة التلوث، في الوقت الذي نشدد فيه المعايير مع سائقي السيارات الملوثة، والأشخاص الذين يشترون الكهرباء المولدة من الوقود الأحفوري".

ويضيف بافالينكو: "هؤلاء يمثّلون أغلب قطاعات المجتمع، فكيف لا تشدّد الضوابط على قطاع الطيران الذي يمثّل شريحة أقلّ".

والتزمت شركات الطيران الأعضاء في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، وعددها 290 شركة، بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

كما أعلن اتحاد النقل الجوي الدولي الأميركي التزامًا مماثلًا، شمل شركات دلتا، ويونايتد، وشركات الشحن العملاقة مثل يو بي إس، وفيديكس.

ويختبر الفاعلون في الصناعة مسارات علمية متوازية لتوليف أنواع جديدة من وقود الطيران عبر تقنيات حرق الهيدروجين المصنوع من الطاقة المتجددة، وصناعة الوقود من ثاني أكسيد الكربون المحتجز، وصولًا إلى اختبار مدى قدرة البطاريات على تشغيل الطائرة الصغيرة.

ويقترح آخرون حلولًا أخرى تستند على استبدال السفر الجوي قصير المدى بالقطارات، في إشارة إلى عمليات السفر الداخلي بين الولايات.

في عام 2015 اشترت شركة يونايتد إيرلاينز حصة في شركة فولكروم بيو إنرجي بقيمة 30 مليون دولارًا، والتي تسعى وراء حلم تحويل القمامة ومخلّفات البلاستيك إلى وقود الطائرات النظيف.

نقلة نوعية خلال 10 سنوات

شاحنة تحمل وقود الطائرات النظيف
شاحنة تحمل وقودًا حيويًا مستدامًا للطائرات - الصورة من موقع إير كارجو ورلد

يأمل علماء الصناعة في أن يتمكنوا من إحداث نقلة نوعية في مجال الطيران خلال السنوات الـ10 المقبلة، كما حصل في الماضي عندما حلّت طائرات حديثة محلّ طائرات الجيل الأول الأقلّ تطورًا.

ويقول الباحث في مركز الطاقة المتجددة التابع لوزارة الطاقة الأميركية روبرت ماك كورمك، إن الطائرات التجارية المستعملة اليوم للركاب أو الشحن أكثر كفاءة بنسبة 25% من الطائرات القديمة التي حلّت محلّها منذ عقود".

ويتوقع الباحث أن تتمكن صناعة الطيران من فعل ذلك مرة أخرى مع الجيل الثاني من الطائرات التي تُطَوَّر حول العالم في غضون 10 سنوات أو أقلّ.

وأشار ماك كورمك إلى وجود نوع من الوقود البديل يستَعمَل في الولايات المتحدة بالفعل، ولكن على نطاق الرحلات التجريبية فحسب.

ويتكون هذا النوع من خليط مصنع من الدهون والزيوت المستخرجة من نفايات زيت الطهي وشحم البقر وزيت فول الصويا.

ويأمل ماك كورمك وأصدقاؤه الباحثون أن يتمكنوا من تطوير هذا النوع بسرعة ليُستَعمَل على نطاق أوسع في قطاع الطيران.

وتعهَّد الرئيس الأميركي جو بايدن بدعم قطاع البحث والتطوير بصناعة الطيران بمبلغ 4 مليارات دولار؛ لتطوير بدائل منخفضة الكربون.

وتأمل الولايات المتحدة في إنتاج بدائل من وقود الطائرات تقلّ انبعاثاتها بمعدل النصف على الأقلّ، مقارنة بانبعاثات الوقود التقليدي.
كما تخطط لتحقيق طفرة إنتاجية في البدائل لتلبية كل الطلب المحلي في قطاع الطيران بحلول عام 2050.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق