سياراتأخبار السياراترئيسية

منافسة على معادن السيارات الكهربائية.. تحالف غربي يتحدى هيمنة الصين

مي مجدي

شكّلت مجموعة من الدول الغربية تحالفًا جديدًا لإنتاج معادن السيارات الكهربائية وشرائها من دول أكثر اهتمامًا بالمعايير المتعلقة بالعمل والبيئة، في محاولة للحد من هيمنة الصين على الأسواق.

وأعلن وزير الموارد الطبيعية الكندي جوناثان ويلكينسون، يوم الإثنين 12 ديسمبر/كانون الأول (2022)، الاتفاق بين الولايات المتحدة وكندا ودول أخرى من مجموعة الـ7 على هامش مؤتمر التنوع البيولوجي "كوب 15" المنعقد في مونتريال، حسب وكالة رويترز.

ويشير مصطلح المعادن المهمة إلى أكثر من 30 معدنًا، وهي لازمة لأغلب التقنيات الحديثة، من بينها أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية، والبطاريات القابلة لإعادة الشحن المستخدمة في السيارات الكهربائية، إلى جانب بطاريات تخزين الكهرباء.

وتوقّع البنك الدولي في عام 2020 ارتفاع الطلب على معادن السيارات الكهربائية الرئيسة، مثل الليثيوم والنحاس والنيكل والغرافيت وغيرها من المعادن النادرة، بنسبة 500% بحلول عام 2050، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

تحجيم هيمنة الصين

قال وزير الموارد الطبيعية الكندي جوناثان ويلكينسون، إن تحالف "ساستينبل كريتيكال مينرالز" أو تحالف "المعادن المهمة المستدامة" سيدعمان تطبيق هذه المعايير للحصول على معادن السيارات الكهربائية، مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل.

معادن السيارات الكهربائية
وزير الموارد الطبيعية الكندي جوناثان ويلكينسون - الصورة من موقع ذا غلوب آند ميل

وأضاف أن عدم إبداء الصين وروسيا استعدادهما لوضع آليات تدعم هذه المعايير يعني أن الدول الغربية ستتجه إلى توفير بدائل بقدر المستطاع.

وأقر ويلكينسون بأن التحالف الطوعي للولايات المتحدة وكندا وأستراليا وفرنسا وألمانيا واليابان والمملكة المتحدة لن يتجنب الصين التي تهيمن على سوق معادن السيارات الكهربائية، لا سيما أن بكين تعالج كميات ضخمة من المعادن المهمة.

وتحاول الدول الغربية أن تنأى بنفسها عن الاعتماد على أنظمة وصفتها بـ"الاستبدادية" للحصول على معادن السيارات الكهربائية.

من جانبها، تبنّت الصين سياسات للحد من التلوث في قطاع التعدين، لكنها واجهت العديد من الانتقادات.

وأكد ويلكينسون حرية الصين في تعزيز جهودها فيما يتعلق بالمعايير البيئية والعمل والانضمام إلى التحالف، لكن سيتعيّن عليها إجراء هذه التغييرات المطلوبة.

وكانت كندا والولايات المتحدة من بين الدول الغربية التي أكدت عدم السماح للصين بالهيمنة على هذه المعادن الرئيسة، ما يمنحها نفوذًا سياسيًا مشابهًا لنفوذ روسيا على صادرات النفط والغاز إلى أوروبا.

تساؤلات تواجه التحالف

أشار ويلكينسون في العديد من المناسبات إلى أهمية توسيع تعدين المعادن المهمة لتحقيق الحياد الكربوني والانتقال إلى شبكة كهرباء نظيفة بنسبة 100%.

وجاء إعلان تشكيل التحالف بعد 3 أيام من نشر ويلكينسون إستراتيجية المعادن المهمة لكندا، التي تهدف إلى توسيع إنتاج المعادن ومعالجتها في البلاد على نحو مستدام، والمساواة بين السكان الأصليين وتحقيق الأمن العالمي.

معادن السيارات الكهربائية
عملية شحن سيارة كهربائية من شركة فورد- الصورة من رويترز

ويُعَد التحالف محاولة لتعزيز الإستراتيجية الكندية على مستوى العالم، على الرغم من أنه لم يتضح بعد كيف ستضمن كندا أو أي من الدول الأخرى أن معادن السيارات الكهربائية المستوردة تتبع المعايير البيئية والاجتماعية نفسها.

كما أنها لم تحدد الدور الذي سيؤديه التحالف في ضمان اتباع شركاته لمعايير العمل على أرض أجنبية.

وتتمتع شركات التعدين الكندية بسمعة طيبة فيما يتعلق بممارسات التعدين المستدامة على أرضها، لكن على الصعيد الدولي واجهت العديد من القضايا بسبب الأضرار البيئية والآثار الصحية وانتهاكات حقوق الإنسان في بلدان أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، لم يوضح أعضاء التحالف إذا كانوا سيتجهون إلى خفض صادرات المواد الخام المستخرجة من أراضيهم إلى الصين.

وفي هذا الصدد، رحّب الخبير الإستراتيجي في منظمة "غرينبيس" البيئية كيث ستيوارت، بدعم التحالف لحقوق السكان الأصليين ومعايير العمل، لكنه تساءل عن الكيفية لتطبيق ذلك.

وقال: "هل ستكون هناك صلاحية لتنفيذها؟.. في الوقت الحالي يبدو الأمر أشبه بمذكرة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق