منوعاتتقارير منوعةرئيسية

هل يؤدي إنتاج وقود الطيران المستدام لمواجهة بين شركات الطيران والنفط؟

شركات الطيران تدعو شركات النفط لتسريع إنتاجه

مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • شركات الطيران تدعو شركات النفط لتسريع إنتاج وقود الطيران المستدام
  • يسهم الطيران التجاري بنحو 2% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية
  • يعتمد هدف الحياد الكربوني في صناعة الطيران على إنتاج 449 مليار لتر من وقود الطيران المستدام
  • تهدف شركات الطيران لاستخدام 10% من وقود الطيران المستدام بحلول عام 2030
  • شركات النفط تشعر بتردد استخدام شركات الطيران للوقود المستدام بسبب ارتفاع الأسعار

تعقد صناعة الطيران آمالها على وقود الطيران المستدام لخفض انبعاثات الاحتباس الحراري؛ إذ تعدّ واحدة من أكبر مصادر انبعاثات الكربون في العالم.

وتعهدت أكثر من 50 شركة طيران وشركة نفط وشركات أخرى باستبدال الوقود المستدام بنحو 10% من إمدادات وقود الطائرات العالمية بحلول عام 2030.

وستتطلب هذه الالتزامات زيادة هائلة في إنتاج وقود الطيران المستدام، الذي يمثّل -حاليًا- 0.1% فقط من وقود الطائرات المستخدم في الطيران التجاري، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأمام ذلك، دعت شركات الطيران، أمس الثلاثاء 21 يونيو/حزيران، شركات النفط الكبرى بتسريع إنتاج مصادر بديلة للوقود الحاسمة للصناعة من أجل مساعدتها في تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول 2050، وإلّا ستجازف بالخسارة أمام الشركات التي ستقوم بذلك، حسب رويترز.

استثمارات وقود الطيران المستدام

تتطلب صناعة الطيران استثمارات ضخمة فيما يُعرف بـ"وقود الطيران المستدام" (إس إيه إف)، لكنه يعاني -حاليًا- من نقص في الإمدادات، وتكلفته أعلى بكثير من وقود الطائرات التقليدي.

وقود الطيران المستدام
عامل يملأ طائرة إيرباض بوقود الطائرات في مطار فولسبوتل - الصورة من رويترز

وفي هذا الصدد، قال المدير العامّ للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، ويلي والش: "لن نقبل الأعذار، خلاصة القول هي: إذا لم تحقق شركات النفط ذلك، فسيقوم الآخرون بذلك".

وأوضح للصحفيين، في نهاية اجتماع لصناعة الطيران الذي عُقد لمدة 3 أيام في الدوحة: "هذه فرصة تجارية، فلم يعد هناك حاجة لوجود نفط في الأرض لإنتاج الوقود، هناك العديد من المواد الأولية التي يمكن استخدامها في إنتاج الوقود المستدام".

ويسهم الطيران التجاري بنحو 2% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، ومن المتوقع أن يساعد إنتاج وقود الطيران المستدام -المصنوع من مواد أولية مثل زيت الطهو ومخلّفات الحيوانات- شركات الطيران في تحقيق الحياد الكربوني، لا سيما أن التقنيات المستقبلية، مثل الطائرات التي تعمل بالكهرباء والهيدروجين، ستستغرق عقودًا لتحلّ محلّ الطائرات الحالية.

ويعتمد هدف الحياد الكربوني في صناعة الطيران على إنتاج 449 مليار لتر من وقود الطيران المستدام، أو 65% من متطلبات الوقود العالمية لشركات الطيران في عام 2050، مقارنة بـ125 مليون لتر، أو 0.5% فقط العام الماضي.

بينما أشار الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، أكبر الباكر، هذا الأسبوع، إلى أن هدف الحياد الكربوني بات تحديًا لشركات الطيران للوفاء به، ويرجع ذلك جزئيًا إلى نقص إمدادات وقود الطيران المستدام.

وقال الباكر، خلال مؤتمر صحفي في الاجتماع السنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، إنه من الضروري أن تسهم الجهات المعنية في الصناعة، والتي تتضمن صنّاع المحركات وشركات النفط، في هذا الهدف.

وتابع: "هدف الحياد الكربوني لعام 2050، المحدد العام الماضي، سيكون من الصعب على شركات الطيران تحقيقه".

التزامات طموحة

حددت العديد من شركات الطيران هدفًا على المدى القريب يتمثل في استخدام 10% من وقود الطيران المستدام بحلول عام 2030.

وأكد المشاركون في الاجتماع، طيران نيوزيلندا وفيرجن أستراليا وكوريا للطيران وخطوط هاواي الجوية، هذا الهدف، لكنهم لم يحصلوا على أيّ وقود مستدام في الوقت الراهن، رغم أنهم يدرسون خيارات أخرى، مثل استخدامه عند إعادة التزود بالوقود في كاليفورنيا التي توفر حوافز لتشجيع إنتاج وقود الطيران المستدام.

وقال رئيس التحالفات والشؤون الدولية في خطوط "أول نيبون" الجوية اليابانية، جونيشيرو مياغاوا، إن الهدف لعام 2030 هو 10%، لكن "لم يتبقّ سوى 8 سنوات".

وتوفر الشركة اليابانية -حاليًا- 0.01% من احتياجاتها من الوقود المستدام في المطارات الخارجية.

وردًا على سؤال يتعلق بقابلية تحقيق هدف الـ10%، قال: "في الوقت الحالي، الأهداف سقفها مرتفع جدًا".

وقود الطيران المستدام
ملء طائرة بالوقود المستدام في مطار سان فرانسيسكو الدولي- الصورة من موقع المطار

شركات النفط

على الجانب الآخر، يرى المسؤولون التنفيذيون في شركات النفط أن شركات الطيران مترددة في التزامها بشراء وقود بديل للطائرات بسبب ارتفاع الأسعار، ويزيد ذلك من صعوبة الاستثمار لزيادة الإنتاج.

وقال رئيس شل للطيران، جان توشكا، إنه لم تتقدم شركة طيران واحدة لتؤكد شراء وقود الطيران المستدام مهما حدث.

وتابع: "كم مليار دولار سيستثمر قطاع الطاقة مع افتقار القدرة على التكهن بما إذا كان هناك طلب فعلي".

ووفقًا لتقديراته، يعدّ وقود الطيران المستدام -حاليًا- أغلى مرتين ونصف من وقود الطائرات التقليدي، وحثّ المزيد من شركات الطيران على الالتزام بهدف استخدام 10% من وقود الطيران المستدام بحلول عام 2030، موضحًا أن الإنتاج سيرتفع مع نمو السوق في السنوات المقبلة.

في الوقت نفسه، قالت إياتا، أكبر اتحاد لشركات الطيران في العالم، إن شركات الطيران استخدمت العام الماضي جميع أنواع الوقود المستدام المتاحة لها.

فصناعة الطيران تعمل عادة على هوامش ضئيلة، وما تزال العديد من شركات الطيران تعاني من الوباء.

بالإضافة إلى ذلك، تعرضت شركات الطيران لضغوطات من قبل الحكومات والمقرضين ووكالات السفر لتقليل أثرها البيئي؛ للمساعدة في تحقيق أهدافهم المناخية.

كما تدعو صناعة الطيران الحكومات إلى تقديم حوافز لتسريع إنتاج الوقود المستدام.

وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي، إن إنتاج الوقود البديل قد يصل إلى 30 مليار لتر بحلول عام 2030 بفضل المساعدات الحكومية.

وخلال يوم الأحد الماضي 19 يونيو/حزيران، اتفقت خطوط كانتاس الجوية وإيرباص على استثمار قرابة 200 مليون دولار لتطوير صناعة وقود الطيران المستدام في أستراليا، ويأملان تشجيع الحكومة على المساعدة في التمويل لتطوير الصناعة المحلية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق