موسوعة الطاقةتقارير النفطدول النفط والغازنفطوحدة أبحاث الطاقة

ليبيا.. ماذا تعرف عن الدولة صاحبة أفضل أنواع النفط في العالم؟

حُدِّثَ حتى 23 ديسمبر/كانون الأول 2024

وحدة أبحاث الطاقة

عند تأسيس أوبك لم تكن ليبيا من الدول المصدّرة للنفط آنذاك، لكنها انضمت إلى المنظمة بعد عامين تقريبًا، وتحديدًا في 1962، لتصبح العضو السابع في هذا الكيان.

ويعتمد اقتصاد ليبيا -البالغ عدد سكانها 7 ملايين نسمة تقريبًا- بشكل أساسي على قطاع النفط الذي شكّل أكثر من 90% من عوائد الصادرات في 2023.

وتسهم العوائد الكبيرة المحققة من قطاع الطاقة، إلى جانب انخفاض عدد السكان، في جعل ليبيا واحدة من أعلى الدول في أفريقيا من ناحية نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.

وفي الآونة الأخيرة، توقّف إنتاج النفط الليبي عدة مرات؛ بسبب الاضطرابات السياسية في البلاد بين حكومتي الشرق والغرب، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

اكتشاف النفط

يعود تاريخ حفر أول بئر للنفط في ليبيا -التي تشتهر بأن لديها أفضل أنواع النفط في العالم- إلى عام 1959، قبل أن تبدأ الدولة في تصدير الخام بحلول عام 1961.

وبلغ إجمالي شحنات النفط الليبي في عام 1961 بأكمله نحو 7 ملايين برميل، مع حقيقة أن الشحنة الأولى صُدِّرَت إلى بريطانيا وقتها.

ويتميز أغلب النفط الليبي بجودته، إذ إنه من الأنواع الخفيفة الحلوة، وفق وحدة أبحاث الطاقة.

وكانت البلاد على موعد مع اكتشاف أكبر ثرواتها النفطية إنتاجًا عام 1980، حينما اكتُشف حقل الشرارة الواقع في صحراء مرزق جنوب غرب ليبيا.

احتياطيات النفط

بينما تمتلك ليبيا أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط الخام في أفريقيا، فإن الصراع المستمر منذ عام 2011، وأطاح بالرئيس الأسبق الراحل معمر القذافي، أثّر بالسلب في مستويات الإنتاج في البلاد.

وحتى نهاية عام 2023، يُقدّر ما تملكه ليبيا من احتياطيات النفط الخام المؤكدة بنحو 48.4 مليار برميل، وفق بيانات أويل آند غاز جورنال، ما يعادل حصة قدرها 3.9% من احتياطي منظمة أوبك.

وتتوافق هذه الأرقام (48.4 مليار برميل) مع تقديرات المراجعة الإحصائية السنوية لمعهد الطاقة البريطاني -نشرها للمرة الأولى بدلًا من شركة النفط البريطانية بي بي- التي لم تشهد تغييرًا تقريبًا منذ عام 2012.

وتشغل ليبيا -التي تُعدّ الدولة الـ16 من ناحية الكتلة الأرضية، إذ تبلغ مساحتها نحو 1.760 مليون كيلومتر مربع- المرتبة السابعة في قائمة أكبر الدول في منظمة أوبك من ناحية الاحتياطي النفطي.

ويوضح الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، احتياطيات النفط المؤكّدة في ليبيا منذ عام 1980 حتى 2023:

احتياطيات النفط المؤكدة في ليبيا

إنتاج النفط

كان إنتاج النفط الليبي قد وصل إلى مستوى 1.557 مليون برميل يوميًا في عام 2009، لكنه انخفض بشكل حاد إلى 462 ألف برميل يوميًا عام 2011، وهو ما تُرجم إلى انكماش اقتصادي بنحو 50% في العام ذاته، قبل أن يتعافى في السنوات اللاحقة.

ومنذ عام 2017، اتبع إنتاج النفط الخام في ليبيا اتجاهًا صعوديًا، إذ زاد من 811 ألف برميل يوميًا إلى 951 ألف برميل في العام التالي له، قبل أن يسجّل 1.097 مليون برميل يوميًا في عام 2019.

وخلال عام 2020، انخفض إنتاج النفط الليبي إلى 0.367 مليون برميل يوميًا، مع تداعيات وباء كورونا وعودة الاضطرابات السياسية.

وأدى هذا الانخفاض الحاد في إنتاج ليبيا النفطي خلال 2020 إلى انكماش اقتصاد البلاد بنحو 29.5%، كما تشير تقديرات صندوق النقد الدولي.

وجاء الهبوط في إنتاج النفط الليبي خلال عام 2020، على الرغم من إعفاء البلاد من اتفاق كبح الإمدادات بين تحالف أوبك+، الذي انتهى في أغسطس/آب 2022، استجابة إلى انهيار أسواق الخام على خلفية تداعيات وباء كورونا، كما أن ليبيا لم تدخل في أيّ اتفاق ضم التحالف حتى الآن، مع استمرار اضطرابات الإنتاج.

وارتفع إنتاج ليبيا من النفط الخام إلى متوسط 1.138 مليون برميل يوميًا في 2021، مع هدوء الأوضاع السياسية وتعافي الاقتصاد من الوباء، لكنه عاود الهبوط إلى 0.981 مليون برميل يوميًا، مع عودة الاضطرابات والصراع على السلطة بين حكومتي طرابلس وبنغازي.

وأدّى الصراع إلى إغلاق العديد من الحقول والمواني النفطية لعدّة أشهر في 2022، ليهبط الإنتاج أقل من 700 ألف برميل يوميًا في يونيو/حزيران ويوليو/تموز (2022)، قبل أن يتعافى مع إنهاء الإغلاق حتى سجّل 1.16 مليون برميل يوميًا في ديسمبر/كانون الأول، وفق بيانات منظمة أوبك.

واستقر إنتاج النفط الليبي فوق 1.1 مليون برميل يوميًا خلال عام 2023، وواصل ذلك في 2024 حتى انخفض إلى 950 ألف برميل يوميًا في أغسطس/آب مع إغلاق حقل الشرارة ومن ثم كل الحقول النفطية جراء خلاف بين الحكومتين المتنازعتين بشأن قيادة المصرف المركزي، قبل أن يهبط أكثر إلى 559 ألفًا خلال سبتمبر/أيلول.

وعاد الإنتاج بعد 5 أسابيع من الإغلاق، وبمعدل سريع رفع إنتاج الخام إلى جانب المكثفات فوق 1.4 مليون برميل يوميًا، خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وهو أعلى مستوى في 13 عامًا.

ومن حيث إنتاج النفط الخام في ليبيا، فقد بلغ 1.23 مليون برميل يوميًا، خلال نوفمبر/تشرين الثاني، ما يعني أن متوسط الإنتاج السنوي قد يبلغ 1.1 مليونًا خلال 2024.

ويرصد الرسم البياني أدناه، إنتاج ليبيا من النفط الخام على أساس شهري بين عامي 2020 و2024:

إنتاج النفط الليبي

وبالنظر إلى أن ليبيا معفاة من حصص إنتاج أوبك، فإن المنظمة بحاجة إلى مراقبة إنتاج البلاد مع تعافي الإمدادات التي تقوم بضخّها.

وعلى جانب آخر، تشير بيانات معهد الطاقة البريطاني إلى أن إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية في ليبيا قد ارتفع إلى 1.27 مليون برميل يوميًا في العام الماضي (2023)، مقارنة مع 1.14 مليون برميل يوميًا في العام السابق له، كما يُظهر الرسم التالي:

إنتاج النفط في ليبيا

صادرات النفط

انخفض متوسط صادرات ليبيا من النفط الخام إلى 0.965 مليون برميل يوميًا خلال 2024، مقابل 1.03 مليون برميل يوميًا العام السابق له، وفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة، التي يوضحها الرسم التالي:

صادرات ليبيا من النفط الخام

وذهبت غالبية صادرات ليبيا إلى أوروبا، خاصة إيطاليا بما يصل إلى 380 ألف برميل يوميًا، والباقي إلى الصين والهند والأسواق الآسيوية الأخرى.

وفي عام 2023، ارتفعت عوائد صادرات النفط الليبية إلى 30.689 مليار دولار، مقارنة بـ33.27 مليار دولار في 2022، وفق بيانات أوبك.

وهذا يعني أن إيرادات النفط تمثل غالبية عوائد صادرات ليبيا من السلع والخدمات، التي بلغت 36.34 مليار دولار في العام الماضي.

ومن جهة أخرى، بلغ الطلب على النفط في ليبيا 200 ألف برميل يوميًا خلال 2023، مقابل 192 ألف برميل يوميًا عام 2023، واستوردت البلاد 145 ألف برميل يوميًا من المشتقات النفطية لتلبية احتياجاتها مع الاضطرابات التي تعانيها مصافي التكرير.

واستقرّت سعة تكرير النفط في ليبيا عند مستوى 634 ألف برميل يوميًا خلال عام 2023، لكن الإنتاج بلغ 87 ألف برميل يوميًا فقط، وفق تقديرات أوبك، التي يستعرضها الإنفوغرافيك التالي مع سعة مصافي التكرير الليبية:

سعة مصافي التكرير في ليبيا

الغاز الطبيعي

تمتلك ليبيا 1.5 تريليون متر مكعب من الاحتياطيات المؤكدة للغاز الطبيعي بنهاية عام 2023، دون تغيير تقريبًا خلال السنوات الأخيرة، بحسب أويل آند غاز جورنال، التي تتوافق إلى حد كبير مع بيانات معهد الطاقة البريطاني التاريخية، ما يجعل البلاد خامس أكبر مالك لاحتياطي الغاز في أفريقيا.

ويوضّح الرسم البياني التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في ليبيا بين عامي 1980 و2023:

احتياطيات الغاز في ليبيا

وتعطّل إنتاج الغاز الطبيعي الليبي بالكامل تقريبًا -كما هو الحال مع النفط- لفترات طويلة عام 2011، قبل أن يبدأ في التعافي حتى بلغ 16.3 مليار متر مكعب بنهاية عام 2023، مقارنة مع 16 مليار متر مكعب عام 2010، بحسب بيانات معهد الطاقة البريطاني، التي يرصدها الرسم البياني الآتي:

إنتاج الغاز الطبيعي في ليبيا

وفي عام 2023، بلغ الطلب على الغاز الطبيعي في الدولة العربية 8.34 مليار متر مكعب، مقابل 10.58 مليار متر مكعب خلال 2022، وفق تقرير أوبك السنوي.

وصدَّرت ليبيا نحو 1.06 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي عام 2023، مقارنة مع 2.47 مليار متر مكعب في العام السابق له.

وتذهب جميع صادرات ليبيا من الغاز الطبيعي إلى إيطاليا عبر خط أنابيب غرين ستريم (Greenstream)، إذ يعالج الغاز الطبيعي المنقول من حقل الوفاء البري وحقل بحر السلام البحري من أجل التصدير.

وفي عام 1971، أصبحت ليبيا الدولة الثالثة في العالم بعد الجزائر والولايات المتحدة، في بدء تصدير الغاز الطبيعي المسال، إذ صدّرت البلاد كمية صغيرة من الغاز المسال إلى إسبانيا.

حقول النفط والغاز

تقع أغلب حقول النفط في شرق خليج سرت، إذ تُشكل حقول النفط في حوض سرت الشرقي ثلث إنتاج ليبيا، مع حقيقة أنها تضخ نحو 350 ألف برميل يوميًا.

ويُعد حقل الشرارة النفطي هو أكبر الحقول في ليبيا، إذ تجاوزت قدرته الإنتاجية 300 ألف برميل يوميًا.

وفي عام 1959، كانت ليبيا على موعد مع اكتشاف أول حقول النفط الليبية، وهما حقلا الأمل وزلطن.

واكتُشف حقل البوري البحري عام 1976، ومن الاكتشافات الحديثة حقل الجرف في عام 2003، وهو مصدر مهم لاستخراج النفط والغاز.

ولدى ليبيا العديد من الحقول أيضًا، مثل الفيل والزويتينة والمبروك ومرزق وأبو طفل وحوض سرت.

قطاع الكهرباء

تعتمد القدرة المركبة الإجمالية من الكهرباء في ليبيا على الوقود الأحفوري بشكل كامل، ومع ذلك، فإن الطلب المحلي على الكهرباء يفوق التوسع في السعة، ما يؤدي إلى زيادة انقطاع التيار الكهربائي.

وتحدث عمليات انقطاع التيار الكهربائي بسبب ارتفاع الطلب على الكهرباء وتقادم البنية التحتية وتلفها ونقص الصيانة وعدم الكفاءة التشغيلية.

ورغم ذلك؛ فقد ارتفعت قدرة توليد الكهرباء في ليبيا إلى 8.2 غيغاواط خلال 2023، من 5.8 غيغاواط في العام السابق له.

وفي عام 2022 كان نحو 70% من سكان ليبيا يحصل على الكهرباء، انخفاضًا من 100% عام 2000، بحسب تقديرات البنك الدولي.

وانخفض توليد الكهرباء في ليبيا بوتيرة حادة منذ عام 2013، وقدر الإنتاج بنحو 30 تيراواط/ساعة في عام 2022، مع وجود عجز كبير، لتلبية الطلب، وسط عدم الصيانة والاستثمار في المحطات القديمة.

ويسهم الغاز الطبيعي بنسبة 71% في مزيج الكهرباء وتأتي النسبة المتبقية من النفط، وفق أحدث البيانات المتاحة من جانب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وتعمل ليبيا على تنويع مزيج الطاقة لديها وتسخير إمكانات البلاد من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إذ تهدف إلى أن يأتي 20% من توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول عام 2035.

وفي محاولة لتوسيع القدرة المركبة، حدّدت الشركة العامة للكهرباء في ليبيا خططًا طموحة على مدى السنوات الـ10 المقبلة، مع إنشاء محطة توربينات غازية ذات الدورة المركبة في بنغازي، التي يمكن أن تصل قدرتها الإنتاجية إلى 1.5 غيغاواط.

وتوقّعت الشركة العامة للكهرباء ارتفاع طاقتها إلى 14 ألفًا و834 ميغاواط بحلول عام 2025، و21 ألفًا و669 ميغاواط بحلول عام 2030.

وبدأت ليبيا، التي لديها خطوط ربط كهربائية مع تونس ومصر، في استيراد المزيد من الكهرباء من هاتين الدولتين المجاورتين بعد عام 2015.

أبرز أرقام دولة ليبيا لعام 2023:

الدولة ليبيا
عدد السكان 6.8 مليون نسمة
المساحة 1.76 مليون كيلومتر مربع
الناتج المحلي الإجمالي 45.01 مليار دولار
احتياطيات النفط الخام المؤكدة 48.4 مليار برميل
إنتاج النفط الخام 1.16 مليون برميل يوميًا
سعة التكرير 634 ألف برميل يوميًا
استهلاك النفط 200 ألف برميل يوميًا
انبعاثات ثاني أكسيد الكربون --
صادرات النفط الخام 0.965 مليون برميل يوميًا
صادرات المنتجات النفطية 91 ألف برميل يوميًا
احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة 1.5 تريليون متر مكعب
إنتاج الغاز الطبيعي 16.3 مليار متر مكعب
صادرات الغاز الطبيعي 1.06 مليار متر مكعب

وفيما يلي تستعرض منصة "الطاقة" لمحات خاصة حول أوبك والدول الأعضاء:

اقرأ أيضًا لمحات خاصة حول دول تحالف أوبك+ من غير الأعضاء في أوبك:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق