تاريخ أوبك وأعضاؤها منذ تأسيس المنظمة عام 1960 (تحديث)
الهدف النهائي من التأسيس تخليص الدول الأعضاء من الاعتماد على النفط
وحدة أبحاث الطاقة
يشير مصطلح أوبك إلى مجموعة من كبرى الدول المصدّرة للنفط حول العالم شكّلت منظمة قبل نحو 63 عامًا، في مسعى لإدارة المعروض من الخام وتخفيض تقلبات الأسعار.
ويعود تاريخ نشأة منظمة الدول المصدّرة للنفط إلى عام 1960، خلال مؤتمر استضافته بغداد في المدة بين 10 و14 سبتمبر/أيلول.
وفي البداية، كانت المنظمة تضمّ 5 دول مؤسسة، لكن هذا العدد شهد اختلافات على مرّ السنين اللاحقة، ما بين الانضمام والمغادرة، حتى استقر الأعضاء تحت مظلة أوبك عند 13 دولة، قبل أن تعلن أنغولا انسحابها في ديسمبر/كانون الأول 2023.
مهمة أوبك
تهدف أوبك لتنسيق السياسات النفطية وتوحيدها بين الدول الأعضاء من أجل تأمين أسعار عادلة ومستقرة لمنتجي النفط، بالإضافة لتوفير إمدادات نفطية فعالة واقتصادية ومنتظمة للدول المستهلكة.
وتشير تصريحات الوزيرين اللذين تُنسب إليهما فكرة أوبك، الفنزويلي خوان ألفونسو بيزيز، والسعودي عبدالله الطريقي، إلى أن الهدف النهائي هو تخليص دول أوبك من الاعتماد على واردات النفط عن طريق ملاءمة المعروض للطلب على الخام بشكل مستمر، لتحقيق عائد مجزٍ على صادرات النفط يضمن لهذه الدول تحقيق التنمية الاقتصادية وتنويع مصادر دخلها.
ويكمن الهدف الأول لأوبك في الحفاظ على أسعار النفط مستقرة عبر السوق العالمية، من أجل ضمان حصول الأعضاء على سعر معقول مقابل نفطهم.
كما تعمل المنظمة على تقليل التقلبات في أسعار النفط، من أجل تفادي التقلبات التي قد تؤثّر في اقتصادات كل من الدول المنتجة والمستوردة.
وعلى سبيل المثال، وصلت أسعار النفط في يونيو/حزيران 2008، إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 143 دولارًا للبرميل؛ ما دفع أوبك للاستجابة من خلال الاتفاق على تقليل وتيرة إنتاج الخام، وهو ما تسبّب في خفض الأسعار.
أمّا الهدف الثالث؛ فيتمثل في إدارة المعروض النفطي، وتعديله استجابة لنقص الإمدادات؛ فعلى سبيل المثال، عوّضت أوبك النفط المفقود خلال أزمة الخليج عام 1990، وفعلت الأمر نفسه عام 2011 خلال الأزمة في ليبيا.
الدول الأعضاء في أوبك
في الوقت الحالي، تضم أوبك، الدول المؤسسة، وهي: إيران والعراق والكويت والسعودية وفنزويلا، بالإضافة إلى الجزائر والكونغو وغينيا الاستوائية والغابون وليبيا ونيجيريا والإمارات.
يأتي ذلك بعد انسحاب أنغولا من المنظمة في ديسمبر/كانون الأول 2023، بعد خلافات عديدة بشأن حصص إنتاج النفط، إذ كان البلاد ضمن عدة دول حصلت على أهداف أقل للإنتاج في اجتماع تحالف أوبك+ الأخير في يونيو/حزيران 2023، بعد سنوات من الفشل في تحقيق المستهدفات السابقة.
ويشغل الكويتي هيثم الغيص منصب الأمين العام لمنظمة أوبك منذ أغسطس/آب عام 2022، بعد انتهاء مدّة الأمين الراحل محمد سانوسي باركيندو.
وتتعاون دول أوبك مع منتجي الخام من خارج المنظمة -10 دول بقيادة روسيا من بينها المكسيك والنرويج- من أجل تحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية.
الإنتاج والاحتياطيات
ارتفع إنتاج الدول الأعضاء الـ13 في أوبك -قبل انسحاب أنغولا- إلى 28.85 مليون برميل يوميًا في عام 2022، مقابل 26.34 مليون برميل يوميًا عام 2021، مع تقديرات بأنه سيهبط إلى متوسط 28.1 مليون برميل يوميًا في عام 2023.
ويشار إلى أن إنتاج أنغولا النفطي بلغ 1.01 مليون برميل يوميًا في 2022، مقابل 913 ألف برميل يوميًا العام السابق له.
ويقلّ إنتاج أوبك النفطي بذلك عن المستوى القياسي المسجل عام 2016 عند 32.85 مليون برميل يوميًا.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بلغ إنتاج النفط لدول أوبك 27.84 مليون برميل يوميًا، بحسب أحدث تقرير صادر عن أوبك، فيما تشير تقديرات وحدة أبحاث الطاقة إلى أن الإنتاج سيهبط إلى 27.79 مليونًا في ديسمبر/كانون الأول 2023، كما يرصد الرسم البياني التالي:
وعلى الجبهة الأخرى، زاد إجمالي احتياطيات النفط المؤكدة لدى الدول الأعضاء في أوبك من 1.241 تريليون برميل عام 2021، ليصل إلى 1.243 تريليون برميل، بنهاية عام 2022.
وفي عام 2022، ارتفعت إيرادات دول أوبك من صادرات النفط إلى 873.57 مليار دولار، مقارنة بـ566.44 مليار دولار العام السابق له، ما يمثّل زيادة بنسبة 54.2%، أو 307.1 مليار دولار، مع قفزة أسعار الخام على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومع ذلك، تظل عوائد التصدير أقلّ بكثير من الرقم القياسي المرتفع المسجل في عام 2012، الذي كان يزيد على 1.2 تريليون دولار.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، عائدات صادرات النفط لدول أوبك في 2022:
لمحة في قرارات أوبك
وافقت منظمة أوبك، في اجتماعها المنعقد يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016، على خفض إنتاج النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا، بدءًا من يناير/كانون الثاني عام 2017.
وفي 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وافق المشاركون باتفاق خفض الإنتاج على الاستمرار في حجب نحو 2% من إمدادات النفط العالمية حينذاك، بمشاركة طوعية من جانب روسيا.
وفي 7 ديسمبر/كانون الأول عام 2018، وافق أعضاء المنظمة ومنتجو الخام الحلفاء على خفض إمدادات النفط بنحو 1.2 مليون برميل يوميًا (800 ألف برميل من جانب الأعضاء و400 ألف برميل من الحلفاء) خلال عام 2019.
وكان الهدف من هذا القرار إعادة أسعار النفط إلى مستوى 70 دولارًا للبرميل بحلول أوائل خريف عام 2019.
ومع حلول 1 يوليو/تموز عام 2019، اتفق أعضاء أوبك+ على تمديد اتفاق خفض الإنتاج سالف الذكر حتى الربع الأول من عام 2020.
- أنس الحجي يكتب لـ"الطاقة"| في الذكرى الـ60 لتأسيسها.. ماهي أوبك؟
- حصري لـ"الطاقة".. وثائق تكشف تفاصيل أوّل خطّة سعوديّة لإنشاء أوبك
وبعد اندلاع حرب الأسعار في أوائل 2020، على خلفية انهيار الطلب على الخام، توصّل تحالف أوبك+ لاتفاق تاريخي في منتصف العام نفسه.
وكان هذا القرار يهدف لسحب نحو 9.7 مليون برميل يوميًا من الإمدادات، بدايةً من يوم 1 مايو/أيار 2020، قبل تقليصه إلى 7.7 مليون برميل يوميًا، بدءًا من أغسطس/آب 2020.
وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2020، قرّر التحالف زيادة إنتاج النفط بنحو 500 ألف برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني 2021؛ ما يعني أن أوبك+ ستخفض إجمالي إنتاجها بنحو 7.2 مليون برميل يوميًا، واستمر التحالف في الزيادات التدريجية للإنتاج حتى الانتهاء من تخفيضات الوباء في أغسطس/آب 2022.
وقرر تحالف أوبك+ زيادة إنتاج النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميًا خلال سبتمبر/أيلول 2022، قبل خفضه بالكمية نفسها في أكتوبر/تشرين الأول التالي.
وبدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قرر التحالف خفض إمدادات النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا حتى نهاية 2023، قبل أن يقرر تمديد الاتفاقية حتى نهاية العام المقبل.
وبالتزامن مع ذلك، قررت 9 دول من التحالف، بقيادة السعودية (500 ألف برميل يوميًا)، تخفيضات طوعية للإمدادات بإجمالي 1.66 مليون من شهر مايو/أيار حتى نهاية 2023، قبل تمديد الخفض لاحقًا إلى نهاية العام المقبل.
وبصفة خاصة، تنفّذ السعودية خفضًا طوعيًا إضافيًا قدره مليون برميل يوميًا، بدءًا من يوليو/تموز 2023، قبل تمديده إلى نهاية الربع الأول من 2024، ضمن تخفيضات طوعية لعدّة دول من التحالف، بإجمالي 2.191 مليون برميل يوميًا.
تنبيه.. هذا التقرير حُدِّثَ حتى يوم 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، وفق أحدث البيانات المتاحة.
وفيما يلي تستعرض منصة الطاقة المتخصصة لمحات خاصة حول أوبك والدول الأعضاء:
- تعرّف على تاريخ وأعضاء أوبك منذ تأسيسها عام 1960
- الجزائر.. ماذا تعرف عن أكبر دولة عضو في أوبك من حيث المساحة
- أنغولا.. ماذا تعرف عن ثاني أكبر دولة منتجة للنفط في أفريقيا؟
- الكونغو.. ماذا تعرف عن أحدث دولة تنضم لعضوية أوبك؟
- غينيا الاستوائية.. ماذا تعرف عن الدولة صاحبة أقل إنتاج نفطي في أوبك؟
- الغابون.. ماذا تعرف عن أحد أكبر 5 منتجين للنفط في أفريقيا؟
- إيران.. ماذا تعرف عن الدولة صاحبة أول بئر نفط في الشرق الأوسط
- العراق.. ماذا تعرف عن الدولة التي شهدت تأسيس منظمة أوبك؟
- الكويت.. ماذا تعرف عن صاحبة ثاني أكبر حقل نفطي في العالم؟
- ليبيا.. ماذا تعرف عن الدولة التي لديها أفضل أنواع النفط في العالم؟
- السعودية.. ماذا تعرف عن الدولة الأكثر تأثيرًا في أسواق النفط العالمية؟
- الإمارات.. ماذا تعرف عن ثالث أكبر دولة منتجة للنفط في أوبك؟
- فنزويلا.. ماذا تعرف عن الدولة صاحبة أكبر احتياطيات نفطية في العالم؟
اقرأ أيضًا لمحات خاصة حول دول تحالف أوبك+ من غير الأعضاء في أوبك:
- سلطنة عمان.. رحلة كفاح تغلّبت على صعوبات شديدة في استخراج النفط والغاز
- أذربيجان.. أُمّ صناعة النفط العالمية
- قازاخستان.. أكبر منتج للنفط في آسيا الوسطى
- نفط السودان.. ضحية الأزمات السياسية
- بروناي.. صناعة النفط والغاز الطبيعي الداعم الرئيس للاقتصاد
- البحرين.. أول دولة تكتشف النفط في الخليج العربي
- ماليزيا.. ثاني أكبر منتج للنفط والغاز في جنوب شرق آسيا
- جنوب السودان.. الاضطرابات السياسية تعرقل استغلال الثروة النفطية
- المكسيك.. رابع أكبر منتج للنفط في الأميركتين
- روسيا.. قوة عالمية كبرى في صناعة النفط والغاز (10 رسومات بيانية)
حفظ الله هذه المنظمة