التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةوحدة أبحاث الطاقة

الطاقة المتجددة في تونس.. نسبة متواضعة رغم رحلة بدأت منذ الثمانينيات

تعتمد على استيراد الكهرباء من الجزائر

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • تونس بدأت رحلتها في الطاقة المتجددة من خلال توربينات رياح صغيرة
  • تونس تتمتع بمعدلات إشعاع شمسي تصل لـ3 آلاف ساعة سنويًا
  • سعة توليد الكهرباء المتجددة في تونس ترتفع بصورة سنوية
  • تعاني تونس من تراجع مؤشر استقلال قطاع الطاقة للعام الثاني

يطمح قطاع الطاقة المتجددة في تونس إلى زيادة نسبة المصادر النظيفة بمزيج الكهرباء، للعمل على تعزيز أمن الطاقة وتقليل فاتورة استيراد الوقود.

وتعدّ تونس من الدول التي تعتمد بشكل كبير على الاستيراد لتوفير احتياجاتها من الطاقة، ومنها استيراد الكهرباء من الجزائر لتعويض النقص الحاصل في الشبكة، مع زيادة الطلب مقابل تراجع الإنتاج.

وتشير بيانات حكومية -اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- إلى أن الكهرباء المستوردة من الجزائر أسهمت في تغطية نسبة 12% و11% من احتياجات البلاد في عامي 2022 و2023 على الترتيب.

ورغم تمتُّع البلاد بموارد هائلة من المصادر المتجددة ودخولها ذلك المجال منذ ثمانينيات القرن الماضي، فإن نسبتها في مزيج توليد الكهرباء تعدّ ضعيفة أقل من 3% مقارنة بالغاز الذي أصبح أكبر المصادر في توليد التيار، بنسبة تصل إلى 97%.

مشروعات الطاقة المتجددة في تونس

رغم نسبتها التي ما تزال متواضعة في مزيج توليد الكهرباء، فإن رحلة تونس في تطوير مشروعات الطاقة المتجددة تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي من خلال توربينات رياح صغيرة.

وفي عام 1982، استعملت تونس توربينات رياح بقدرة تصل إلى ما بين 1.5 و4 كيلوواط في تحلية وضخ المياه، وكذلك توربينات صغيرة بطاقة 0.6 كيلوواط في كهربة منزلين.

وفي 1984، شهد قطاع الطاقة المتجددة في تونس إنشاء محطة رياح لتوليد الكهرباء بقدرة تتراوح ما بين 10 و12.5 كيلوواط، وأخرى بطاقة 20 كيلوواط وغيرها من التوربينات الصغيرة.

وفي التسعينيات، وضعت البلاد إستراتيجية واضحة لتطوير الطاقة المتجددة خصوصًا الرياح، وقبل أن تُعدِّل مستهدفاتها مؤخرًا وترفع النسبة المستهدفة بمزيج توليد الكهرباء بحلول 2030 إلى 35%، لتكون من بين أكبر الدول العربية في مستهدفات الطاقة المتجددة، كما يوضح الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:

أكبر الدول العربية في مستهدفات الطاقة المتجددة بحلول 2030

وفي السياق نفسه، تتمتع تونس بمعدلات إشعاع شمسي تصل إلى 3 آلاف ساعة في العام، وهو ما يسمح للبلاد بإنتاج الطاقة الشمسية بسعة كبيرة، وفقًا للبيانات الحكومية.

ويسعى قطاع الطاقة المتجددة في تونس إلى زيادة سعة محطات طاقة الرياح بنحو 60 ميغاواط، موزّعة ما بين 30 ميغاواط قيد الإنشاء و30 ميغاواط أخرى في مرحلة ما قبل الإنشاء.

وفي مطلع العام الماضي، شهدت مشروعات الطاقة المتجددة في تونس طرح مناقصة تتضمن توليد نحو 1700 ميغاواط من الكهرباء بحلول عام 2025.

وعلى مدار السنوات الـ10 الماضية، شهدت سعة توليد الكهرباء المتجددة في تونس ارتفاعات سنوية عدا عام واحد فقط، لتقفز من 312 ميغاواط في عام 2014 إلى 817 ميغاواط خلال العام الماضي.

3 مشروعات للطاقة المتجددة

تحتضن تونس 3 مشروعات رئيسة للطاقة متجددة من المصدر الشمسي والرياح، بالإضافة إلى الطاقة الكهرومائية التي تأثرت مؤخرًا بصورة كبيرة من الجفاف التي تتعرض له البلاد.

توربينات الرياح في شمال تونس بولاية بنزرت
محطة طاقة الرياح في ولاية بنزرت- الصورة من البنك الدولي

وتأتي محطة طاقة رياح سيدي داود من ضمن أبرز مشروعات الطاقة المتجددة في تونس، بطاقة تصل إلى 54.5 ميغاواط، والتي بدأ تطويرها منذ عام 2000، بتكلفة استثمارية بلغت 54 مليون دولار.

وبحسب البيانات الرسمية التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة، نفّذت تونس محطة رياح سيدي داود على 3 مراحل، كانت المرحلة الأولى في عام 2000 بسعة 10.65 ميغاواط، والمرحلة الثانية بطاقة 8.72 ميغاواط، نُفِّذت في عام 2003، بينما نُفِّذت المرحلة الثالثة عام 2009 بقدرة 34.32 ميغاواط.

كما يمتلك قطاع الطاقة المتجددة في تونس مزرعة رياح في ولاية بنزرت بطاقة تصل إلى 190 ميغاواط من خلال 143 توربين رياح، باستثمارات تقترب من 187.33 مليون دولار.

وفي عام 2017، بدأت تونس بناء أول محطة للطاقة الشمسية تقع في ولاية تورز بطاقة إنتاجية تصل إلى 20 ميغاواط في الوقت الراهن.

ودخلت المرحلة الأولى لمحطة الطاقة الشمسية حيز الإنتاج التجاري في مارس/آذار 2021، بطاقة تصل إلى 10 ميغاواط من خلال 31 ألف لوح شمسي، ثم نُفِّذ مشروع توسعة لها بقدرة 10 ميغاواط من خلال 29 ألف لوح شمسي.

وتبلغ التكلفة الاستثمارية الإجمالية لمحطة الطاقة الشمسية تورز نحو 26.63 مليون دولار، بتمويل من الوكالة الألمانية للتنمية.

مزيج الكهرباء الحالي

تعاني تونس من تراجع مؤشر استقلال قطاع الطاقة، لينخفض للعام الثاني على التوالي بنهاية 2023 إلى 48%، مقابل نسبة 50% في عام 2022، وذلك بعد ارتفاعه في عام 2021 إلى 53%، مقابل 43% في 2020.

محطة كهرباء في تونس
محطة كهرباء محطة رادس- الصورة من موقع الشركة

ويعود ذلك التراجع إلى انخفاض إنتاج البلاد من الغاز الطبيعي، الذي يعتمد عليه قطاع الكهرباء، بنسبة وصلت إلى 97% خلال 2023، بحجم توليد بلغ 18.708 تيراواط/ساعة، مقابل 18.986 تيراواط/ساعة في 2022.

وفي مقابل ذلك، صعدت حصة طاقة الرياح بتوليد الكهرباء في تونس إلى 338 غيغاواط/ساعة، بحصّة 1.8% من الإجمالي، وارتفعت كذلك الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية إلى 71 غيغاواط/ساعة، بحصّة 0.4% من الإجمالي.

ومع معاناة البلاد من الجفاف، انخفض إنتاج الكهرباء من الطاقة الكهرومائية في تونس إلى 9.2 غيغاواط/ساعة، بحصّة 0.05% من الإجمالي خلال العام الماضي، مقابل 14.9 غيغاواط/ساعة في عام 2022، بحصّة 0.08% من إجمالي المزيج.

وتراجعت كمية الكهرباء المولدة عبر الغازوال "الديزل" في تونس خلال العام الماضي إلى 0.10 غيغاواط/ساعة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق