التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

حقول غاز شرق المتوسط.. احتياطيات ضخمة تتصدرها مصر (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • حقول شرق البحر المتوسط تجذب اهتمام شركات النفط الأوروبية
  • حقل ظهر يمتلك أكبر احتياطيات بشرق البحر المتوسط حاليًا
  • قبرص توصلت إلى 5 حقول ضخمة من الغاز في شرق المتوسط
  • لبنان يأمل في العثور على مكامن كبيرة للغاز بعد ترسيم الحدود

تحتضن حقول غاز شرق المتوسط احتياطيات كبيرة جذبت مع بدايات القرن الـ21 أنظار كبرى شركات النفط العالمية، لتتنافس على البحث واستكشاف ذلك الوقود الأحفوري الذي يزداد الاهتمام به عالميًا مع خطط تحول الطاقة.

وفي السنوات الأخيرة شهدت دول منطقة شرق البحر المتوسط -خصوصًا مصر وقبرص وإسرائيل- تحركات سريعة للكشف عن الغاز الطبيعي، بقيادة شركات النفط الأوروبية، وعلى رأسها إيني الإيطالية والنفط البريطانية بي بي، لتنجح في تحقيق اكتشافات ضخمة.

وتعرّضت حقول غاز شرق المتوسط لبعض التوترات الجيوسياسية التي تسببت في تأخر استكشافها بصورة كاملة، وكان آخرها النزاع الحدودي القائم بين لبنان وإسرائيل، الأمر الذي منع لبنان من اكتشاف الغاز في مياهه الإقليمية بسبب ذلك النزاع.

وبعيدًا عن مصر وقبرص وإسرائيل ولبنان، يُشار إلى أن حقل غزة مارين الفلسطيني -باحتياطيات 1.1 تريليون قدم مكعبة- أحد أقدم الحقول المكتشفة بمنطقة البحر المتوسط عام 1999، لكنه لم يشهد أي تطوير حتى الآن.

وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة، أبرز حقول غاز شرق المتوسط الخاصة في الدول التي عثرت على احتياطيات كبيرة من ذلك الوقود الأحفوري.

حقول غاز شرق المتوسط في مصر

توصلت مصر إلى احتياطيات كبيرة بالجزء التابع لها في البحر الأبيض المتوسط، لتحتضن العديد من حقول الغاز في المنطقة، جاء على رأسها حقل ظهر الضخم.

ويُعد حقل ظهر المكتشف عام 2015، من أبرز حقول غاز شرق المتوسط وأكبر حقل مكتشف بالمنطقة مع احتوائه على احتياطيات تصل إلى 30 تريليون قدم مكعبة.

حقل ظهر في مصر
حقل ظهر - الصورة من وزارة البترول المصرية

ومؤخرًا، تراجع إنتاج حقل ظهر إلى 2.2 مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي، مقابل 2.7 مليار قدم مكعبة يوميًا في 2019، ليؤثر في إجمالي إنتاج مصر من الغاز وسط سعي البلاد إلى حفر المزيد من الآبار لزيادة إنتاجه.

وتعمل مصر على زيادة إنتاج الحقل، إذ أعلنت الحكومة في أغسطس/آب 2023 خطة تتضمّن حفر 20 بئرًا وإكمالها، بالإضافة إلى 5 آبار إضافية بدءًا من العام الجاري (2024).

وفي عام اكتشاف ظُهر نفسه وتحديدًا في يوليو/تموز 2015، توصلت إيني الإيطالية إلى حقل غاز نورس ضمن امتياز أبوماضي بالبحر المتوسط قبالة سواحل دلتا النيل، ليصل إنتاجه إلى 1.14 مليار قدم مكعبة يوميًا في عام 2018.

كما يأتي ضمن حقول غاز شرق المتوسط، حقل بلطيم بمنطقة نورس الكبرى التي تحتضن إمكانات كبيرة من الغاز دفعت إيني إلى تنفيذ مشروعات استكشافية عديدة في تلك المنطقة.

وفي عام 2016 عثرت الشركة الإيطالية على حقل غاز بلطيم باحتياطيات تُقدر بنحو 0.7 تريليون قدم مكعبة، لتبدأ الإنتاج منه في سبتمبر/أيلول 2019 بمعدل أولي يبلغ 100 مليون قدم مكعبة يوميًا، ليرتفع بعد ذلك إلى 236 مليون قدم مكعبة يوميًا.

وتوصلت إيني الإيطالية -كذلك- في عام 2020 إلى حقل جديد بمنطقة نورس الكبرى، ويسمى حقل "بشروش"، ويقع في امتيار شمال حماد، باحتياطيات تصل إلى 250 مليار قدم مكعبة من الغاز، ويبلغ إنتاجه نحو 115 مليون قدم مكعبة يوميًا.

وقبل ذلك، كانت شركة بي بي البريطانية توصلت في عام 2004 إلى حقل غاز ريفين، ولكن لم يبدأ الإنتاج إلا في عام 2021، ويصل إلى 600 مليون قدم مكعبة يوميًا.

وبحسب بيانات بي بي -التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- يمتلك حقل ريفين الغازي الواقع في غرب دلتا النيل قبالة ساحل البحر المتوسط في مصر القدرة على إنتاج 900 مليون قدم مكعبة يوميًا.

وفي شمال الإسكندرية بالبحر المتوسط -أيضًا- يقع حقلا ليبرا وتورس بمعدل إنتاج يصل إلى 720 مليون قدم مكعبة يوميًا، وكذلك حقلا جيزة وفيوم بمعدل يصل لـ585 مليون قدم مكعبة يوميًا.

ومن بين أحدث حقول غاز شرق المتوسط في مصر، يأتي حقل غاز النرجس باحتياطيات تصل إلى 2.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز، الذي توصلت إليه شركة إيجاس المصرية بالتعاون مع شركة إيني الإيطالية وشيفرون الأميركية.

وبصفة عامة، تبلغ احتياطيات مصر من الغاز الطبيعي نحو 63 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، وفقًا لبيانات أويل آند غاز جورنال.

حقول الغاز في قبرص

منذ عام 2011 وحتى 2022، نجحت قبرص في اكتشاف 5 حقول تحتوي على كميات كبيرة من الغاز الطبيعي، لتكون من بين أكبر حقول غاز شرق المتوسط.

وباحتياطيات بلغت 4.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، عثرت قبرص على حقل أفروديت للغاز في عام 2011.

حقل أفروديت للغاز
حقل أفروديت للغاز - الصورة من "إن إس إنرجي"

ومن المتوقع بدء الإنتاج من حقل أفروديت بحلول عام 2026، إذ من المقدر أن يصل المعدل الأولي للإنتاج إلى 800 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا عبر حفر 5 آبار.

وفي عام 2019، توصلت قبرص إلى حقل غلوكوس باحتياطيات تصل لما بين 5 و8 تريليونات قدم مكعبة، لينضم إلى قائمة أكبر حقول غاز شرق المتوسط.

وتتوزع حصة المنطقة المكتشفة فيها الحقل ما بين شركة إكسون موبيل بنسبة 60%، وشركة قطر للطاقة بنسبة 40%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

كما عثرت قبرص خلال 2022 على حقل كرونوس باحتياطيات تصل إلى 2.5 تريليون قدم مكعبة، وتتوزع حصته مناصفة بين شركتي إيني الإيطالية وتوتال إنرجي الفرنسية، فضلًا عن حقل زيوس باحتياطيات تُقدر ما بين 2 و3 تريليونات قدم مكعبة.

وكان قد سبق ذلك عثور قبرص في عام 2018 على يد إيني وتوتال إنرجي على حقل كالبيسو في شرق البحر المتوسط باحتياطيات تتراوح بين 6 و8 تريليونات قدم مكعبة.

حقول الغاز في إسرائيل

نجحت إسرائيل منذ عام 2009 في الوصول إلى أكثر من مكمن للغاز، لتنضم إلى الدول التي تضم أكبر حقول غاز شرق المتوسط.

وعثرت إسرائيل في عام 2009 على حقل تمار للغاز باحتياطيات تصل إلى 11.14 تريليون قدم مكعبة، ويبلغ إنتاج الحقل نحو 1.1 مليار قدم مكعبة يوميًا.

حقل تمار يقع في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط
حقل تمار - الصورة من موقع "إن إس إنرجي"

وفي عام 2010، اكتشفت إسرائيل حقل ليفياثان باحتياطيات تصل إلى 22 تريليون قدم مكعبة، ليكون من بين أكبر حقول غاز شرق المتوسط، مع وصول إنتاجه الحالي إلى 1.2 مليار قدم مكعبة يوميًا.

كما عثرت على حقل تنين خلال عام 2011 باحتياطيات تصل إلى 921 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، وفق المعلومات التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

بينما توصلت إسرائيل إلى حقل كاريش في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط في عام 2013 باحتياطيات تصل إلى 1.3 تريليون قدم مكعبة.

يُشار إلى أن الخلاف بين لبنان وإسرائيل كان يدور حول حقوق التنقيب عن الغاز في نطاق حقل "كاريش" والخط 29.

وفي عام 2022 توصلت إسرائيل إلى حقل هيرمس باحتياطيات تصل إلى ما بين 7 و15 مليار متر مكعب (247 و529 مليار قدم مكعبة)، كما توصلت إلى حقل زيوس -الواقع جنوب شرقي ​حقل كاريش- باحتياطيات قابلة للاستخراج تتراوح بين 10 و12 مليار متر مكعب (353 و424 مليار قدم مكعبة)، ليتزايد عدد حقول غاز شرق المتوسط.

وبحسب بيانات أويل آند غاز جورنال، بلغت احتياطيات إسرائيل من الغاز الطبيعي نحو 6.21 تريليون قدم مكعبة بنهاية 2023.

ترقب في لبنان

في عام 2022، نجح كل من لبنان وإسرائيل في التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود، الأمر الذي فتح الباب أمام الدولة العربية لجذب شركات النفط العالمية، للبحث في مناطق الامتياز التابعة لها.

ويأمل لبنان في العثور على الغاز بالمياه الإقليمية التابعة له، لوقوعها في المنطقة التي يوجد بها حقل ظهر المصري وتمار وليفياثان الإسرائيليان.

وتشير بعض التقديرات إلى احتواء الركن الجنوبي للمنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان على 25 تريليون قدم مكعبة، ومع ذلك، ما تزال نتائج الحفر التي نُفذت بعد توقيع الاتفاق مع إسرائيل مخيبة للآمال حتى الآن.

وفي منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2023، انتهت منصة الحفر "ترانس أوشن" من عمليات الحفر داخل حقل قانا الواقع في المربع 9، دون التوصل إلى أي مواد هيدروكربونية.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، نقلت منصة الطاقة المتخصصة عن مصادر في وزارة الطاقة اللبنانية تأكيدها أن كل نتائج البحث عن الغاز في لبنان ضمن المربع 9 البحري، أثبتت حتى الآن عدم وجود أي اكتشافات ذات جدوى تجارية.

وبحسب تلك المصادر، لم يحسم تحالف شركات توتال إنرجي وقطر للطاقة وإيني، موقفه بعد من التنقيب عن الغاز في لبنان، والحفر في المربعين 8 و10، رغم وجود احتمال كبير للحفر.

وفي مقابل ذلك، ترى هيئة إدارة قطاع البترول التابعة لوزارة الطاقة والمياه في لبنان، أن البيانات والعينات التي عُثر عليها من داخل البئر تشكل أملًا جديدًا ومعطيات إيجابية لاستمرار عمليات التنقيب عن الغاز في لبنان في المربع 9 والمربعات الأخرى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق