تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

حرب الطاقة المتجددة في 2024.. الصين قد تخسرها على 3 جبهات (تقرير)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تبرز الصين أكبر مُنتِج للطاقة المتجددة وأسرعها نموًا في العالم لأكثر من عقد من الزمان.
  • لا يُشكِّل الوقود الأحفوري -الآن- سوى أقل من نصف إجمالي السعة المركبة لتوليد الكهرباء في الصين.
  • زادت صادرات الألواح الشمسية بنسبة 40% إلى 42 مليار دولار.
  • ربما تفرض واشنطن رسوم واردات حادة جديدة في يونيو (2024) على المصدرين الصينيين الذين يتلاعبون برسوم مكافحة الإغراق.
  • في عام 2023، مثّلت الصين ما نسبته 53% من إنتاج السيارات الكهربائية عالميًا.

قد تمر حرب الطاقة المتجددة، التي أشعلت الصين فتيلها، خلال الأعوام الأخيرة، بنقطة تحول، خلال العام الحالي (2024)، مع تنامي التحديات التي تواجهها بكين في هذا المسار، والتي قد تهدد مكانتها بوصفها اللاعب الذي يمسك بخيوط اللعبة حتى الآن.

وتبرز الصين بصفتها أكبر مُنتِج للطاقة المتجددة وأسرعها نموًا في العالم لأكثر من عقد من الزمان، وعززت بكين تقدمها في هذا القطاع مع تسارع معدلات توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح خلال السنوات الأخيرة.

ولا يشكل الوقود الأحفوري -الآن- سوى أقل من نصف إجمالي السعة المركبة لتوليد الكهرباء في الصين، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

تحديات "النجوم الصاعدة"

حذر بنك ناتيكسيس (Natixis) الاستثماري الفرنسي من أن هيمنة الصين العالمية على تصنيع 3 من المنتجات الرئيسة في تحول الطاقة -السيارات الكهربائية والبطاريات والألواح الشمسية- ستواجه تحديات أكثر، خلال العام الحالي (2024)، من السعة الإنتاجية المفرطة، وحروب الأسعار والحواجز التجارية.

ومن شأن ذلك أن يهدد موقف بكين في حرب الطاقة المتجددة، وفق ما ورد في تقرير نشرت نتائجه صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصينية.

وسيواجه النمو في تصدير تلك "القطاعات الجديدة الـ3" قيودًا في أعقاب زيادة قيمة صادرات السيارات الكهربائية في الصين بواقع 4 أضعاف -تقريبًا- إلى 38 مليار دولار، في العام الماضي (2023)، منذ قرابة عامين، وفق ما قاله محللو البنك.

والقطاعات الجديدة الـ3 هو مصطلح صاغه الإعلام الرسمي الصيني قبل عام لوصف من سماهم "النجوم الصاعدة الـ3" في صادرات البلاد.

وفي الوقت نفسه زادت صادرات الألواح الشمسية بنسبة 40% إلى 42 مليار دولار، في حين زادت صادرات البطاريات الصينية أكثر من الضعف، مسجلةً 66 مليار دولار خلال المدة نفسها.

وتشكل القطاعات الجديدة الـ3 -مجتمعةً- ما نسبته 4.5% من إجمالي صادرات الصين خلال الوقت الراهن، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال محللو ناتيكسيس: "الهيمنة الصينية ستواجه تحديًا عصيبًا ممثلًا في السياسات الصناعية والتعرفات العالمية، والتي لا تأتي من الغرب فحسب، ولكن من بلدان أخرى، مثل الهند وتركيا"، في تقرير طالعت تفاصيله منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف المحللون: "العالم سيواجه قضية تحقيق توازن في سلع التحول الأخضر رخيصة التكلفة الآتية من الصين إلى جانب أمن سلسلة الإمدادات".

سيارات كهربائية في الصين
سيارات كهربائية في الصين - الصورة من بلومبرغ

حرب الطاقة المتجددة

تتسلح الصين، في حرب الطاقة المتجددة، بحزم الدعم السخية والتحفيزات الضريبية وبناء قدرات سلسلة الإمدادات الكاملة التي تساعدها على تعزيز مكانتها عبر تعزيز سعتها العدائية، والهيمنة على إنتاج سلع تصنيعية مختلفة ضرورية لإنجاز تحول الطاقة، بحسب المحللين.

وفي عام 2023، مثّلت الصين ما نسبته 53% من إنتاج السيارات الكهربائية عالميًا، و 62% من إجمالي إنتاج البطاريات، مقابل 94% من إنتاج الألواح الشمسية، مدعومة -أساسًا- بالنمو السريع في المبيعات المحلية؛ ما منحها غَلبة نسبية في حرب الطاقة الخضراء، وفق المحللين.

وخلال العام الحالي لا تبدو الآفاق وردية كما كانت، نظرًا إلى علامات التباطؤ في السوق المحلية، وتنامي الحواجز التجارية بالخارج، وفق ما قالته كبيرة الخبراء الاقتصاديين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى ناتيكسيس أليسيا هيريرو، في تصريحات إلى ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصينية.

وتساءلت هيريرو: "هل بوسع الصين أن تواصل امتصاص ما لا يستورده العالم في 2024؟ ربما لا"، مردفة: "هل يمكن أن تنمو الواردات الأوروبية بسرعة؟ كلا؛ لأن القضية الآن هي أن الحكومات تشرع في فرض بعض القيود".

تدابير أوروبية

في عام 2023 اقترحت المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- تشريع "قانون الصناعة حيادية الكربون" لتحقيق الاكتفاء الذاتي على مستوى المنطقة بما لا يقل عن 40% في السعة التصنيعية للتقنيات حيادية الكربون بحلول نهاية العقد الجاري (2030).

وفي سبتمبر/أيلول (2023)، أطلقت المفوضية الأوروبية كذلك تحقيقات لمكافحة الدعم بشأن السيارات الكهربائية الصينية، وهي الإجراءات التي تعُدها بكين "حمائية بحتة".

وبمقدور المصنعين الصينيين أن يقتنصوا حصة نسبتها 15% من سوق السيارات الكهربائية الأوروبية في العام المقبل (2025)، بزيادة من أقل من 10% في العام قبل الماضي (2022)، وفق توقعات تقرير صادر عن شركة كيه بي إم جي (KPMG) في يونيو/حزيران (2023).

وفي قطاع البطاريات، تعني السياسات والتحفيزات الأميركية المروجة لفكرة نقل الإنتاج إلى الداخل بدافع أمن الإمدادات في أسواق أخرى "أنه ربما لا يكون من السهل على الشركات الصينية تنمية صادراتها عند مرحلة معينة"، وفق ما قاله كبير الخبراء الاقتصايين في ناتيكسيس غاري نغ.

محطة طاقة شمسية في الصين
محطة طاقة شمسية في الصين - الصورة من fortune

حروب الأسعار

قال الخبير الاقتصادي في ناتيكسيس مو هوكسين: "في قطاع الألواح الشمسية؛ فإنه رغم حروب الأسعار التي هوت بأسعار تلك الأدوات بواقع النصف على مدار الأشهر الـ12 الماضية، ما زال كبار المنتجين الصينيين يعززون السعة التصنيعية للخلايا الشمسية عبر تعزيز كفاءتها في توليد الكهرباء بهدف كسب ميزة تنافسية في السوق".

وفي يناير/كانون الثاني (2024) قال المجلس الأوروبي لتصنيع الطاقة الشمسية، وهو هيئة صناعية، إنه ما لم تُتخَذ "تدابير طارئة قوية" قبل دخول قانون الصناعة حيادية الكربون الذي طرحه الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ، "لن تكون هناك صناعة يمكن الاعتماد عليها بحلول عام 2030" للوصول إلى هدف التشريع وسط انخفاض أسعار المنتجات وارتفاع المخزونات.

وفي الولايات المتحدة ربما تفرض واشنطن رسوم واردات حادة جديدة في يونيو/حزيران (2024) على المصدرين الصينيين الذين يتلاعبون برسوم مكافحة الإغراق عبر نقل عملياتهم من الصين إلى جنوب شرق آسيا، وفق ما قاله هوكسين، وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وقبل أسبوع توقّعت جمعية الصناعة الكهروضوئية الصينية أن تنخفض تركيبات الطاقة الشمسية المحلية إلى 190 من 220 غيغاواط في 2024، بعد أن قفزت بنسبة 148% إلى 217 غيغاواط في 2023، حسبما أفاد رئيس الجمعية وانغ بوهوا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق