أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

أنس الحجي: النفط الروسي لم يتأثر بالعقوبات.. وأسعار البنزين هدف بوتين وبايدن

أحمد بدر

في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، بدأت الحزمة الأولى من العقوبات الغربية على النفط الروسي، بعد ما يقرب من 10 أشهر من بدء الحرب في أوكرانيا، ولكنها لم تكن تشمل كل ما يُشحن، وإنما الخام فقط.

أكد مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أهمية عدم تطبيق العقوبات على كل شيء، لأنه بالنظر إلى البيانات، يجب أن يكون هناك حذر، لأن كل ما في الطريق لم يكن نفطًا فقط.

جاء ذلك في حلقة من مساحات "أنسيّات الطاقة"، التي يقدمها الدكتور أنس الحجي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، التي جاءت هذا الأسبوع بعنوان "العقوبات الغربية على النفط الروسي.. بهرجة إعلامية وبطولات وهمية".

وأوضح أن بعض الدول الأوروبية استوردت النفط الروسي بصورة مباشرة على الرغم من وجود العقوبات، إذ اشترت بحدود 350 ألفًا إلى 380 ألف برميل يوميًا، وهناك كميات كبيرة تستوردها الولايات المتحدة والدول الأوروبية بصورة غير مباشرة.

وقال، إن النفط الذي تشتريه أميركا بصورة غير مباشرة، هو الذي تصدره روسيا إلى الهند والصين وتركيا وبعض الدول العربية، ثم يُكرر ويُعاد تصديره إلى أوروبا، وهذا قانوني وليست به أي مشكلة، لأنهم عندما كتبوا العقوبات واضح فيها -خاصة عقوبات الاتحاد الأوروبي- أنه يمكن لدول أوروبا أن تستورد النفط الروسي، ما دام محولًا، وهو ما يمكن وصفه بأنه "ضحك على اللحى".

النفط الروسي إلى أوروبا

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن هناك نفطًا روسيًا يصل إلى الاتحاد الأوروبي عن طريق موانٍ تركية ويونانية، وعن طريق ما يسمى "النقل من سفينة إلى سفينة"، إذ تخرج السفينة من روسيا من البحر الأسود، وتأتي إلى مكان ما في البحر المتوسط، وينقل النفط إلى سفينة أخرى بعلم آخر وبملكية أخرى.

بهذه الطريقة -وفق الحجي- تضيع هوية السفينة والنفط المحمول عليها تمامًا، ثم تذهب السفينة الجديدة إلى ميناء أوروبي وتفرغ شحنتها، وبالطبع تعرف المخابرات الأوروبية والأميركية ذلك، ولكن الرئيس الأميركي جو بايدن مقبل على عام الانتخابات، وهو لا يريد أن ترتفع أسعار البنزين في أميركا.

النفط الروسي

المضحك في الأمر -بحسب الدكتور أنس الحجي- أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقبل على انتخابات أيضًا، ولا يريد أن ترتفع أسعار البنزين في روسيا أيضًا، فقرر خلال الأسبوع الماضي منع صادرات البنزين الروسية إلى الدول الأخرى، واستثنى بعض البلاد التي تقع في فضاء بلاده.

وأشار إلى أن منع صادرات البنزين خفّض أسعاره في روسيا بأكثر من 5%، وهذا ما يريده بوتين، بعبارة أخرى رغم كل التعارض فإن الهدف واحد، الكل يريد انخفاض أسعار البنزين حتى ينجح في الانتخابات بأريحية.

ولفت إلى أن العقوبات التي انطلقت في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، وتُطبّق على النفط الروسي، والتي جرى معها تطبيق السقف السعري لأسعار النفط، وهو 60 دولارًا للبرميل، لم يكن لهما معنى في ذلك الوقت.

وأوضح أن أسعار الخام الروسي -حينها- كانت بحدود 53 دولارًا بسبب التخفيضات السعرية، وجاء سقف الأسعار بحدود 60 دولارًا، أي أعلى من الأسعار الفعلية، لذلك كان لا معنى له، لأنه أعلى من أسعار السوق الحقيقية.

أسعار النفط الروسي

لكن -وفق الدكتور أنس الحجي- مع الوقت وانخفاض تكاليف الشحن، ارتفعت أسعار الخام الروسي، ثم ارتفعت أسعار النفط عالميًا، وتجاوزت 60 دولارًا، وبدأت الهند والصين وغيرهما بشراء النفط الروسي بأعلى من 60 دولارًا، ولم تُحرك هذه الدول ساكنًا.

حينها، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدول الأخرى بخفض السقف السعري حتى تتأثر روسيا، وهو ما أضحك الجميع، لأن زيلينسكي نفسه يتدفأ بغاز روسي، فكيف يطالب الدول الأخرى ما دام أن شخصًا آخر يدفع ثمن ذلك.

وتابع: "الغاز الروسي ما زال يمر في أوكرانيا حتى اليوم، ويذهب إلى الدول الأوروبية المعادية لروسيا، التي ترسل عتادًا وأسلحة لدعم الأوكرانيين وتتدفأ بغاز روسي".

أثر العقوبات في النفط ومشتقاته

يقول الدكتور أنس الحجي، إن دول أوروبا ومجموعة الـ7، أقرت في فبراير/شباط 2023 عقوبات جديدة على روسيا، حظرت خلالها صادرات المواد المكررة أو المنتجات النفطية، وهو الحظر الثاني بعد الحظر الأول على النفط الروسي الخام.

ولكن -بحسب الحجي- في فبراير/شباط 2023، جاء الحظر على المنتجات التي وضعوا لها سقفًا سعريًا -أيضًا-، والتي تم تجاوز بعضها كذلك، ولكن دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة الـ7 لم تحرك ساكنًا تجاه هذه التجاوزات.

المشتقات النفطية الروسية

وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن العقوبات -بالنسبة إلى نتائجها وآثارها بوجه عام- غيّرت اتجاه التجارة العالمية في النفط والغاز، ولكن المضحك في الأمر هو أنه لما دخلت روسيا أوكرانيا في آخر فبراير/شباط 2022، ارتفعت أسعار النفط ارتفاعًا شديدًا من 80 إلى 130 دولارًا.

لذلك -وفق الحجي- هناك 50 دولارًا، في حين الوضع في السوق لم يتغير، ولكن كانت هناك توقعات كبيرة من جميع الحكومات المشاركة ضد روسيا، ووكالة الطاقة الدولية، أن إنتاج النفط الروسي سينخفض بمقدار 3 إلى 5 ملايين برميل يوميًا.

ومن ثم، صار هناك شعور في "وول ستريت" أنه سيكون هناك نقص ضخم في الإمدادات، لذلك لجؤوا إلى الشراء لأنه سيكون هناك عجز، وأدى ذلك إلى ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة، ووصلت إلى 130 دولارًا.

وتابع: "الحكومة الروسية -رغم التخفيضات التي حصلت بمقدار 30 دولارًا في ذلك الوقت- حققت إيرادات لم تحققها في تاريخها، وبعدها انخفضت أسعار النفط 40%، ومن الطبيعي أن ينخفض سعر النفط الروسي مع الانخفاض العام، بالإضافة إلى التخفيض الذي حصل، فادعت الحكومات الغربية وإعلامها أن هذا الانخفاض ناتج عن العقوبات والسقف السعري".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق