التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

تعليق صادرات الغاز المسال الأميركية.. كيف يهدد أمن الطاقة الأوروبي؟ (تقرير)

نوار صبح

أثّر قرار تعليق صادرات الغاز المسال الأميركية، مؤخرًا، تأثيرًا ملحوظًا في أمن الطاقة الأوروبي نتيجة تراجع الإمدادات، بعد أن أوقفت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، منح تراخيص المشروعات الجديدة إلى أجل غير مسمى.

وبحسب تقارير، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فقد أثار قرار الرئيس الأميركي مخاوف لدى الأوربيين جرّاء اعتمادهم على أميركا لتوفير هذا الوقود.

في المقابل، أدت صادرات الغاز المسال الأميركية دورًا مهمًا لترسيخ أمن الطاقة الأوروبي، عندما استغنت أوروبا عن إمدادات خطوط أنابيب الغاز القادمة من روسيا بعد غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

تراخيص صادرات الغاز المسال الأميركية

يُعدّ الخطأ الفادح الأخير، الذي ارتكبه الرئيس الأميركي، جو بايدن في مجال الطاقة، المتمثل في إيقاف تراخيص تصدير الغاز المسال المعلقة والمستقبلية، حيلة لإعادة تنشيط قاعدة ناخبيه الضعيفة استعدادًا للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ويرى كبير المهندسين لدى شركة بكتل بروبلجن كوربوريشنBechtel Marine Propulsion Corporation، جون سنايدر، أن "هذا ليس مفاجئًا، نظرًا لموقفه الأخير بشأن النفط والغاز البحري، وشعبيته المتضائلة".

جاء ذلك في مقال لجون سنايدر نشره موقع ريفييرا ماريتايم ميديا (rivieramm) المتخصص بأخبار وتحليلات صناعة الشحن البحرية العالمية.

ناقلة غاز أميركي متجهة إلى بولندا
ناقلة غاز أميركي متجهة إلى بولندا - الصورة من موقع warsaw institute

وأضاف جون سنايدر: "على الرغم من أن الاستثمارات في إنتاج الأمونيا الخضراء والميثانول والهيدروجين والوقود الحيوي ضرورية لتحول الطاقة، فإنها لن تكون متاحة على نطاق واسع لسنوات مقبلة، ولا ينبغي التخلص من الغاز المسال".

وقال رئيس الرابطة الوطنية لصناعات المحيطات في الولايات المتحدة، إريك ميليتو: "إن الإيقاف المؤقت لتراخيص تصدير الغاز المسال الأميركي سيكون له آثار ضارة في الولايات المتحدة وساحل الخليج وحلفائنا، ما يؤدي إلى تعطيل مصدر طاقة عالمي مهم يوفر الاستقرار والقدرة على تحمّل التكاليف".

وفي إشارة إلى أن التوقف المؤقت من شأنه أن يخلق حالة من الضبابية بشأن استثمارات بمليارات الدولارات في إنتاج جديد للغاز المسال، أضاف ميليتو: "سيتحمّل المواطنون العاديون في الولايات المتحدة وأوروبا تكاليف المصادرة التعسفية لميزة السوق التنافسية لصالح دول مثل روسيا، وهي مصدر رئيس للغاز المسال".

تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة

تُعدّ الولايات المتحدة، حاليًا، أكبر مصدّر للغاز المسال على مستوى العالم، وهناك حاجة إلى زيادة مستمرة في العرض لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة وتقليل الاعتماد على الفحم.

وقال كبير المهندسين لدى شركة بكتل بروبلجن كوربوريشنBechtel Marine Propulsion Corporation، جون سنايدر: "على الرغم من المستويات القياسية للاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، فإن استعمال الفحم مستمر في الارتفاع".

وفي عام 2022، وصل الطلب العالمي على الفحم إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 8.42 مليار طن، وقفزت واردات الصين من الفحم بنسبة 50% في عام 2023، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

وأشار تقرير شركة "شل" Shell بعنوان "توقعات الغاز المسال لعام 2024،" الذي صدر مؤخرًا، إلى أن الطلب العالمي على الغاز المسال يرتفع بنسبة 50% بحلول عام 2040، ليصل إلى ما بين 625 مليونًا و685 مليون طن سنويًا.

شعار شركة شل
شعار شركة شل - الصورة من موقعها الإلكتروني

وقال نائب الرئيس التنفيذي لشركة شل إنرجي، ستيف هيل: "إن قطاع الصلب المعتمد على الفحم في الصين يمثّل "انبعاثات أكثر من إجمالي الانبعاثات من المملكة المتحدة وألمانيا وتركيا مجتمعة"، مشيرًا إلى أن "الغاز له دور أساس يؤديه" في معالجة أحد أكبر مصادر انبعاثات الكربون وتلوث الهواء في العالم".

في المقابل، يؤدي انخفاض إمدادات الغاز المسال الأميركية إلى إبطاء تقاعد المنشآت الصناعية العاملة بالفحم في آسيا وأوروبا، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

مشروع قانون إلغاء وقف الصادرات المؤقت

تمّت الموافقة على مشروع قانون لإلغاء التوقف المؤقت صادرات الغاز المسال الأميركية في أوائل فبراير/شباط الجاري من جانب مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ولكن من غير المرجح أن يوافق عليه مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون ويوقّعه الرئيس بايدن، ليصبح قانونًا.

وقال كبير المهندسين لدى شركة بكتل بروبلجن كوربوريشنBechtel Marine Propulsion Corporation، جون سنايدر، إن الضبابية في إمدادات الغاز المسال تثير قلق أصحاب السفن، الذين يتطلعون إلى إزالة الكربون من أسطولهم، حسبما نشره موقع ريفييرا ماريتايم ميديا (rivieramm).

وأضاف: "مع وجود أكثر من 1000 سفينة تعمل بالغاز المسال قيد التشغيل وتحت الطلب، يوفر هذا الوقود بأسعار معقولة مسارًا لإزالة الكربون والامتثال للانبعاثات لأصحاب السفن".

وبناءً على الأسطول الحالي، من المتوقع أن يتضاعف الطلب على الغاز المسال لتزويد السفن بالوقود أكثر من 3 أضعاف بحلول عام 2028، ليصل إلى ما يقرب من 10 ملايين طن، وفقًا لشركة "شل".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق