غازالتقاريرتقارير الغازرئيسيةروسيا وأوكرانيا

شحنات الغاز الروسي إلى قازاخستان تشهد تطورًا جديدًا.. ما دور قطر؟

دينا قدري

تبرز قازاخستان بوصفها أحد الداعمين الرئيسين لصادرات الغاز الروسي، في أعقاب الحصار المفروض من قبل أوروبا وأميركا على موسكو بسبب غزوها أوكرانيا مطلع عام 2022.

وتعمل قازاخستان على تعزيز دورها بوصفها دولة عبور لشحنات الغاز الروسي إلى منطقة آسيا الوسطى، مع سعي موسكو المستمر إلى العثور على بدائل للمبيعات المفقودة لأوروبا بعد الحرب.

وفي تطور جديد، تخطط قازاخستان لبناء شبكة خطوط الأنابيب للمساعدة في تلبية الطلب المحلي المتزايد على الغاز، وتتطلع إلى تأمين إمدادات طويلة الأجل من الغاز الروسي لمناطق أخرى في البلاد، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وكشفت شركة قازاق غاز (QazaqGaz) المملوكة للدولة، حرصها على التعاون مع قطر لبناء خطوط أنابيب لتوصيل الغاز من المناطق الغربية إلى المستهلكين المحليين.

خبرة قطر في صناعة الغاز

قال النائب الأول لرئيس مجلس إدارة قازاق غاز، ميربيك إخسانوف: "تتمتع قطر بخبرة كبيرة في صناعة الغاز، وسنتعامل معها عن كثب" بشأن خطَّي أنابيب لنقل الغاز من غرب قازاخستان إلى المناطق الجنوبية والشمالية.

وأوضح إخسانوف أن قازاق غاز وقطر ستتعاونان -أيضًا- في بناء محطات لمعالجة الغاز، وفق تصريحاته على هامش مؤتمر أسبوع سيرا للطاقة المنعقد في مدينة هيوستن الأميركية، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال رئيس الشركة القازاخستانية، إن السعر المنخفض الذي حددته الحكومة للغاز الطبيعي يمثّل تحديًا لجذب المستثمرين الأجانب إلى الإنتاج المحلي، إلّا أن "خطوط الأنابيب تُعدّ مربحة للغاية".

وشدد إخسانوف على أن الحكومة حددت هدفًا لمضاعفة الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2029، في الوقت نفسه الذي تخطط فيه للتخلص التدريجي من توليد الكهرباء بالفحم، مضيفًا أن كلا العاملين سيزيدان الطلب المحلي على الغاز، بحسب ما نقلته وكالة آرغوس ميديا (Argus Media).

وقالت قازاخستان -في وقت سابق-، إنها تدرس بناء خط أنابيب للغاز بطول 600 كيلومتر يربط المناطق المنتجة الغربية بشمال البلاد، مع تزايد الطلب المحلي الذي دفعها إلى إيجاد مصادر إمداد جديدة لتلبية تحول الصناعة والأسر إلى استعمال الغاز بدلًا من الفحم.

بدورهم، قال مسؤولون حكوميون قازاخستانيون -مرارًا وتكرارًا-، إن استعمال إمدادات الغاز الروسي عبر الحدود للصناعات والمنازل في تلك المناطق قد يكون أرخص بدلًا من بناء خطوط أنابيب غاز جديدة من مقاطعات قازاخستان الغنية بالموارد في غرب البلاد.

وضمن هذا الاقتراح، يمكن -أيضًا- استعمال خط الأنابيب الخاص بنقل الغاز الروسي إلى شمال شرق قازاخستان لنقل الكميات الروسية إلى الصين، وفق ما نقلته منصة "أبستريم أونلاين" (Upstream Online).

أحد خطوط أنابيب الغاز
أحد خطوط أنابيب الغاز - الصورة من منصة Kun.Uz

تعزيز صادرات الغاز الروسي عبر قازاخستان

في سياقٍ متصل، قالت شركة قازاق غاز، إنها تكثّف جهودها لمساعدة شركة الغاز الروسية غازبروم (Gazprom) على توصيل الغاز إلى العملاء في أوزبكستان وقيرغيزستان ودول سوفيتية سابقة أخرى في آسيا الوسطى.

وقال نائب عضو مجلس الإدارة التنفيذي لشركة قازاق غاز، أيدين أكان، إن الشركة تتوقع استكمال تطوير الجزء القازاخستاني من خط أنابيب آسيا الوسطى (CAC) بحلول الربع الأخير من عام 2025، وفق تصريحاته على هامش منتدى صناعي عُقد الأسبوع الماضي، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

خط أنابيب آسيا الوسطى هو شبكة خطوط أنابيب قديمة بُنيت خلال الحقبة السوفيتية لنقل الغاز من آسيا الوسطى إلى روسيا ثم إلى أوروبا.

ومع ذلك، عُكس تدفّق الشبكة في عام 2023 لتمكين شركة غازبروم من البدء في إرسال الغاز عبر قازاخستان إلى أوزبكستان بمعدل نحو 3 مليارات متر مكعب سنويًا، جزءًا من جهود تعويض المبيعات المفقودة إلى أوروبا.

ووفقًا لقازاق غاز، فإن عكس التدفق الأولي تَطلَّبَ من قازاخستان استثمار 4.8 مليون دولار فقط، ومن المتوقع أن تُسدد الأموال في غضون عام تقريبًا.

ومع ذلك، قال أكان، إن قازاق غاز بدأت الآن العمل في المرحلة الثانية من تطوير خط أنابيب آسيا الوسطى، بقيمة 754 مليون دولار؛ بهدف زيادة قدرة النقل إلى 11 مليار متر مكعب سنويًا.

وأضاف أكان أن محادثات تجري مع شركة غازبروم بشأن مرحلة توسعة ثالثة، إذ تهدف الشركتان تعزيزل قدرة النقل إلى 22 مليار متر مكعب سنويًا.

وحتى مع زيادة أحجام النقل عبر قازاخستان، فإن صادرات غازبروم عبر خط أنابيب آسيا الوسطى ستكون أقل بكثير ممّا يُقدَّر بنحو 140 مليار إلى 150 مليار متر مكعب من الغاز الذي كانت شركة غازبروم تسلّمه إلى أوروبا كل عام، قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق