غازأخبار الغازرئيسيةعاجل

صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا ترتفع لأعلى مستوى منذ نوفمبر 2022

النمسا تستأنف العمل في خط أنابيب غاز للاستغناء عن موسكو

حياة حسين

كشفت بيانات حديثة عن ارتفاع صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، في فبراير/شباط 2024، إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

ونقلت صحيفة "فدوموستي" Vedomosti الروسية المحلية عن بيانات مواطنتها شركة غازبروم (Gazprom) المملوكة للدولة، أن تلك الصادرات ارتفعت بنحو 42.2 مليون متر مكعب، الشهر الماضي، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويبدو أن أوروبا، التي سعت إلى فطم نفسها عن الغاز الروسي منذ بدء الحرب في أوكرانيا، يوم 24 فبراير/شباط 2022، لا تستطيع تنفيذ خططها الهادفة لذلك؛ بسبب عدم موثوقية الطاقة المتجددة، بوصفها أحد البدائل المهمة، وصعوبة الوصول إلى إمدادات كافية من الغاز من دول أخرى في ضوء استثمارات البنية التحتية المطلوبة.

قفزة صادرات الغاز الروسي

قفزت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا بنسبة 1.2% خلال يناير/كانون الثاني الماضي، و21.3% في فبراير/شباط 2024، مقارنةً بالشهر ذاته من 2023، وبلغ إجمالي واردات القارة في هذا الشهر 1.22 مليار متر مكعب، مقابل 943.5 مليون متر مكعب في فبراير/شباط 2023، حسبما ذكرت وكالة "أورياندا نيوز"، التي تتخذ من موسكو مقرًا لها، اليوم الإثنين 4 مارس/آذار 2024.

غير أنه خلال حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، التي يقدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، تحت عنوان "أسواق الطاقة العالمية بعد مرور عامين على الغزو الروسي لأوكرانيا"، في 24 فبراير/شباط الماضي، أكّد خبير الغاز والهيدروجين المهندس وائل حامد عبدالمعطي، مواصلة تراجع صادرات الغاز الروسي عبر الأنابيب، مقارنةً بما كانت عليه في عام 2022، وأيضًا ما قبل الحرب في 2021.

وأوضح أن إمدادات روسيا من الغاز إلى أوروبا تراجعت بنسبة 55% في 2023 مقارنة بالعام السابق له 2022.

وفي إطار تقليص الاعتماد على الغاز الروسي في أوروبا، وافقت حكومة النمسا على ضخ جزء من تمويل تبلغ قيمته 200 مليون يورو (216 مليون دولار أميركي)، لبناء خط أنابيب غاز لتعزيز قدرة الدولة على الاستيراد عبر ألمانيا، حسبما ذكر موقع "يوراكتيف"، مطلع شهر مارس/آذار الجاري.

ناقلة غاز مسال
ناقلة غاز مسال - الصورة من ذا غلوبال إنرجي أسوسياشن

خط أنابيب النمسا

توقف العمل في خط الأنابيب بين النمسا وألمانيا لسنوات عديدة، لكن فيينا التي تعاني استمرار الاعتماد على واردات الغاز الروسي، وافقت على تمويل استئناف العمل به.

وخط أنابيب نقل الغاز إلى النمسا، المعروف باسم "دبليو إيه جي لووب 1" (WAG Loop 1)، من المنتظر أن يغطي نحو ثلث احتياجات الطلب في فيينا، ما يعادل 2.5 مليون متر مكعب سنويًا.

وتحتاج النمسا لمد خط الأنابيب بنحو 40 كيلومترًا، يكتمل بناؤها في 2027، وهو الموعد المحدد لتوقف أوروبا عن واردات الغاز الروسي.

ويساعد اكتمال خط الأنابيب النمسا على شراء الغاز الطبيعي المسال من كل المحطات على سواحل أوروبا عبر ألمانيا، بعد إعادة تغويزه.

لكن النمسا ستستمر بمواجهة عدة مشكلات في هذا السبيل؛ منها أن عقد واردات الغاز الروسي ينتهي في 2040؛ ما يستدعي علاجًا سياسيًا لفسخ التعاقد.

واعترفت حكومة النمسا، في فبراير/شباط الماضي، بأن الغاز الروسي شكّل 89% من إمداداتها الأخيرة؛ ما أثار جدلًا سياسيًا واسعًا، خاصة أنه يأتي بعد عامين من شن موسكو حربها على أوكرانيا، وفق تقرير ثانٍ لـ"يوراكتيف"، نهاية الشهر الماضي.

وهناك إجماع بين تحالف الأحزاب في حكومة النمسا على ضرورة التوقف عن استيراد الغاز الروسي.

وقالت وزيرة الطاقة النمساوية ليونور جوسلر، في تصريحات إذاعية، نهاية الشهر الماضي: "نحن مضطرون للتوقف عن إمدادات الغاز الروسي.. نحن مضطرون للتخلص من احتمالية الابتزاز الروسي".

وكان خبير الغاز والهيدروجين المهندس وائل حامد عبدالمعطي، قد قال إن الغاز الروسي يصل -حاليًا- إلى بعض الدول الأوروبية عبر مساريْن؛ أحدهما يمر عبر أوكرانيا، ويبلغ إجمالي المنقول عبر كييف ما يقارب 12 مليار متر مكعب سنويًا، وما زال يعمل حتى اليوم. والثاني عبر تركيا من خلال خط "ترك ستريم".

وقال: "الملاحظ في عام 2023، أن أوكرانيا كانت -تاريخيًا- ممرًا رئيسًا لإمدادات الغاز الروسي، ثم أضيف خط نورد ستريم الذي جرى تفجيره؛ ما أعطى أهمية لخط ترك ستريم، الذي لم يكن يحظى بأي أهمية من قبل".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق