غازأخبار الغازرئيسية

ألمانيا تستغني عن الغاز الروسي بتجربة جديدة في بحر البلطيق

حياة حسين

تحرّكت ألمانيا خطوة جديدة على طريق الاستغناء الكامل عن الغاز الروسي، ببدء أول تجربة جديدة من نوعها في بحر البلطيق.

وتعمل برلين على تشغيل محطة استقبال الغاز المسال المستورد من دول أخرى، وإعادة تغويزه؛ إذ وصلت أول سفينة تحمل الغاز المسال، إلى محطة "موكران" (Mukran) على ساحل بحر البلطيق، اليوم السبت 24 فبراير/شباط 2024، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وخلال الذكرى الثانية لبدء حرب موسكو في أوكرانيا، قررت ألمانيا، التي كانت تعتمد بكثافة على الغاز الروسي قبل الحرب، تدشين عدد من محطات الغاز المسال، في إطار البحث عن بدائل للاستغناء عن موسكو.

وفي الوقت الذي كانت أوروبا تحصل فيه على 40% من احتياجاتها من الغاز الروسي، كانت برلين تعتمد على موسكو في تلبية أكثر من نصف احتياجاتها.

ووفرت روسيا أكثر من نصف إمدادات الغاز في ألمانيا، خلال 2021، وأشارت توقعات سابقة إلى أن إمدادات محطات الغاز المسال الجديدة، ستلبي نحو ثلث الاستهلاك السنوي بالبلاد.

وصول وحدة التخزين والتغويز

قالت شركة "ريغاز" الألمانية الخاصة (ReGas) إن وحدة سفينة التخزين والتغويز "إنيرغوس باور" (Energos Power)، رست في محطة الغاز المسال الواقعة بجزيرة روجن، بعد موافقة سلطة برلين المعنية.

وتكثف ألمانيا إجراءات زيادة سعة تغويز الغاز المسال على سواحلها، في وقت يسعى الاتحاد الأوروبي، بقيادة برلين صاحبة أكبر اقتصاد في القارة، إلى خفض الاعتماد الكثيف على الغاز الروسي، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وتحل اليوم السبت 24 فبراير/شباط 2024، الذكرى الثانية لشن روسيا حربًا على أوكرانيا، بعد مناوشات متواصلة بين موسكو من جهة، والدول الغربية من جهة أخرى.

وتلا هذه الحرب فرض عقوبات غربية متواصلة على موسكو، ثم فرض سقوف لأسعار النفط الروسي ومشتقاته، وحظر لاستيراد المنقول بحرًا منه.

وجاء الرد بخفض تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا، ثم وقف تدفقه عبر خطوط الأنابيب.

وكانت ألمانيا أكثر تطرفًا في عدائها لموسكو، رغم اعتمادها الأكبر على الغاز الروسي، خاصة في ظل القيادة الجديدة المستشار أولاف شولتس، خلفًا لأنغيلا ميركل، التي كانت داعمًا كبيرًا لواردات الغاز الروسي في أوروبا.

المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل
المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل - الصورة من ذا فولر بروجكت

وفي عهد ميركل، دشّنت روسيا خط أنابيب نقل الغاز نورد ستريم 2، الذي تجاوزت استثماراته 10 مليارات دولار، واكتملت أعماله مع قرب انتهاء مدة المستشارة الألمانية، رغم العقوبات الأميركية المكثّفة على الشركات المشاركة في أعمال المشروع.

وعقب تولي شولتس الحكم، وضع عراقيل عديدة أمام بدء تدفق الغاز الروسي إلى ألمانيا، وأوروبا من خلال برلين، إلى أن وصلت الخلافات بين روسيا والغرب إلى ذروتها، وانطلقت الحرب في كييف.

البحث عن بدائل

كان على ألمانيا إيجاد طريقة للحصول على الغاز من دول أخرى غير روسيا بعد الحرب في أوكرانيا؛ لذلك كان تدشين محطات الغاز المسال من بين القرارات التي اتخذت في هذا السبيل.

وحصلت محطة الغاز المسال الألمانية على ساحل بحر البلطيق على أول شحنة من الغاز المسال لتجربة التشغيل من غاز حقل سنوهفيت النرويجي، وشاحنة غاز مسال فرنسية، وفق ما أعلنته شركة "ريغاز" في بيان.

وقال عضو مجلس الإدارة في الشركة ستيفان كناب: "إن محطة الغاز المسال موكران ستزود ألمانيا بالغاز الطبيعي، ويُنقَل بعد إعادته لحالته الغازية في خطوط الأنابيب التي تنتشر على مسافات طويلة.. إن هذه الخطوة ستعزز أمن الإمدادات في شرق ألمانيا وجنوب أوروبا وشرقها".

ويمتلك قطاع الغاز المسال في ألمانيا عدة محطات عائمة -قيد التشغيل- هي "فيلهلمسهافن"، و"برونسبويتيل"، و"لوبمين"، ومن المُقرر توسيع محطتين منها، من خلال استبدال بعض المحطات العائمة بدءًا من عام 2026 والاعتماد على محطات دائمة في كل من "ستاد" و"برونسبويتيل" و"فيلهلمسهافن".

منشأة لمعالجة الغاز الطبيعي في شمال غرب روسيا
منشأة لمعالجة الغاز الطبيعي في شمال غرب روسيا - الصورة من مجلس العلاقات الخارجية الأميركي

وكان من المتوقع أن تبلغ التكلفة المبدئية لتوسيع البنية التحتية -المقرر دفعها من الحكومة- نحو 10 مليارات يورو (10.89 مليار دولار)، إلا أن وزارة الاقتصاد الألمانية توقعت في مارس/آذار الماضي، ارتفاع تلك التكلفة.

وتقول الحكومة الألمانية إن محطات الغاز المسال ستخفف الضغط على المواني الأوروبية الأخرى، وتساعد في زيادة إمدادات الدول المجاورة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق