التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةسلايدر الرئيسيةغازنفطوحدة أبحاث الطاقة

شركات النفط والغاز تغامر في المياه العميقة.. ومصر على خريطة اكتشافات 2024 (تحليل)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • أحجام الاكتشافات التقليدية تنخفض بشدة في عام 2023 وتعصف بتعافي القطاع
  • حصة اكتشافات المياه العميقة سترتفع إلى 35% مع توسع عمليات الشركات الكبرى
  • ارتفاع حجم المساحات الممنوحة للشركات الكبرى إلى 122 ألف كيلومتر مربع في 2023
  • أغلب الشركات ما زالت حذرة في عمليات المياه العميقة وحالة أوروغواي شاذة
  • متوسط الإنفاق السنوي على أنشطة التنقيب في 6 شركات ما زال منخفضًا

اتجهت كبرى شركات النفط والغاز العالمية إلى التوسع في عمليات استكشاف المياه العميقة خلال السنوات الأخيرة، بحثًا عن كميات أكبر من الموارد، مع انخفاض أحجام الاكتشافات التقليدية عالميًا.

ورغم ترسية آلاف الكيلومترات البحرية على شركات التنقيب العالمية خلال العام الماضي، فإنها ما زالت حذرة في الإنفاق على أعمال المنبع خلال عام 2024، بحسب تقرير تحليلي حديث اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

واستند التقرير إلى تحليل بنود الإنفاق الرأسمالي بالموازنات المالية لكبرى شركات النفط والغاز العالمية، خاصة أكبر 6 منها: إكسون موبيل، وشل، وشيفرون، وبي بي، وتوتال إنرجي، وإيني.

متوسط الإنفاق السنوي على أنشطة التنقيب

قدر التقرير، الصادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، متوسط إجمالي الإنفاق على أنشطة التنقيب في الشركات الـ6 مجتمعة بنحو 7 مليارات دولار سنويًا بين عامي 2020 و2024.

وينخفض هذا الرقم بصورة كبيرة عن متوسط الإنفاق السنوي المجمع للشركات نفسها خلال السنوات الـ4 السابقة (2016-2020)، والبالغ 10 مليارات دولار سنويًا، ما يشير إلى تشديد الميزانيات، بحسب التقرير.

يوضح الرسم التالي -أعدته وحدة أبحاث الطاقة- تطور استثمارات المنبع (الاستكشاف والإنتاج) في قطاع النفط والغاز عالميًا منذ عام 2015 وحتى 2030:

استثمارات النفط والغاز في العالم

ورغم تشديد الميزانيات لدى كبرى شركات النفط والغاز العالمية، فإن التفاؤل بأعمال الحفر الحدودي ما زال قائمًا بالنسبة إلى عام 2024، خاصة في مشروعات المياه العميقة بالمحيط الأطلسي والبحر المتوسط وآسيا.

وشهد العام الماضي زيادة كبيرة في المساحات الممنوحة للاعبين الرئيسين في قطاع التقنيب، بلغ مجموعها 122 ألف كيلومتر مربع، بزيادة 20% عن المساحات المخصصة في 2022.

وكانت جميع المناطق التي تمت ترسيتها خلال العام الماضي في مناطق بحرية مختلفة، بعضها في مناطق الجرف القاري بنسبة 39%، وبعضها في المياه العميقة بنسبة 28%، أما النسبة المتبقية (33%) فكانت لمساحات تقع في مناطق فوق المياه العميقة.

حصة اكتشافات المياه العميقة قد تزيد إلى 35%

تشير هذه البيانات إلى توجه كبير نحو المياه العميقة أو فوق العميقة، مع استحواذها مجتمعة على أكثر من نصف المساحات الممنوحة للشركات خلال العام الماضي.

ومن المتوقع أن ينعكس هذا التركيز على نشاط الاستكشاف العالمي في عام 2024، إذ تتوقع ريستاد إنرجي اكتشاف 50 بئرًا جديدة في المياه العميقة وما بعد العميقة خلال عام 2024.

وسيؤدي ذلك إلى ارتفاع حصة اكتشافات المياه العميقة وما بعد العميقة إلى 35% من إجمالي الآبار البحرية المحتمل اكتشافها خلال العام الحالي، مقارنة بنحو 27% في عام 2023.

ورغم توجه كبرى شركات النفط والغاز العالمية للمغامرة في المياه العميقة، فإنها ستغامر بحذر وربما تعيد تقييم أساليبها في استكشاف المناطق الحدودية إلى جانب استمرارها في التركيز على المناطق المألوفة المتصلة بالبنية التحتية الحالية الجيدة التي تضمن تحقيق الدخل بصورة أسرع مع مخاطر أقل، بحسب كبير المحللين في ريستاد إنرجي سانتوش كومار بودانكايالو.

انخفاض حاد في الاكتشافات التقليدية

تراجع مستوى الاكتشافات التقليدية بصورة حادة في عام 2023، مع وصول أحجام الاكتشافات الكبرى إلى مليار برميل نفط مكافئ فقط منخفضة بنسبة 68% عن الأحجام المسجلة في عام 2022، والبالغة 3 مليارات برميل نفط مكافئ، ما أسهم في تحطيم اتجاه التعافي بعد عام 2020.

يوضح الرسم التالي -أعدته وحدة أبحاث الطاقة- تطور أحجام اكتشافات النفط والغاز على مدار شهور عام 2023، مقارنة بعام 2022:

أحجام اكتشافات النفط والغاز العالمية شهريًا

وانخفضت مساهمة الأحواض الحدودية إلى 20% من إجمالي الاكتشافات في عام 2023، مقارنة بحصتها البالغة 45% في عام 2022، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

ومع تضاؤل فرص الاكتشافات التقليدية، فمن المرجح أن يتجه مستقبل التنقيب عن النفط والغاز إلى المغامرة في المياه العميقة وما بعد العميقة، إذ تحتوي الأحواض الحدودية وغير المستكشفة على إمكانات خفية واعدة.

وتتميز اكتشافات المناطق الجديدة في المياه العميقة بضخامة مواردها وتركزها جغرافيًا، على عكس الأحواض الناضجة التي تؤدي إلى اكتشافات أصغر حجمًا ومتناثرة مكانيًا، بحسب تقديرات شركة أبحاث ريستاد إنرجي.

وحققت عمليات التنقيب الحدودية نجاحات ملحوظة خلال العقدين الماضيين، ما أسهم في زيادة ثقة كبرى شركات النفط والغاز العالمية على التوسع في أعمال الاستكشاف بالمياه العميقة ذات المخاطر العالية نسبيًا.

لماذا تظل حالة أوروغواي شاذة؟

عادة ما يُضرب المثل بنجاح فرص التنقيب في المياه العميقة باكتشافات الغاز في موزمبيق بين عامي 2010 و2013، واكتشافات الغاز قبالة سواحل موريتانيا والسنغال بين عامي 2015 و2017.

كما يُضرب المثل باكتشاف النفط "ليزا" في غايانا عام 2025، واكتشاف حقل غاز صقاريا بقطاع البحر الأسود في تركيا عام 2020، بالإضافة إلى اكتشافات جنوب أفريقيا بين عامي 2019 و2020، واكتشافات فينوس وغراف في نامبييا عام 2022.

واستحوذت أوروغواي على جزء كبير من المساحات الممنوحة في الأحواض الحدودية العام الماضي، إذ حصلت شركة شل العالمية متعددة الجنسيات على أكبر حصة منفردة بمساحة 42 كيلومترًا مربعًا.

وتمثل المساحات التي مُنحت إلى شركة شل في أوروغواي أكثر من 50% من إجمالي المساحات التي حصلت عليها حول العالم خلال العام الماضي، ما يشير إلى تحول كبير محتمل في إستراتيجية التنقيب الخاصة بالشركة.

ورغم استحواذ أوروغواي على ما يقرب من نصف إجمالي مساحات الأحواض الحدودية الممنوحة عالميًا في عام 2023، فإنها تظل حالة شاذة، إذ ما يزال اللاعبون الرئيسون حذرين بصورة عامة خلال عام 2024، بحسب ريستاد إنرجي.

فرص شركات النفط والغاز العالمية

تتجه الأنظار إلى شركة شل بوصفها أحد أبرز اللاعبين الرئيسين المرتقبين في مجال التنقيب والإنتاج بالمياه العميقة خلال 2024، مع وجود مشروعات كبيرة لها مقرر تنفيذها هذا العام، لا سيما في جنوب شرق آسيا وأفريقيا والأميركتين.

وتُجري شركة شل في الوقت الحالي أعمال حفر بمنطقة بيكاكا فوق العميقة قبالة شاطئ ولاية صباح، شرق ماليزيا، وسط تقديرات بوجود موارد كبيرة من مكثفات الغاز فب المنطقة، وهو ما يتماشي مع إستراتيجية الشركة المركزة على الغاز في ماليزيا.

منصات تنقيب بحرية تابعة لشركة شل
منصات تنقيب في المياه العميقة تابعة لشركة شل - الصورة من موقع الشركة

ومن المتوقع أن تواصل الشركة مزيدًا من عمليات التنقيب في مربعات أخرى بالمياه الماليزية فوق العميقة في إطار تراخيص جولة العطاءات لعام 2021، بالإضافة إلى إجراء عمليات حفر استكشافية في منطقة الجرف القاري بولاية ساراواك شرق البلاد، كما ستواصل الشركة نشاط التقييم في مياه نامبيبا العميقة، بما في ذلك اكتشاف غراف.

على الجانب الآخر، لدى شركة النفط البريطانية بي بي خطط مماثلة للتنقيب في المياه العميقة بأفريقيا والأميركتين، إذ تهدف الشركة إلى حفر آبار متعددة في مصر، بما في ذلك الحفر التقييمي في حقل ريفين للغاز والمكثفات، بالإضافة إلى الحفر الاستكشافي العشوائي في منطقة امتياز كينج مريوط البحرية غرب البحر الأبيض المتوسط.

كما تستعد الشركة البريطانية لتشغيل أول بئر في حوض سانتوس قبالة سواحل البرازيل، ما يتوقع أن يؤدي إلى توسيع نطاق وجودها خارج حوض كامبوس المشهور، إذ كانت الشركة في السابق شريكًا غير تشغيلي مع شركة بتروبراس البرازيلية المملوكة للدولة.

كما تقود شركتا شيفرون وشل خططًا تحالفية للحفر قبالة سواحل سورينام في المنطقة (42) التي تحتوي على موارد احتمالية كبيرة، ربما تفتح آفاق الاستكشاف في حوض أميركا الجنوبية ذي الاحتياطيات الواعدة.

كما قد يؤدي نجاح أول بئر بحرية في المياه ما بعد العميقة لدولة الأرجنتين -تمتلك شل حصة 30% منه- إلى جذب فرص استثمارية كبيرة في عمليات استكشاف المياه العميقة بالمنطقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق