سياراتالتقاريرتقارير السياراتتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

هل تخفض طفرة السيارات الكهربائية في النرويج الطلب على الوقود؟ (تقرير)

ريستاد إنرجي تُظهِر انخفاض الطلب أكثر من التقديرات الحكومية

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • السيارات الكهربائية تستحوذ على 80% من المبيعات في النرويج.
  • انخفاض الطلب على الوقود بنسبة 10% فقط منذ عام 2017.
  • منهجية تحليل ريستاد إنرجي تكشف عن حقائق مغايرة للبيانات الرسمية.
  • المسافة والنمو السكاني أبرز العوامل المهمّشة في النتائج الحكومية.

تشهد مبيعات السيارات الكهربائية في النرويج طفرة قياسية، خلال السنوات الأخيرة، لكن ذلك لم يؤدِّ إلى انخفاض ملحوظ للطلب على الوقود في البلاد؛ ما أربك حسابات المحللين المتوقعين هبوط استهلاك البنزين والديزل بصورة كبيرة.

وأظهرت بيانات تحليلية حديثة استقرارًا نسبيًا للطلب على وقود الطرق في النرويج رغم الارتفاع القياسي لمبيعات المركبات الكهربائية، وفقًا لتقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة "ريستاد إنرجي".

وأثارت نتائج التقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، تساؤلات حول مدى حدوث تأثير ملموس لمبيعات المركبات الكهربائية في الطلب على وقود الطرق التقليدي وكيفية حساب ذلك عالميًا.

وغالبًا ما يُراهن على مبيعات السيارات الكهربائية بصورة رئيسة لإزالة الكربون من قطاع النقل عبر خفض استهلاك الوقود الملوث للبيئة، لكن أحدث البيانات الرسمية الصادرة في النرويج تشير إلى خلاف ذلك.

طفرة السيارات الكهربائية في النرويج خلال 3 سنوات

شكّلت مبيعات السيارات الكهربائية في النرويج 80% من إجمالي سيارات الركاب المبيعة خلال السنوات الـ3 الماضية.

كما استحوذت مبيعات السيارات الكهربائية -شاملة المركبات الهجينة والمركبات التي تعمل بالبطارية- على 90% من إجمالي السيارات الجديدة المبيعة في عام 2023.

يوضّح الرسم التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- طفرة مبيعات السيارات الكهربائية في العالم منذ عام 2015 حتى توقعات 2023:

مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا

وفي الوقت الحالي؛ فإن أكثر من 50% من سيارات الركاب على الطريق في أوسلو -عاصمة النرويج- كهربائية، وسط توقعات بأن تتجاوز السيارات العاملة بالبطاريات وحدها هذا الحد خلال العامين المقبلين.

وكان من المفترض أن يؤدي هذا النمو القوي لمبيعات السيارات الكهربائية في النرويج إلى انخفاض كبير في الطلب المحلي على الوقود، لكن ذلك لم يتحقق بعد، وفقًا لبيانات مبيعات الوقود الصادرة عن هيئة الإحصاء النرويجية (SSB).

الحسابات الرسمية لاستهلاك البنزين والديزل

تُظهِر بيانات هيئة الإحصاء النرويجية -التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- أن الطلب على الديزل والبنزين انخفض بوتيرة متواضعة منذ عام 2017 .

وبلغ متوسط مبيعات الديزل والبنزين قرابة 62 ألف برميل يوميًا خلال النصف الأول من عام 2023، بانخفاض 10% فقط عن متوسط المبيعات البالغ 70 ألف برميل يوميًا بين عامي 2017 و2019، رغم طفرة مبيعات السيارات الكهربائية في النرويج، التي بدأت منذ سنوات.

كما يبدو الاستهلاك الحالي للوقود مستقرًا بين 60 ألفًا و70 ألف برميل يوميًا، مع ضعف التوقعات بحدوث انخفاض حاد في الطلب على المدى القريب.

وتبدو هذه النتائج في استهلاك البنزين والديزل ضعيفة للغاية، مقارنة بالتوقعات والآمال المعلّقة على طفرة السيارات الكهربائية في النرويج، إلا أن ريستاد إنرجي تروي قصة مختلفة تُثبِت انخفاض الطلب بصورة أكبر من البيانات الرسمية مع إدخال عوامل أخرى مهمشة في التحليل الحكومي.

منهجية تحليل مغايرة

تستند منهجية تحليل ريستاد إنرجي إلى حساب متوسط المسافة السنوية التي تقطعها كل سيارة حسب نوعها والوقود الذي تستعمله، ومبيعات السيارات الكهربائية، إلى جانب مبيعات الوقود الرسمية ومعدل النمو السكاني.

وتحوّل ريستاد إنرجي هذه البيانات الأولية عن متوسط عدد الكيلومترات التي قطعتها السيارات إلى طلب تقديري على الديزل والبنزين، مع الأخذ في الحسبان كفاءة المركبات الفردية حتى عام 2022.

وأظهرت نتائج هذا التحليل أن السيارات الكهربائية العاملة بالبطارية قطعت أميالًا أكثر من أي سيارة ركاب عاملة بأنواع الوقود الأخرى منذ عام 2018 حتى الآن.

وبلغ متوسط المسافة التي قطعتها السيارات الكهربائية في النرويج خلال عام 2022، قرابة 12.95 ألف كيلومتر، متجاوزةً متوسط مسافة سيارات الركاب العاملة بالديزل (12 ألف كيلومتر) لأول مرة.

وبصفة عامة، انخفض متوسط سفر سيارات الركاب في النرويج من 13.8 ألف كيلومتر في عام 2007، إلى 11.1 ألف كيلومتر في عام 2022.

بينما ارتفع متوسط مسافة السيارات الكهربائية تدريجيًا من 11.8 ألف كيلومتر في عام 2015، إلى 12.95 ألف كيلومتر في عام 2022.

ويتجه انتشار السيارات الكهربائية في النرويج قليلًا نحو العملاء والمقاطعات التي لديها متطلبات قيادة سنوية أعلى من المتوسط، ولم تعد البنية التحتية للشحن ونطاق المسافة من العوامل المقيدة لهذا الانتشار.

كيف اختلفت النتائج عن الحسابات الرسمية؟

أظهرت منهجية تحليل ريستاد إنرجي نتائج مختلفة، تؤكد سرعة انخفاض الطلب على الوقود التقليدي لسيارات الركاب بنسبة تجاوزت 20% منذ عام 2016، تزامنًا مع انتشار المركبات الكهربائية العاملة بالبطارية في السوق.

في الوقت نفسه، ارتفع الطلب على الوقود للحافلات والشاحنات -التي تعمل بالديزل في الغالب- من متوسط 30 ألف برميل يوميًا بين عامي 2010 و2015 إلى 32 ألف برميل يوميًا في عام 2022.

ويفسر معدل النمو السكاني جانبًا من ارتفاع الطلب على الوقود للحافلات والشاحنات مع تزايد الاعتماد على هذا النوع من المركبات المستهلكة للديزل.

حافلة نقل عام في النرويج
حافلة نقل عام في النرويج - الصورة من electrive

وارتفع عدد السكان النرويجيين في سن القيادة -من تزيد أعمارهم على 20 عامًا- بمقدار 800 ألف شخص منذ عام 2005؛ ما أدى زيادة عدد سيارات الركاب من 0.56 إلى 0.75 سيارة لكل شخص خلال المدة نفسها.

وتعني هذه البيانات زيادة احتمالات امتلاك السيارات للأفراد؛ ما يترجم إلى ارتفاع إجمالي الطلب على الوقود في النرويج.

ولا يرجح هذا التحليل انخفاضًا هيكليًا في الطلب على الوقود في قطاع الحافلات والشاحنات على المدى القصير، حتى تُترجم برامج ومبادرات كهربة القطاع على أرض الواقع.

ويلفت تحليل ريستاد إنرجي النظر إلى أهمية تفكير صناع السياسات في مناهج تحليلية مركّبة لحساب الآثار المتوقعة لكهربة قطاع النقل لمساعدة بلادهم على بناء تقديرات دقيقة للتحوّل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق