التقاريرتقارير الكهرباءتقارير دوريةرئيسيةكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

انتشار بطاريات تخزين الكهرباء في أوروبا مهدد بضعف هوامش الأرباح.. ما الحل؟

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • حساب هوامش الأرباح يعتمد على أوقات أسعار شحن البطارية وتفريغها.
  • بلغاريا وإيطاليا والمجر أفضل الأسواق الأوروبية من حيث الأرباح المحتملة.
  • السويد والنرويج وفنلندا أقل الأسواق جاذبية للمطورين في أوروبا.
  • اتفاقيات شراء الكهرباء طويلة الأجل قد تكون خيارًا مناسبًا بشروط.

تتزايد الحاجة إلى بطاريات تخزين الكهرباء في أوروبا وغيرها من المناطق المتسارعة نحو الطاقة المتجددة، مثل الولايات المتحدة والصين؛ حيث تزداد التحديات أمام الشبكات لاستيعاب الربط المتزايد مع مشروعات التوليد النظيف.

وتواجه مشروعات بطاريات التخزين في أوروبا تحديات عدم اليقين بشأن هوامش الأرباح المحتملة من التوسع في تركيبها على مستوى القارة؛ ما يهدد بعرقلة انتشارها خلال السنوات المقبلة، بحسب تقرير تحليلي صادر عن شركة ريستاد إنرجي.

واستندت شركة الأبحاث النرويجية في تقريرها -الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- إلى تحليل هوامش أرباح عمليات المراجحة التجارية أو فرص التداول لأنظمة بطاريات تخزين الكهرباء في أوروبا.

بلغاريا أعلى سوق من حيث الأرباح المحتملة

تعتمد مراجحة أنظمة تخزين البطاريات "BESS energy arbitrage" على حساب الفرق بين عملية شحن البطاريات عندما تكون أسعار الكهرباء منخفضة، وتفريغها خلال أوقات ذروة الطلب ذات الأسعار المرتفعة.

ويعد هذا النوع من المراجحات التجارية إحدى الوسائل الواعدة لمشغلي بطاريات تخزين الكهرباء في أوروبا لتوليد الإيرادات وزيادة هوامش الأرباح المحفزة على التوسع.

بطاريات تخزين الكهرباء في أوروبا
بطاريات تخزين الكهرباء في أوروبا - الصورة من pv-magazine

ويشير تحليل ريستاد إنرجي لأسعار الطاقة اليومية عام 2023، إلى أن أسواق الكهرباء في بلغاريا وإيطاليا والمجر توفر أعلى هوامش أرباح محتملة لعمليات مراجحة بطاريات تخزين الكهرباء في أوروبا، بسبب ارتفاع أسعار الذروة.

في المقابل، أظهرت أسواق الكهرباء في بلدان الشمال الأوروبي وتحديدًا السويد والنرويج وفنلندا، أدنى هوامش أرباح محتملة بسبب أسعار الذروة المنخفضة نسبيًا؛ ما يعني أن المشغلين سيضطرون إلى تفريغ بطارياتهم في أوقات ذات أسعار أقل تشجيعًا.

وتوفر سوق الكهرباء في بلغاريا أكبر فرصة لتحقيق إيرادات عالية لمشغلي بطاريات تخزين الكهرباء في أوروبا؛ حيث تعمل أنظمة التخزين بسعة تفريغ لمدة ساعتين في أوقات ذروة ذات أسعار عالية؛ ما يمكنها من تحقيق 110 يورو (118.6 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة من حيث متوسط إيرادات السوق الفورية عام 2023.

الإعفاء الضريبي ليس كافيًا

تؤدي أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء دورًا محوريًا متزايدًا في أنظمة الطاقة العالمية؛ حيث تستعمل في تحسين موثوقية الشبكة وتعزيز مرونتها في إدارة الربط مع مشروعات الطاقة المتجددة ذات التوليد المتقطع حسب ظروف الطقس والمناخ ليلًا ونهارًا.

وتعول مسارات تحول الطاقة في أوروبا والعالم على التوسع في أنظمة تخزين الكهرباء بأنواعها المختلفة ضمن خطط تطوير البنية التحتية للشبكات، لكن التساؤلات حول هوامش الأرباح ستحدد مستقبلها في الأسواق الأوروبية، وفق ريستاد إنرجي

وتعتقد شركة الأبحاث أن توسع المشغلين في ظروف الأسواق الأوروبية الحالية يحمل نوعًا من المخاطر العالية؛ حيث تتركز هوامش الأرباح في عدد قليل من الأسواق؛ ما يستلزم دعمًا أوسع على مستوى السياسات والحوافز لا يقتصر على الإعفاءات الضريبية.

كما أن الإعفاء الضريبي بنسبة 30% على مشروعات بطاريات تخزين الكهرباء في أوروبا لن يكون كافيًا لجعل المراجعة في أنظمة التخزين ذات الجدوى التجارية للمشغلين.

اتفاقيات الشراء طويلة الأجل قد تكون حلًا

أدى ارتفاع الأسعار الفورية للكهرباء في أوروبا والتركيز المتزايد على خفض الانبعاثات، إلى زيادة الاهتمام باتفاقيات شراء الكهرباء طويلة الأجل (PPA)، بالنسبة للأطراف المشترية التي تسعى لتأمين مصادر نظيفة بأسعار مستقرة وتنافسية.

وأسهم انتشار هذا النوع من الاتفاقيات في زيادة جاذبية مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بالنسبة للمستثمرين؛ ما أدى إلى جذب الاستثمارات ونضج الصناعة خلال السنوات الأخيرة.

ويمكن لهذه الآلية إذا طُبِّقت على مشروعات بطاريات تخزين الكهرباء في أوروبا أن تمثل عامل جذب للمستثمرين للتوسع في التركيب وضخ الاستثمارات في القطاع، بحسب تقديرات ريستاد إنرجي.

وتصنف اتفاقيات شراء الكهرباء طويلة الأجل إلى اتفاقيات شراء فعلية (physical PPAs)، واتفاقيات شراء افتراضية (virtual PPAs)، وتكتسب الأخيرة أهمية أكبر؛ لما تحويه من فوائد متزايدة للمتعاقدين.

وتنص اتفاقيات شراء الكهرباء الافتراضية على موافقة الطرف المشتري على شراء الكهرباء من البائع بسعر متفق عليه، وبموجب ذلك يحصل مشروع الكهرباء محل الاتفاق على سعر السوق عند البيع، لكن إذا تجاوز سعر السوق، السعر الثابت المتفق عليه في العقد؛ ففي هذه الحالة يحصل المشتري على الفرق.

وإذا طُبِّق هذا العقد بشروطه على مشروعات بطاريات تخزين الكهرباء في أوروبا، فيمكنه أن يضمن سعرًا مميزًا بالنسبة للمطورين الذين يسعون إلى تمويل مشروعات جديدة، بحسب تقديرات ريستاد إنرجي.

تصنيع بطاريات تخزين الكهرباء في ألمانيا
تصنيع بطاريات تخزين الكهرباء في ألمانيا - الصورة من energy storage news

وتشترط ريستاد إنرجي لضمان فاعلية هذا الخيار، أن تكون الأسعار المثبتة في الاتفاقيات عالية أو مجزية، أما إذا كانت الاتفاقيات منخفضة السعر، فستؤثر في إيرادات مطوري مشروعات التخزين وربما تحولهم للخسارة، في ظل صعوبات التنبؤ المستقبلي وخيارات المرونة المحدودة للشبكات.

ويشير تحليل أسعار الكهرباء في أوروبا عام 2023، إلى أن أي اتفاقية شراء طويلة موقّعة بسعر أقل من 75 يورو (81 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، ستؤدي إلى خسائر لمالك البطارية، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وتعتمد بعض الأسواق الأوروبية حدًا أدنى للأسعار في اتفاقيات الشراء الطويلة يزيد على 100 يورو (108 دولارات) لكل ميغاواط/ساعة، لكن هذا التوجه ما زال بعيدًا عن أسعار أغلب الاتفاقيات الموقعة مع مشروعات الطاقة المتجددة حاليًا.

لهذا السبب، تحتاج اتفاقية الشراء طويلة الأجل إلى أن تكون ذات أسعار تنافسية حتى تتمكن من جذب مطوري مشروعات بطاريات تخزين الكهرباء في أوروبا ومنافسة خيارات عقود مراجحة التخزين المطروحة أمام المطورين.

(اليورو = 1.08 دولارًا)

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق