تقارير النفطرئيسيةنفط

متى يصل الطلب على النفط في الصين إلى ذروته؟

أسماء السعداوي

تنبّأ مركز بحثي بموعد وصول ذروة الطلب على النفط في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال معهد أبحاث الاقتصاد والتكنولوجيا التابع لشركة النفط الوطنية الصينية "سي إن بي سي" (CNPC)، إن الطلب سيبلغ ذروته في عام 2030، إذ سيتراوح حينها بين 780 و800 مليون طن (5.53 و5.68 مليار برميل) سنويًا، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

(الطن = 7.1 برميلًا).

يتّسق ذلك مع توقعات سابقة لمعهد الأبحاث الذي تنبّأ بوصول الطلب على النفط في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم إلى ذروته عند 780 مليون طن في 2030.

وفي سياق متصل، تراجعت واردات الصين من النفط الخام في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم 2023 لأول مرة منذ أبريل/نيسان؛ بسبب ارتفاع المخزونات، وتباطؤ الطلب من مصافي التكرير المستقلة، وتراجع مؤشرات الاقتصاد.

توقعات الطلب على النفط في الصين

بحسب تقرير المركز البحثي، من المتوقع أن يرتفع الطلب على النفط في الصين إلى ما يتراوح بين 15.6 مليون و16 مليون برميل يوميًا.

ويقول نائب رئيس المعهد، وو مو يان، إن قطاع البتروكيماويات سيشكّل 30% من الطلب على النفط بحلول 2030، ليستحوذ الوقود على النسبة المتبقية.

وبعد وصول الطلب على النفط لذروته عند 780-800 مليون طن، من المتوقع أن يتراجع إلى 220 مليون طن بحلول عام 2060؛ بسبب تهاوي الطلب من قطاع النقل.

وعلى صعيد متصل، من المتوقع أن يصل الطلب على الغاز الطبيعي في الصين ذروته بحلول 2040، عند 605.9 مليار متر مكعب.

ويبدو أن ذروة الطلب على النفط في الصين آخذة في الاقتراب، فقد فاجأ الرئيس التنفيذي لشركة "سينوك" (Cnooc)، تشو شينهاي، الجميع بتوقّعه بالوصول للذروة خلال هذا العام (2023).

يتزامن ذلك مع توقعات متكررة بوصول الطلب على البنزين ذروته بحلول العام المقبل (2024)، أو الذي يليه (2025).

وتقول شركتا بتروتشاينا (Petrochina) وسينوبك (Sinopec)، إن الطلب على البنزين سيصل ذروته في 2025، بدعم من ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية في أكبر سوق للسيارات بالعالم.

لكن وكالة الطاقة الدولية وشركة الاستشارات ريستاد إنرجي (Rystad Energy) قالتا، إن ذروة الطلب على البنزين في البلد الأسيوي ستكون في 2024.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الطلب على النفط في الصين بين عامي 2012 و2023:

الطلب على النفط في الصين

واردات الصين النفطية

تراجعت واردات الصين من النفط الخام خلال شهر نوفمبر/تشرين الأول المنصرم (2023) بنسبة 9.2% على أساس سنوي، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتقول بيانات الإدارة العامة للجمارك، إن واردات النفط في الشهر الماضي سجلت 42.445 مليون طن، في أبطأ وتيرة يومية منذ يوليو/تموز، وبانخفاض عن 11.53 مليون برميل يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول.

وبلغ إجمالي الواردات النفطية خلال أول 11 شهرًا من هذا العام 515.65 مليون طن، بزيادة 12.1% على أساس سنوي.

ويعزى ذلك التراجع (وهو الأول منذ أبريل/نيسان 2023) إلى ارتفاع مستويات المخزون، وتراجع المؤشرات الاقتصادية، وتباطؤ الطلب من المصافي المستقلة.

وأصيبت مصافي التكرير الصينية بالتخمة جراء ارتفاع الواردات على مدار العام، وبلغ حجم المخزون من النفط الخام حتى 2 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 958 مليون برميل، وفقًا لبيانات شركة الاستشارات "فورتكسا" (Vortexa).

لكن رغم تراجع أسعار النفط العالمية خلال نوفمبر/تشرين الثاني، واصلت مصافي التكرير المستقلة في مقاطعة شاندونغ شراء النفط الإيراني والفنزويلي، بعد تخفيف قبضة العقوبات الأميركية.

كما واصل ضعف مؤشرات الاقتصاد الكلي، الذي تجلى في قطاعي التصنيع والإنشاء، تأثيره في الطلب على المشتقات النفطية مثل الديزل والأسفلت.

وانخفض مؤشر مديري المشتريات الصناعي في الصين للشهر الثاني على التوالي في نوفمبر/تشرين الثاني، وهو ما يعكس تراجع ثقة مديري المصانع في الإجراءات التحفيزية الحكومية.

وما يؤكد المخاوف في قطاعي العقارات والإنشاءات، هو أن وكالة التصنيف "موديز" (Moody's) خفضت التصنيف الائتماني للصين من مستقر إلى سلبي بسبب ارتفاع الديون، في أول مرة منذ عام 2017.

مصفاة نفط صينية
مصفاة نفط صينية - الصورة من صحيفة "ساوث تشاينان مورنينغ بوست"

صادرات وواردات الوقود المكرر

كشفت بيانات الإدارة العامة للجمارك أن صادرات الوقود المكرر انخفضت خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم إلى 5.08 مليون طن.

يمثّل ذلك انخفاضًا عن 5.17 مليون طن في أكتوبر/تشرين الأول، و6.14 مليون طن في الشهر نفسه من العام الماضي.

لكن على صعيد الواردات، سجلت 4.16 مليون طن، بزيادة بمقدار الثلث على أساس سنوي.

وحتى نهاية نوفمبر/تشرين الأول، شهد إجمالي الواردات على مدار العام ارتفاعًا بنسبة 87% على أساس سنوي إلى 43.23 مليون طن.

ويقول تجّار، إن الإقبال القوي من جانب المصافي المستقلة على شراء الوقود المكرر قد أسهم في زيادة حجم تلك الواردات.

كما ارتفعت واردات الغاز الطبيعي، بما في ذلك الغاز المسال والمنقول عبر الأنابيب، بنسبة 6% على أساس سنوي، إلى 10.95 مليون طن، وهي أعلى نسبة منذ يناير/كانون الثاني (2022)، وزيادة ضخمة مقارنة بـ8.78 مليون طن المستوردة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق