غازالتقاريرتقارير الغازسلايدر الرئيسية

صادرات الغاز الروسي تبحث عن عقود طويلة الأجل.. ودولتان تتصدران عملاء موسكو

حياة حسين

في الوقت الذي شهد إعلان توجه معظم صادرات الغاز الروسي خلال العام الجاري (2023) إلى دولتين فقط، تبحث موسكو عن عقود طويلة الأجل مع دول في قارة آسيا.

وبحسب تقارير رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، فإن معظم صادرات الغاز من روسيا إلى دولتين في آسيا، هما تركيا والصين، تختلف التقديرات بشأنها، لكنها اتفقت على أن عوائق التصدير تتزايد.

وأوضح أحد التقديرات في تقرير لـ"إنتيليجنس"، أن الصين وتركيا حصلتا على نحو 50 مليار متر مكعب من صادرات الغاز الروسي المقدرة بنحو 90 مليار متر مكعب.

وتشير بعض التوقعات إلى أن موسكو ستواجه مزيدًا من العقبات خلال العام المقبل (2024)، وصعوبات أكبر في 2025، في ظل تعزيز العقوبات الغربية، وعدم وجود بوادر لتسوية النزاع مع أوكرانيا.

وتوقعت تقديرات أخرى أن تضيف الدول الغربية عقوبات جديدة على موسكو، خلال شهر فبراير/شباط المقبل، مع حلول الذكرى السنوية الثانية لغزوها لكييف.

ويأتي ذلك في الوقت الذي قررت أميركا فرض عقوبات على الغاز المسال الروسي القادم من مشروع أركتيك 2، الذي شهد تعليقًا لمساهمات الشركات الأجنبية في الصين وفرنسا واليابان، قبل أيام، بسبب هذه العقوبات، ما قد يعطل التشغيل عن موعده المقرر؛ لأنها تصل إلى 40% من التكلفة المقدرة بأكثر من 20 مليار دولار.

هبوط دراماتيكي

هبطت صادرات الغاز الروسي، المنقولة عبر خطوط الأنابيب خلال عام 2023، بصورة دراماتيكية، وفق المحلل في مركز سكولتتش لتحول الطاقة في موسكو سرجي كابيتنوف.

وأضاف كابيتنوف أن صادرات الغاز الطبيعي الروسي المنقول عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا، انخفضت بنسبة تتجاوز النصف، مقارنة بالعام الماضي، و81% مقارنة بالعام السابق للحرب (2021).

وبلغت الصادرات خلال العام الجاري (2023) نحو 28 مليار متر مكعب، مقارنة بـ65 مليار متر مكعب في 2022، و150 مليار متر مكعب في 2021، وفق حسابات "إنتيليجنس".

بينما تتوقع المفوضية الأوروبية أن تبلغ وارداتها من الغاز الروسي الطبيعي والمسال 40 مليار متر مكعب، بحد أقصى، خلال العام الجاري، ما يعني هبوطًا بنحو 80 مليار متر مكعب، مقارنةً بعام 2022.

ولن يختلف الحال كثيرًا في 2025، إذ إن صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا، ونموها أو هبوطها يتوقف على الأجواء المحيطة والحرب في أوكرانيا، خاصة أن عقود نقل الغاز بين الجانبين ستنتهي آخر 2024.

وعلى الطاولة، لا يبدو أن كلًا من موسكو وكييف، ستعودان إلى التفاوض بشأن وقف الحرب، ما قد يعني خفض صادرات الغاز الروسي المتدفقة إلى أوروبا بنسبة 50% في 2025.

ناقلة غاز مسال
ناقلة غاز مسال - الصورة من الموقع الإلكتروني للاتحاد الأوروبي

وكانت توقعات معهد الطاقة والتمويل في موسكو، بالنسبة لحجم صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا أكثر تحفظًا، إذ رأى أنها لن تتجاوز 25 مليار متر مكعب خلال 2023.

ويرى المعهد أن صادرات الغاز الطبيعي المنقول عبر خطوط الأنابيب كانت أكثر قليلًا من 90 مليار متر مكعب، منها 20 مليار متر مكعب توجهت إلى الصين وحدها.

كما يعتقد المعهد أن تركيا حصلت على أقل من 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الروسي في 2023، "لكن من الصعب تأكيد هذا الرقم؛ حيث لا تتوافر إحصاءات موثوقة بهذا الشأن".

تقديرات أخرى

وفق بيانات شركة "كبلر" (Kpler)، فقد هبط إجمالي صادرات الغاز الروسي خلال 2023 مقارنة بـ2022 نسبة 2%، وسجل 32.2 مليون طن (44.5 مليار متر مكعب).

ومن المقرر أن يبدأ عمل مشروع الغاز المسال الروسي في سيبيريا "أركتيك 2" في يناير/كانون الثاني من العام المقبل، الذي يفصل العالم عنه ساعات، وهو الذي تعول عليه موسكو لدفع الصادرات إلى النمو.

غير أن فرض أميركا عقوبات على المشروع والمحطات المرتبطة، يربك موعد التشغيل، إضافة إلى أنه يصعب من حصوله على عقود طويلة الأجل، أو بيعه في الأسواق الفورية.

ورغم هبوط صادرات الغاز الروسي في 2023، وتوقعات بعوائق إضافية في 2024؛ فإن تقرير "إنتيليجنس" يتوقع زيادة طفيفة العام المقبل.

ويرجع ذلك إلى دعم المشتريات الصينية من مشروع باور أو سيبيريا، والتي ستبلغ 30 مليار متر مكعب في 2024، مقابل 22 مليار متر مكعب متوقعة في 2023. ووفق التعاقدات ستزيد هذه الكمية إلى 38 مليار متر مكعب في 2025.

ولم تحرز شركة غازبروم الروسية (Gazprom) تقدمًا كبيرًا في كل إمدادات مشروع باور أوف سيبيريا المتجهة إلى الشرق، وتحديدًا التي أجازتها 2019، والتي تعول عليها لرفع الصادرات؛ إذ يرى الخبراء أن مواصلة التقدم تحتاج إلى استثمارات ضخمة وسنوات طويلة.

ولم تصل تعاقدات شراء الصين الغاز من مشروع باور أوف سيبيريا 2 إلى مراحلها النهائية بعد، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

صادرات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب

صادرات الغاز الروسي إلى أوزبكستان

بدأت غازبروم ضخ الغاز الروسي إلى أوزبكستان في أكتوبر/تشرين الأول 2023، من خلال عقود مدتها عامان، وبحصص متواضعة تبلغ 2.8 مليار متر مكعب سنويًا، وتعمل حاليًا على إبرام عقود معها ودولة آسيوية أخرى هي قازخستان، مدتها 15 عامًا.

إلا أن إجمالي الطلب من هاتين الدولتين قد لا يزيد على 10-15 مليار متر مكعب سنويًا، وفق الأرقام التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال المحلل بمركز سكولتتش لتحول الطاقة في موسكو سرجي كابيتنوف، إن غازبروم تسعى لإبرام عقود مبادلة مع أذربيجان، والتي تصدره إلى تركيا، وهي بدورها تُعيد تصديره إلى أوروبا من خلال مركز الغاز الدولي للغاز في أنقرة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق