رئيسيةتقارير الطاقة النوويةطاقة نووية

مفوضة الطاقة في الاتحاد الأفريقي تدعو إلى النهوض بالطاقة النووية

داليا الهمشري

أكدت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأفريقي الدكتورة أماني أبو زيد، أهمية النهوض بالطاقة النووية لتعزيز التنمية في القارة السمراء خلال السنوات المقبلة.

وأوضحت أن مؤتمر ومعرض مصر الدولي السابع للطاقة (إيجبس 2024) يأتي في الوقت المناسب لتحفيز الدول على إعادة التفكير في أنظمة الطاقة الخاصة بها، وتوجيهها نحو مسارات منخفضة الكربون.

وأشارت إلى أن الوصول إلى الطاقة يُعدّ شرطًا أساسيًا لتحقيق أهداف التحول الاقتصادي والاجتماعي في القارة، بما في ذلك خطة الاتحاد الأفريقي 2063، وأهداف التنمية المستدامة، والتصنيع والتجارة، وتخفيف حدّة الفقر، وتوفير فرص العمل.

ولفتت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأفريقي إلى أنه على الرغم من أن قطاع الطاقة يمثّل أولوية رئيسة، فإن إمدادات الطاقة في أفريقيا لا تلبي احتياجات وتطلعات شعبها؛ بسبب القضايا المتعلقة بتحويل مواردها الضخمة من الطاقة، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة وغير المتجددة، إلى خدمات طاقة حديثة موثوقة وفاعلة.

وسلّطت الضوء على تحديات قطاع الطاقة الأفريقي من ضعف القدرات التقنية؛ الذي أدى إلى حرمان أكثر من 600 مليون شخص من الكهرباء الموثوقة، وتمكين نحو 200 مليون شخص فقط من الطهي النظيف؛ ما يستلزم توسيع الأسواق والاستثمارات والترتيبات المؤسسية.

إحدى محطات الطاقة النووية في جنوب أفريقيا - الصورة من آي إس إي أفريكا
إحدى محطات الطاقة النووية في جنوب أفريقيا - الصورة من آي إس إي أفريكا

طاقة منخفضة الكربون

قالت مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي -في كلمتها خلال مؤتمر ومعرض مصر الدولي السابع للطاقة (إيجبس 2024)-، إن على القارة أن تراعي تحقيق التوازن بين أهداف الطاقة وتخفيف آثار تغير المناخ بإجراء تحولات جذرية نحو مصادر الطاقة المنخفضة الكربون، من خلال التوسع في الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي والهيدروجين الأخضر والطاقة النووية.

وأكدت أهمية الطاقة النووية في مستقبل أفريقيا لعدّة أسباب، أبرزها كونها مصدرًا نظيفًا للطاقة ومنخفض الانبعاثات، وتميزها بقدرة كبيرة على توليد الكهرباء، مما يعزز التوسع في الصناعة في القارة.

وأضافت أن التطبيقات واسعة النطاق للطاقة النووية ستساعد في النشر السريع لخدمات الطاقة الحديثة في القارة من خلال تطوير الشبكات الوطنية والإقليمية والقارية.

وتابعت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأفريقي أنَّ توافُر التطورات الجديدة للمحطات النووية المعيارية صغيرة الحجم التي تُبنى في المصانع وتجميعها في الموقع تُعدّ فرصًا لخفض التكاليف وتزويد المواقع الصناعية بالطاقة.

واستطردت قائلة، إن الطاقة النووية تمثّل 10% من استهلاك الكهرباء في جميع أنحاء العالم، وتولّد نحو 3000 تيراواط في الساعة، لافتة إلى أن أفريقيا تمثّل 0.6% فقط من إجمالي الكهرباء النووية المُستهلكة في جميع أنحاء العالم.

وتُعدّ جنوب أفريقيا الدولة الإفريقية الوحيدة التي تمتلك محطة طاقة نووية عاملة تبلغ طاقتها نحو 1800 ميغاواط، وهو ما يمثّل 5% من إمدادات الكهرباء في البلاد.

موارد اليورانيوم

أوضحت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأفريقي الدكتورة أماني أبو زيد أن أفريقيا تمتلك ما يقرب من 20% من موارد اليورانيوم القابلة للاسترداد المحددة في العالم، والتي تُقدَّر بنحو 888 ألف طن.

كما لفتت إلى أن القارة تمثّل أكثر من 18% من إجمالي إنتاج اليورانيوم في العالم، مشيرة إلى أن أفريقيا تعمل فقط بمثابة مورد لموارد الطاقة النووية المُستهلكة في أماكن أخرى من العالم.

وقالت، إنّ توافُر موارد اليورانيوم في أفريقيا يسهل على القارة التوسع في الطاقة النووية، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأشارت إلى أن العديد من الدول الأفريقية قد وضعت خططًا للتوسع في الطاقة النووية في المستقبل القريب، مثل مصر التي التزمت بأكثر من 25 مليار دولار أميركي لبناء محطة للطاقة النووية بقدرة 4800 ميغاواط.

كما تبنّت كلٌّ من نيجيريا والجزائر وغانا والمغرب طموحات ملموسة في مجال الطاقة النووية مستقبلًا.

أحد المفاعلات النووية في غانا - الصورة من إنرجي كابيتال باور
أحد المفاعلات النووية في غانا - الصورة من إنرجي كابيتال باور

تحديات الطاقة النووية

ترى الدكتورة أماني أبو زيد، أنه على الرغم من الموارد والآفاق الهائلة لاستعمال الطاقة النووية في أفريقيا، فإنها ما تزال تواجه بعض التحديات، مثل تطوير المهارات والقدرات اللازمة للاستعمال، وتحديد التقنيات المناسبة، وتنفيذ السياسات اللازمة، لتسريع استيعاب الطاقة النووية.

وأضافت أن التوسع في الطاقة النووية يتطلب ذلك التعاون بين جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك القادة السياسيون والمؤسسات البحثية وقطاع التعليم، وتشجيع البحث والتطوير ونقل التكنولوجيا وتبنّيها، والاستعانة بخبرات وتجارب الدول الأخرى في التطبيقات والممارسات النووية.

وتابعت أنه لا بد -كذلك- من تعزيز التعاون الإقليمي لتطوير الطاقة النووية من أجل ضمان السلامة والأمن، بالإضافة إلى تعبئة الموارد المالية والتقنية اللازمة لتنفيذ هذه البرامج المعقّدة.

وأكدت أن الطاقة النووية يمكنها أن توفر حلًا قابلًا للتطبيق لتحديات الطاقة في أفريقيا.

ودعت إلى حشد جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك صنّاع السياسات والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والوكالات الأمنية، وكذلك المجتمع الدولي، لرسم طرق ملموسة للمضي قدمًا في هذا الاتجاه.

واستطردت قائلة، إن اللجنة الأفريقية للطاقة النووية (AFCONE) في وضع جيد لتعبئة وتوعية جميع أصحاب المصلحة الرؤساء.

كما أشادت بوكالة الطاقة النووية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومركز التنمية التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لتعاونهم مع (AFCONE)، وجهودهم العالمية من أجل تعزيز التطبيقات السلمية للتقنيات النووية.

واختتمت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأفريقي كلمتها بدعوة جميع أصحاب المصلحة من جميع أنحاء العالم إلى دعم الدول الأفريقية لتحقيق طموحاتها في مجال الطاقة النووية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق