أسعار النفطالذكرى الثانية لغزو أوكرانياالنشرة الاسبوعيةرئيسيةسلايدر الرئيسيةنفط

الذكرى الثانية للغزو الروسي لأوكرانيا.. 8 خبراء يرسمون توقعات أسعار النفط

دينا قدري

تجذب أسعار النفط اهتمامًا خاصًا في الذكرى الثانية للغزو الروسي لأوكرانيا، بعد أن سجلت أعلى مستوى منذ عام 2008، عند اندلاع الحرب في فبراير/شباط 2022.

وسرعان ما أسهمت العوامل الجيوسياسية والمخاوف الاقتصادية في انخفاض الأسعار مرة أخرى عام 2023، في ظل شكوك حول نمو الطلب على النفط وزيادة المعروض.

ومنذ بداية العام الجاري (2024)، تأرجحت أسعار النفط ما بين 76 دولارًا و83 دولارًا للبرميل، متأثرة بصفة خاصة بالتوترات الجيوسياسية المرتبطة بالحرب الدائرة في قطاع غزة وتخفيضات الإنتاج من تحالف أوبك+.

واستطلعت منصة "الطاقة" آراء نخبة من كبار الخبراء، بشأن توقعاتهم لأسعار النفط في الذكرى الثانية للغزو الروسي لأوكرانيا، ومدى تأثّرها بالمتغيرات على الساحتين السياسية والاقتصادية.

توقعات أسعار النفط في 2024

توقّع مدير خدمات النفط العالمية في شركة رايبدان إنرجي (Rapidan Energy)، كلاي سيغل، أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 80 دولارًا للبرميل في العام الجاري (2024).

ورأى سيغل أن تحالف أوبك+ سيحتاج إلى مواصلة خطّته لتخفيضات العرض من أجل منع تراكم المخزونات غير المرغوب فيها، مع نمو الطلب على النفط بنحو نصف معدل العام الماضي (2023) فقط، ومع إضافات العرض من خارج أوبك في أماكن، مثل البرازيل وغايانا والولايات المتحدة.

وقال -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة-: "إن المخاطر التي تهدد توقعاتنا تميل إلى الاتجاه الصعودي.. فالسوق لم تُسَعِّر مخاطر انقطاع الإمدادات الناجمة عن الصراع في الشرق الأوسط بشكل كافٍ".

وأضاف: "تؤثّر الاضطرابات في شحن النفط في البحر الأحمر -بالفعل- في أسعار النفط في أوروبا، ومن المحتمل أن يؤدي احتمال تورط إيران بشكل أكبر في القتال إلى تعريض ما يصل إلى 20 مليون برميل يوميًا من إمدادات الخليج العربي للخطر".

من جانبه، تمسَّك محلل السلع في بنك يو بي إس السويسري، جيوفاني ستانوفو، بتوقعات إيجابية متواضعة لأسعار النفط لعام 2024.

وقال -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة-: "نتطلع لارتفاع سعر خام برنت إلى 86 دولارًا للبرميل بحلول منتصف عام 2024، وتداوله عند 84 دولارًا للبرميل في نهاية العام".

وأرجع ستانوفو ذلك -في المقام الأول- إلى ارتفاع الطلب على النفط فوق اتجاه النمو العام (بنحو 1.4 مليون برميل يوميًا)، في الوقت الذي يتباطأ فيه نمو العرض من خارج أوبك+، ويمدّد التحالف تخفيضات الإنتاج حتى منتصف العام.

كما خفضت روسيا إنتاجها من النفط الخام إلى 9.5 مليون برميل يوميًا، تماشيًا مع اتفاق أوبك+ لخفض الإنتاج.

ورأى محلل أسواق النفط بالشرق الأوسط في منصة آرغوس ميديا المتخصصة في الطاقة، نادر إیتیّم، أن هناك شعورًا بأن السوق قد وضعت في الحسبان استمرار الحرب الروسية للعام الثالث.

محلل أسواق النفط بالشرق الأوسط في منصة آرغوس ميديا المتخصصة في الطاقة، نادر إیتیّم

وأوضح أن عدم اليقين المحيط بالطلب والنمو الاقتصادي هو الذي يُبقي أسعار النفط تحت السيطرة، مع تجاهل السوق للمخاوف المتعلقة بالعرض والهجمات المستمرة على الشحن في البحر الأحمر.

وتابع -في تصريحاته إلى منصة الطاقة- أنه ينبغي أن يكون العرض خارج أوبك+ كافيًا لتلبية الطلب على نمو النفط في العام الجاري (2024) والعام المقبل (2025)، متوقعًا أن يبلغ متوسط سعر خام برنت نحو 85 دولارًا للبرميل في العام الجاري.

تأثير ضعيف في أسعار النفط

توقّع المستشار والخبير بمجال الطاقة في سلطنة عمان، مدير عام التسويق بوزارة الطاقة والمعادن العمانية -سابقًا- علي بن عبدالله الريامي، أن تستمر أسعار النفط على ما هي عليه في الوقت الحاضر.

وشدد -في تصريحاته إلى منصة الطاقة- على أن الحرب الروسية على أوكرانيا أصبحت موضوعًا ثانويًا، ليس له تأثير كبير في الأسعار.

وأوضح أن الأنظار كلها موجهة إلى الشرق الأوسط، خاصةً فيما يتعلق بالحرب في قطاع غزة، ومدى اتّساع رقعة الحرب ودخول أطراف أخرى، فضلًا عن الأحداث في باب المندب واستهداف السفن والحاويات في البحر الأحمر من قبل الحوثيين.

وهو ما اتفقت عليه مؤسِّسة مركز "فاندا إنسايتس"، المعني بأسواق الطاقة فاندانا هاري، التي أكدت أنها لا ترى تأثيرًا كبيرًا لأوكرانيا، ما لم تُصعِّد كييف هجماتها على البنية التحتية النفطية الروسية، الأمر الذي من شأنه أن يعزز علاوة مخاطر العرض في النفط الخام.

وقالت هاري -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة-: "أتوقع أن تستجيب أسعار النفط بشكل رئيس للإشارات الاقتصادية العالمية وحرب غزة في العام الجاري (2024)".

مؤسِّسة مركز "فاندا إنسايتس"، المعني بأسواق الطاقة فاندانا هاري

الذكرى الثانية للغزو الروسي لأوكرانيا

قال كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة الدكتور أومود شوكري، إنه من المتوقع أن يشهد العام الثالث من الصراع الروسي في أوكرانيا تقلبات في أسعار النفط بسبب عدد من المتغيرات، مثل ديناميكيات العرض والطلب، وموقف السوق، والتطورات الجيوسياسية.

وأكد -في تصريحاته إلى منصة الطاقة- أن الصراع أثّر بشكل كبير في أسعار الخام، ما تسبَّب في تقلبات حادة وتغيير جذري في نمط الأسعار على المدى الطويل.

وقال أومود: "إن المسار المستقبلي لأسعار النفط في العام الثالث من الغزو الروسي لأوكرانيا ما يزال مجهولًا، ويخضع للفحص والمتابعة بشكل مستمر".

كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة الدكتور أومود شوكري

وشاركه الرأي الخبير في شؤون الطاقة والشرق الأوسط سيريل وودرشوفن، الذي توقّع أن تكون أسعار النفط في عام 2024 متقلبة للغاية، مع اتجاه تصاعدي كبير إذا حافظ تحالف أوبك+ على إستراتيجياته.

وقال: "في الوقت نفسه، كما نرى، ما يزال الطلب يتزايد، لذا سيزداد النقص في السوق، مع انخفاض واضح في التخزين في الأشهر المقبلة".

ويعود النقص الحالي في النمو بشكل رئيس إلى صيانة المصافي وإغلاقها، كما لا توجد أيّ تحركات حقيقية داخل أوبك لزيادة الكميات أو تحرك تصاعدي داخل النفط الصخري الأميركي لمواجهة الطلب المرتفع المحتمل.

وأضاف: "لا يمكننا رؤية أي حرب أسعار حقيقية قادمة في الوقت الحالي، فقد يكون الحدث الوحيد غير المتوقع هو انهيار تعاون أوبك+".

موقف أوبك+ وأميركا

من جانبه، أشار الخبير الإستراتيجي في مجال الطاقة شعيب بوطمين إلى أن سوق النفط ما تزال تواجه ضغوطًا كبيرة، نظرًا للوضع الاقتصادي والمالي الحرج الدي تمرّ به أغلبية الدول الكبرى.

وقال: "يجب أن نتذكر دومًا أن العالم يشهد حربين على التوازي الأولى في أوكرانيا والأخرى في فلسطين، ما تسبَّب في استنزاف للموارد البشرية والمالية".

وتابع: "نشهد اليوم تخمة في المعروض، وهذا ما أدى إلى تراجع أسعار النفط نوعًا ما، على الرغم من القرارات الاحترازية التي اتخذها تحالف أوبك+".

فهناك التخفيضات الطوعية التي تبلغ 2.2 مليون برميل يوميًا حتى الربع الأول من 2024، كما أن هناك تخفيضات جماعية تبلغ 3.66 مليون برميل يوميًا، وهي مقررة حتى نهاية العام.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تخفيضات الإنتاج الطوعية لـ7 من دول أوبك+:

تفاصيل تخفيضات الإنتاج الطوعية لـ7 من دول أوبك+

وعلى الرغم من كل هذا السحب الكبير من السوق، لم تعد أسعار النفط الى المستويات السابقة، لأن تباطؤ النمو في الصين والاتحاد الأوروبي بمثابة قوة عكسية، وما تزال ألمانيا (أكبر اقتصاد في أوروبا) تعيش أحلك ظروفها الاقتصادية، إذ تعاني من ركود اقتصادي قد يمتدّ لسنة أخرى.

وعلى الرغم من التصعيد اليومي في البحر الأحمر، وحتى هجوم أوكرانيا على المنشآت النفطية داخل روسيا، لم تأخد أسعار النفط منحنى تصاعديًا كبيرًا، إذ تتأرجح فقط ببعض الدولارات بين 76 و83 دولارًا.

في ظل هذه الظروف الاقتصادية، لا يتوقع "بوطمين" زيادة في الطلب في الأشهر القليلة المقبلة، إذ إن الإدارة الأميركية تفعل كل ما في وسعها لإبقاء سعر النفط منخفضًا، لكي تتمكن من الملء التدريجي للمخزون الإستراتيجي من جهة، والحفاظ على أسعار نفط منخفضة تمهيدًا للانتخابات من جهة أخرى.

وفي حالة توقُّف الصراع داخل الأراضي الفلسطينية، توقَّع الخبير الإستراتيجي أن تنخفض أسعار النفط تحت 75 دولارًا، وهذا ما تحبّذه إدارة بايدن، ولكنها قد تريده لأشهر قليلة فقط قبل الانتخابات، لأن بقاء الأسعار منخفضة لمدة طويلة سيزيد من الاستهلاك، وقد يرفع الأسعار تزامنًا مع توجّه الناخبين إلى الاقتراع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق