أخبار الكهرباءرئيسيةكهرباء

مشروع المغرب لأطول خط كهرباء بحري في العالم يستعد لبدء الإنشاء

لنقل كهرباء الطاقة المتجددة في المغرب إلى بريطانيا

سامر أبو وردة

من المنتظر البدء في تصنيع أطول خط كهرباء بحري في العالم، الذي من المقرر أن ينقل الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة في المغرب إلى بريطانيا، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك حسبما حددت الشركة المطورة للمشروع في وقت سابق.

وحدّدت شركة إكس لينكس (Xlinks First Limited) مُطورة المشروع، الأشهر الـ4 الأولى من العام الجاري (2024)، موعدًا لبدء تصنيع الخطوط التي ستمتد تحت البحر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضحت الشركة البريطانية أن أطول خط كهرباء بحري في العالم سيكون مرتبطًا بمشروعات الطاقة المتجددة في المغرب، لا سيما محطات الطاقة الشمسية والرياح.

وبموجب الاتفاق بين الجانبين، سيزوّد أطول خط كهرباء بحري في العالم بريطانيا بنحو 3.6 غيغاواط من الكهرباء المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة في المغرب.

ومن شأن هذه القدرات أن توفر الكهرباء النظيفة لأكثر من 7 ملايين منزل بحلول عام (2030)، بالإضافة إلى تغطية نحو 8% من الطلب على الكهرباء في المملكة المتحدة.

التفاصيل التقنية لأطول خط كهرباء بحري

يُعدّ مشروع أطول خط كهرباء بحري في العالم الأول من نوعه لنقل الكهرباء المُولَّدة من مصادر الطاقة المتجددة في المغرب عن طريق 7 خطوط، عبر مسافات طويلة، وتصديرها عبر الحدود.

وتتضمن أولى مراحل المشروع، المقررة مطلع عام 2027، مدّ 4 خطوط تحت سطح البحر بطول 3 آلاف و800 كيلومتر، لربط مزرعة ضخمة للطاقة المتجددة في الصحراء المغربية مع مدينة ديفون، جنوب غرب المملكة المتحدة.

ويمتد المشروع لمسافة تصل إلى 1400 كيلومتر في منطقة كلميم واد نون في المغرب، إذ ستدخل الخطوط الـ3 المتبقية، في عام 2029، من ألفيرديسكوت في شمال “ديفون” ببريطانيا لتعبر خليج بسكاي نحو كلميم في المغرب.

ومن المقرر جمع الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة في المغرب، إذ ستُوَلَّد الكهرباء في منطقة "كلميم واد نون" عبر محطة لتوليد الكهرباء من طاقتي الشمس والرياح بقدرة 10.5 غيغاواط، ومرافق لبطاريات التخزين بسعة 20 غيغاواط.

خط ربط كهرباء بحري
خط ربط كهرباء بحري - الصورة من إنرجي فويس

وعيّنت شركة إكس لينكس، فيغار سيرتفيت لارسن، مديرًا تنفيذيًا للتكنولوجيا، ليكون المشرف المباشر على تصنيع الخطوط البحرية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وستشرف شركة إكس إل سي سي (XLCC) -وهي شركة تابعة لشركة إكس لينكس- على بناء مصنع الخطوط الـ4 ذات التيار العالي، وفقًا لصحيفة إلكتريك "Electric" المتخصصة في أخبار الطاقة.

ومن المتوقع أن يوفر المشروع ما يزيد على 10 آلاف فرصة عمل في المغرب، بما في ذلك 2000 وظيفة دائمة، في حين سيوفر مصنع الخطوط الكهربائية الخاص بالمشروع نحو 900 فرصة عمل دائمة.

تمويل المشروع

يُقدَّر إجمالي تكلفة أطول خط كهرباء بحري في العالم بنحو 27 مليار دولار، وتصل تكلفة تصنيع الخطوط البحرية إلى قرابة 1.4 مليار جنيه إسترليني (1.7 مليار دولار).

وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلنت شركة توتال إنرجي (TotalEnergies) الفرنسية استثمار 20 مليون جنيه إسترليني (25.40 مليون دولار) للاستحواذ على حصة أقلية في شركة إكس لينكس فيرست ليمتد، التي تأسست عام 2019.

وأيضًا، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تعهدت مؤسسة سكوتيش إنتربرايز (Scottish Enterprise)، المملوكة للحكومة الإسكتلندية، بتخصيص 9 ملايين جنيه إسترليني (11.15 مليون دولار أميركي) لإعادة توظيف محطة هنترسون النووية، وتحويلها إلى مصنع للكابلات ذات التيار العالي، اللازم لمشروع خط الكهرباء البحري في العالم الرابط بين المغرب وبريطانيا.

وفي أبريل/نيسان 2023، أعلنت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة"، ومجموعة أوكتوبس إنرجي البريطانية، استثمار 30 مليون جنيه إسترليني (37.36 مليون دولار) في مشروع أطول خط كهرباء بحري في العالم، بواقع 25 مليون جنيه إسترليني (31.22 مليون دولار) و5 ملايين جنيه (6.24 مليون دولار) على الترتيب، وفق بيان إفصاح للشركة الإماراتية اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

* الجنيه الإسترليني يعادل 1.26 دولارًا أميركيًا.

الطاقة المتجددة في المغرب

تتزايد معدلات إنجاز مشروعات الطاقة المتجددة في المغرب، الذي يستهدف التحول إلى مصدّر عالمي للطاقة، ويخطط لأن يُصبح بين اقتصادات البلدان منخفضة الكربون، خلال العقود المقبلة.

ويتصدّر المغرب دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط الأكثر نموًا في مشروعات الطاقة المتجددة، إذ من المُخطط رفع إسهام هذه الطاقة النظيفة إلى 52% في مزيج الكهرباء الوطني بحلول 2030.

وتستهدف الخطة الاستشرافية للعاهل المغربي الملك محمد السادس إحداث نقلة كبيرة في قطاع الطاقة المتجددة في المغرب لمواكبة التحولات العالمية للطاقات المتجددة.

الطاقة المتجددة في المغرب

ويُعَدّ الامتداد الساحلي الكبير والمناخ المشمس في المغرب من المقومات التي توفر إمكانات كبيرة لإنتاج الكهرباء النظيفة المولدة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

ويدعم مشروع أطول خط كهرباء بحري في العالم تحقيق الحياد الكربوني في بريطانيا، لذا تُعدّ الرباط شريكا مهمّا للمملكة المتحدة في تحقيق هذا الهدف بالنظر إلى إمكانات الطاقة المتجددة في المغرب، ويتيح له قربه من أوروبا أن يصبح مصدرًا رئيسًا للطاقة النظيفة في الاتحاد الأوروبي، وفق ما ذكرته صحيفة إنرجيا أولتر الإيطالية "Energia Oltre".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق