التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

أكبر شركة طاقة شمسية في العالم تحذر من استبعاد الصين.. ما القصة؟

سامر أبو وردة

وجّهت أكبر شركة طاقة شمسية في العالم تحذيرًا إلى أوروبا والولايات المتحدة من مخاطر قد تعوق تحقيق أهدافهما في التحول الطاقي، في حال استبعاد الشركات الصينية من سلاسل توريد الطاقة المتجددة الخاصة بهما.

وكثيرًا ما عبّر الساسة وقادة الصناعة الغربيون عن مخاوف أمنية بشأن استعمال المكونات المُصنّعة في الصين بالبنية التحتية الحيوية، فضلًا عن دعواتهم إلى مزيد من التنوع بالعرض، في ظل وفرة الواردات الصينية، بحسب تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتُنتج الصين أكثر من 80% من الإنتاج العالمي من مكونات تصنيع الطاقة الشمسية، وتُهيمن شركة لونغي، أكبر شركة طاقة شمسية في العالم، على نحو 20% من السوق العالمية للوحدات الكهروضوئية.

تداعيات استبعاد الواردات الصينية

قال نائب رئيس شركة لونغي غرين إنرجي تكنولوجي "longi green energy technology" أكبر شركة طاقة شمسية في العالم، دينيس شي، إن الدول الغربية سوف تُبطئ -على الأقل- تحولها بعيدًا عن الوقود الأحفوري إذا خفّضت إمدادات الطاقة الشمسية الصينية.

الطاقة الشمسية في الصين

وتزداد المخاوف الغربية من ارتفاع القدرات التصنيعية الصينية، الذي تحقّق نتيجة الدعم الذي تقدّمه بكين، منذ عقود، لصناعات التكنولوجيا النظيفة، التي تشمل، أيضًا، طاقة الرياح والبطاريات والسيارات الكهربائية.

وترى الولايات المتحدة وأوروبا أن القدرات التصنيعية الصينية قد تعززت بمستوى يتجاوز المطلوب لتلبية احتياجات الطلب الصيني المحلي، وأن المصانع الصينية -في الوقت الحالي- تغمر الأسواق العالمية بالصادرات، وهو ما أدى إلى ممارسات تجارية غير عادلة، وفق ما أوردته فايننشال تايمز.

وتُنتج أوروبا أقل من 3% من الألواح الشمسية اللازمة لتحقيق هدفها المتمثل في الحصول على 42.5% من الطاقة المولدة من مصادر متجددة بحلول عام 2030.

وفي يناير/كانون الثاني 2024، طالب أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بمجلس الشيوخ الأميركي الرئيس جو بايدن، بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الطاقة الشمسية الصينية.

ويرى أعضاء مجلس الشيوخ أن المنتجات المدعومة بشدة تضر بجهود إعادة توطين التصنيع المحلي، وأن الطاقة الفائضة لدى الصين تشكل تهديدًا وجوديًا لأمن الطاقة الأميركي.

ونجحت صناعة الطاقة الشمسية في الصين، على مدى السنوات الـ15 الماضية، في تفادي الخضوع للتعرفات الجمركية من أوروبا والولايات المتحدة.

وأشار نائب رئيس أكبر شركة طاقة شمسية في العالم، إلى أن تكلفة الألواح الشمسية المنتجة دون مشاركة الصين ستكون مضاعفة في دولة مثل الولايات المتحدة.

تفوّق صيني

ضخّت بكين، خلال عام 2023، استثمارات في صناعة الطاقة الشمسية تجاوزت قيمتها 130 مليار دولار.

وقالت شركة وود ماكنزي، وهي شركة استشارية في مجال الطاقة، إن الصين ستستمر في قيادة تكنولوجيا الطاقة الشمسية والسيطرة على أكثر من ثلاثة أرباع الطاقة الشمسية في العالم من البولي سيليكون والرقائق والخلايا والوحدات، لـ3 سنوات مقبلة على الأقل.

وخلال عام 2023، انخفضت تكاليف إنتاج الطاقة الشمسية في الصين مدفوعة جزئيًا بانخفاض تكاليف المواد وزيادة العرض، إلى نحو 15 سنتًا/واط بنسبة انخفاض تخطت 40%، مقارنة بـ30 سنتًا في أوروبا، و40 سنتًا في الولايات المتحدة، وفقا لشركة وود ماكنزي.

الطاقة الشمسية في الصين

إستراتيجية الصين في الوصول للعملاء

تعاطت الصين مع سياسة الحماية الغربية، بتحويل الإنتاج إلى جنوب شرق آسيا، والعمل على توسيع بصمتها التصنيعية بالقرب من العملاء في الخارج؛ بما في ذلك بالولايات المتحدة.

وترى الولايات المتحدة أن محاولات تحويل الإنتاج إلى جنوب شرق آسيا هي وسيلة للالتفاف على القيود، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا الإطار، أُدينت بعض الشركات في الولايات المتحدة، ومنها شركة تابعة لشركة لونغي، أكبر شركة طاقة شمسية في العالم، باستعمال التصنيع الأجنبي للتحايل على التعرفات الجمركية على المكونات المصنوعة في الصين.

خطط شركة لونغي

تُصنّع شركة لونغي، أكبر شركة طاقة شمسية في العالم، معظم منتجاتها في الصين، كما أن لديها أيضًا مصانع في فيتنام وماليزيا، وتُخطط لإنشاء مصنع جديد في الهند.

وتعمل أكبر شركة طاقة شمسية في العالم بالعديد من البلدان من خلال شركاء محليين؛ للحد من تفاقم المخاطر الجيوسياسية؛ بما فيها الولايات المتحدة؛ إذ أنشأت مشروعًا مشتركًا مع شركة إنفنرجي في أوهايو.

كما تُجري أكبر شركة طاقة شمسية في العالم محادثات لدخول سوق المملكة العربية السعودية من خلال شريك محلي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

يختلف الأمر بالنسبة لدول جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا؛ إذ تعمل لونغي على زيادة الصادرات من الصين؛ خدمةً للاقتصادات النامية؛ إذ يعيش نحو مليار شخص في العالم دون كهرباء.

ورغم انخفاض معدل استعمال المصنع الحالي لأكبر شركة طاقة شمسية في العالم إلى ما بين 70 و80% وسط التضخم؛ فإنه يُتوقع أن يُسهم توحيد الصناعة ونمو الطلب، خلال السنوات القليلة المقبلة، في اكتساب حصة بالسوق وتحسين الربحية.

وقالت وود ماكنزي: "الجميع ينزفون في هذه اللحظة، وسوف يختفي اللاعبون الصغار، أو اللاعبون الجدد من الصناعات الأخرى، من السوق"

وتابعت: "شركات المستوى الثاني والثالث، ومعظم الشركات، معرّضة للخطر في الواقع، إن اللاعبين ذوي الحجم الكافي مثل لونغي، هم وحدهم المرجح أن يبقوا على قيد الحياة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق