التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةعاجلغازوحدة أبحاث الطاقة

نصف إمدادات الغاز المسال العالمية قد يأتي من أميركا والشرق الأوسط بحلول 2030

وحدة أبحاث الطاقة- أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • أميركا والشرق الأوسط قد يستحوذان على نصف إمدادات الغاز المسال.
  • أميركا تشكل نحو 70% من واردات الغاز المسال الأوروبية في 2022.
  • قطر تقود زيادة صادرات الدول العربية من الغاز المسال في 2022.
  • توقعات بانخفاض إمدادات الغاز المسال العالمية بعد 2030.

أظهرت الحرب الروسية الأوكرانية مدى أهمية الولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط، بصفتهما مراكز عالمية رئيسة في إمدادات الغاز المسال.

وتتوقع شركة النفط البريطانية بي بي، في تقرير حديث، أن تمثل صادرات الغاز المسال القادمة من دول منطقة الشرق الأوسط والولايات المتحدة، نصف الإمدادات العالمية لذلك الوقود الأحفوري بحلول عام 2030، أو ما يعادل 400 مليار متر مكعب تقريبًا (11331 مليار قدم مكعبة)، مقارنة بنحو الثلث في عام 2019.

وأشار التقرير -الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- إلى أن تلبية زيادة الطلب العالمي على الغاز المسال حتى عام 2030 ستكون من خلال الشحنات القادمة من قطر والولايات المتحدة.

صادرات الغاز المسال في 2022

شهدت إمدادات الغاز المسال العالمية قفزة قوية، خلال العام الماضي (2022)، بقيادة الولايات المتحدة؛ لتلبية الطلب الأوروبي المتزايد، مع تداعيات غزو أوكرانيا على واردات القارة العجوزة من خطوط الأنابيب الروسية.

واستقبلت أوروبا 69% أو 7.2 مليار قدم مكعبة يوميًا من صادرات الغاز المسال الأميركية، خلال العام الماضي، مقابل 35% أو 3.3 مليار قدم مكعبة يوميًا في 2021، وفق تقديرات شركة البيانات العالمية ريفينيتيف، التي نقلتها وكالة رويترز.

وفي عام 2022، ارتفعت صادرات الولايات المتحدة من الغاز المسال بنسبة 8% إلى 10.6 مليار قدم مكعبة يوميًا، لتأتي في المرتبة الثانية عالميًا بفارق ضئيل عن أستراليا، التي صدرت 10.7 مليار قدم مكعبة يوميًا، بينما حلّت قطر في المركز الثالث بنحو 10.5 مليار قدم مكعبة يوميًا، وفقًا لمزود البيانات ريفينيتيف.

وأدّى تعطل إمدادات الغاز المسال في محطة فريبورت الأميركية -بعدما شهدت حريقًا خلال يونيو/حزيران 2022- إلى خفض صادرات الولايات المتحدة بنحو ملياري قدم مكعبة يوميًا.

وبالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط؛ فإنها تعمل على تعزيز إمدادات الغاز المسال العالمية، للاستفادة من الطلب المتزايد؛ حيث قادت قطر وسلطنة عمان ومصر صادرات الدول العربية، لتسجّل 84.4 مليون طن خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2022، وفق أحدث بيانات متاحة من منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك".

انخفاض الصادرات بعد 2030

إمدادات الغاز المسال عالميًا ستأتي من الشرق الأوسط وأميركا
سفينة غاز مسال - أرشيفية

رغم ذلك؛ تتوقع سيناريوهات تحول الطاقة والحياد الكربوني، التي يستعرضها التقرير، انخفاض صادرات الولايات المتحدة من الغاز المسال بأكثر من النصف بين عامي 2030 و2050، بفعل المنافسة وارتفاع تكاليف نقل إمدادات أميركا إلى الدول المستوردة في آسيا مقارنة بالواردات القادمة من الشرق الأوسط وأفريقيا.

كما تتوقع شركة النفط البريطانية بي بي، انخفاض صادرات أستراليا بعد عام 2030، في جميع السيناريوهات، مرجعة ذلك -أيضًا- إلى ارتفاع التكاليف مع القيود على إنتاج الغاز.

وعلى صعيد صادرات روسيا من الغاز المسال، يرى التقرير أنها ستتأثر حتى عام 2030 بالقيود المفروضة على موسكو بعد غزو أوكرانيا، لكن في الوقت نفسه، من المرجّح تراجع هذه القيود تدريجيًا بعد ذلك؛ ما يسمح بارتفاع إمدادات الغاز المسال الروسية لأكثر من الضعف بحلول عام 2050، اعتمادًا على السياسات الحالية.

أمّا في سيناريو الحياد الكربوني بحلول 2050؛ فمن المتوقع انخفاض الطلب العالمي على الغاز المسال بعد عام 2030؛ ما يعني أن إمدادات الغاز المسال الروسية لن تكون لديها فرصة للتعافي حتى مع تخفيف العقوبات.

تجارة الغاز المسال

وفق التقرير؛ فإن تجارة الغاز الطبيعي المسال ستواصل النمو بقوة على المدى القريب، لكن هناك حالة من عدم اليقين بعد عام 2030.

وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال قد زادت بنسبة 5% في 2022، مدعومة بزيادة واردات أوروبا وارتفاع المعروض من الولايات المتحدة وقطر.

ويرصد الرسم التالي واردات الغاز المسال وصادراته حسب المنطقة، وفق وكالة الطاقة الدولية:

واردات الغاز المسال وصادراته حسب المنطقة

من جانبها، توضح بي بي أن الطلب على الغاز الطبيعي سيواصل النمو في الأسواق الناشئة بعد عام 2030، وفي المقابل، سيكون هناك انخفاض في واردات الأسواق المتقدمة مع انتقالها إلى مصادر طاقة منخفضة الكربون؛ ما يعني وجود اتجاهين متعارضين يحددان مصير سوق الغاز.

وترى الشركة البريطانية أن جزءًا كبيرًا من نمو إمدادات الغاز المسال عالميًا، سيكون مدفوعًا بزيادة الطلب على الغاز من دول آسيا بقيادة الصين والهند، مع ابتعادها عن الفحم.

ومن المرجّح أن تمثل واردات الغاز الطبيعي المسال ما يتراوح بين 65% و75% من الطلب المتزايد على الغاز في آسيا حتى عام 2030.

ومن المتوقع -أيضًا- ارتفاع واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال حتى عام 2030، مع انخفاض وارداتها من الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب.

وبحسب التقرير؛ يُتوقع أن تتجه الأسواق الآسيوية والأوروبية والصين بعد عام 2030 إلى التحول بعيدًا عن الغاز الطبيعي في إطار جهود خفض الانبعاثات الكربونية.

وبصفة عامة، من المتوقع أن تتسارع وتيرة تراجع الطلب على الغاز الطبيعي بعد عام 2030، نتيجة الانخفاض المستمر من الدول المتقدمة، مع هبوط استهلاك الصين والشرق الأوسط مدفوعًا بالنمو السريع للطاقة المتجددة، وذلك في سيناريوهات تحول الطاقة والحياد الكربوني.

ووفقًا للتقرير؛ فإن اتجاه بعض الدول إلى إنتاج الهيدروجين الأزرق سيُعوض جرئيًا انخفاض الطلب على الغاز الطبيعي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق