تقارير الغازرئيسيةروسيا وأوكرانياعاجلغاز

صادرات الغاز الجزائري إلى أوروبا تنخفض في عام 2022

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • شهدت الجزائر زيادة في حصتها من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز.
  • تعكس واردات إسبانيا من الغاز الجزائري في عام 2022 صورة مختلطة .
  • علاقات الطاقة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر تعززت منذ اندلاع الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
  • إسبانيا تنفرد بأكثر من ثلث سعة تخزين الغاز الطبيعي المسال في الاتحاد الأوروبي.

سجّلت صادرات الغاز الجزائري إلى أوروبا نحو 12% من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز في العام المنصرم (2022)، ارتفاعًا ممّا يقارب 10% عن عام 2021، وذلك في ظل سعي دول أوربية إلى تعويض النقص الحاصل؛ جرّاء انخفاض إمدادات الغاز الروسي إلى القارة العجوز العام الماضي،

ورغم ذلك، فقد تراجعت كمية تدفقات الغاز من الجزائر إلى أوروبا بنحو 6 مليارات متر مكعب في عام 2022، لتصل إلى إجمالي 44 مليار متر مكعب العام الماضي، وفقًا لبيانات منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).

وعُوِّضَ انخفاض صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى القارة وتراجع النقل إلى إسبانيا جزئيًا فقط من خلال علاقات الطاقة المزدهرة بين الجزائر وإيطاليا، حسب بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ونتيجة لسعي أوروبا المستمر لخفض واردات الغاز الروسي، تعززت علاقات الطاقة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر -أكبر مصدّر للغاز في أفريقيا- منذ الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

تجدر الإشارة إلى أن الجزائر تنتج نحو 100 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، لكنها تستهلك نحو نصف إنتاجها محليًا، وفقًا لبيانات شركة النفط والغاز الحكومية سوناطراك.

وتتزايد أهمية الجزائر بالنسبة إلى روما يومًا بعد آخر، إذ أجرت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني زيارة إلى الجزائر العاصمة الأسبوع الماضي، برفقة الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة "إيني" كلاوديو ديسكالزي.

فقد جدّدت رئيسة الوزراء الإيطالية تأكيد أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين في تصريحاتها الرسمية، ومواصلة النهج الذي اتّبعه سلفها ماريو دراغي.

ووقّعت شركة إيني مذكرتَي تعاون وشراكة إستراتيجيتين مع سوناطراك في 23 يناير/كانون الثاني، لتوطيد التعاون في المشروعات المشتركة المستقبلية المتعلقة بإمدادات الطاقة وإزالة الكربون وانتقال الطاقة، وفقًا لبيان الشركة.

وأظهرت بيانات ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس أن الصادرات الإجمالية إلى إيطاليا عبر خط أنابيب ترانسميد -بسعة تقنية تصل إلى 35 مليار متر مكعب سنويًا- بلغت 22 مليار متر مكعب في عام 2022، ارتفاعًا من 20 مليار متر مكعب في عام 2021.

في المقابل، تظل صادرات خطوط الأنابيب، بالنسبة للجزائر، محور التركيز الرئيس، وفي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، أعلنت الحكومة الجزائرية أن البلاد ستعيد النظر في جدوى بناء خط أنابيب الغاز الجزائر- سردينيا "غالسي".

ويتوقع محللون أن ينقل خط الأنابيب المقترح فائضًا من الغاز، ويتحول إلى المزيد من تصدير الهيدروجين والأمونيا عند نضوج السوق، وفقًا لوزير الطاقة والتعدين الجزائري محمد عرقاب.

تدفقات الغاز الجزائري إلى إسبانيا

تعكس واردات إسبانيا من الغاز الجزائري في عام 2022 صورة مختلطة وعلاقة تجارية معقدة بين البلدين، في السنوات الأخيرة.

صادرات الغاز الجزائري إلى أوروبا
محطة إيناغاز لإعادة تغويز الغاز المسال في ميناء برشلونة الإسباني – الصورة من وكالة الصحافة الفرنسية

في يونيو/حزيران 2022، اختارت الجزائر تعليق معاهدة صداقة عمرها عقدان، وجمّدت العديد من الخدمات المصرفية من إسبانيا وإليها، بسبب تراجعها عن موقفها الحيادي في نزاع الصحراء الغربية.

وخلال العام المنصرم، بلغ إجمالي صادرات الغاز الجزائري عبر خط أنابيب ميدغاز -وهو طريق النقل الوحيد للغاز الجزائري الذي يصل إلى إسبانيا بعد تعليق خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي عبر المغرب- 9 مليارات متر مكعب.

ومثّل ذلك زيادة أقلّ بقليل من 8 مليارات متر مكعب في العام السابق، وفقًا لما نشرت منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights) في 31 يناير/كانون الثاني الماضي.

وأظهرت بيانات المنصة أنه بسبب إغلاق خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي في أواخر عام 2021، الذي شهد أقلّ بقليل من 6 مليارات متر مكعب من تدفّق الغاز الإضافي إلى إسبانيا، انخفض إجمالي صادرات الغاز الجزائري إلى إسبانيا بأكثر من 35% في عام 2022، مقارنة بالعام السابق.

وأفادت شركة ناتورغي (أكبر مستورد للغاز في إسبانيا)، في 6 أكتوبر/تشرين الأول، أنها توصلت إلى اتفاق مع شركة سوناطراك الجزائرية بشأن تعديل شروط التسعير لعقود توريد الغاز طويلة الأجل، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضحت ناتورغي أن شروط التسعير المعدلة، التي لم يُكشَف عنها، ستطبَّق بأثر رجعي على الكميات المورّدة لكامل عام 2022، وتأخذ في الحسبان "ظروف السوق".

وقالت، إن الشركتين تواصلان المفاوضات بشأن الأسعار التعاقدية المطبّقة بدءًا من 1 يناير/كانون الثاني 2023.

وقالت ناتورغي، إن العقود التي يغطيها تعديل الأسعار وُقِّعَت منذ أكثر من 20 عامًا، وتغطي أحجامًا تبلغ 5 مليار متر مكعب سنويًا، حتى عام 2030، مع التزام الطرفين تعاقديًا بالحجم.

تمتلك سوناطراك 4% من أسهم ناتورغي، وتشترك الشركتان في ملكية خط أنابيب ميدغاز الذي يربط الجزائر وإسبانيا.

انتعاش صادرات الغاز الطبيعي المسال

على صعيد الغاز الطبيعي المسال، تتصدر إسبانيا سعة الاستيراد الأوروبية، إذ تفتخر بـ6 محطات استيراد في جميع أنحاء البلاد، وأكثر من ثلث سعة تخزين الغاز الطبيعي المسال في الاتحاد الأوروبي.

في العام الماضي، عززت إسبانيا علاقاتها مع مصدّري الغاز الطبيعي المسال العالميين الرؤساء.

واستوعبت إسبانيا جزءًا كبيرًا من الإمدادات الأميركية، بينما بلغ إجمالي واردات الغاز الطبيعي المسال أقلّ بقليل من 73% من إجمالي إمدادات الغاز الإسبانية في ديسمبر/كانون الأول 2022، وفقًا لبيانات من مشغّل نظام النقل الإسباني إيناغاز.

وكانت صادرات الغاز الطبيعي المسال الجزائرية إلى أوروبا عاملًا مساهمًا، إذ وصلت إلى ما مجموعه نحو 13 مليار متر مكعب في عام 2022، لكنها انخفضت أقلّ بقليل من 17 مليار متر مكعب في عام 2021.

وشُحِنَت معظم الصادرات إلى فرنسا خلال تلك المدة، وبلغ إجماليها نحو 4.4 مليار متر مكعب في عام 2022، بانخفاض من نحو 5 مليارات متر مكعب في العام السابق.

وشكّلت صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى إسبانيا نحو 500 مليون متر مكعب من الإجمالي في عام 2022، وانخفضت من نحو 2.1 مليار متر مكعب في عام 2021.

وبلغ إجمالي الصادرات إلى إيطاليا 1.5 مليار متر مكعب في العام الماضي، ارتفاعًا من نحو 1.3 مليار متر مكعب خلال المدة نفسها، وفقًا للبيانات.

علاوةً على ذلك، اقتربت صادرات إجمالي الجزائر من الغاز الطبيعي المسال في عام 2022، بما في ذلك الأسواق خارج أوروبا، من 14.5 مليار متر مكعب.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق