كهرباءأخبار منوعةتقارير الكهرباءرئيسيةعاجلمنوعات

خطة أسترالية لإغلاق محطات الفحم خلال 10 سنوات

داليا الهمشري

في خطوة طال انتظارها من ثاني أكبر مُصدّر للفحم في العالم، قررت أستراليا العمل جدّيًا على الوفاء بتعهداتها المناخية من خلال خطة طموحة للتخلّي التدريجي عن الفحم.

وأعلنت أستراليا إغلاق محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم في كلٍّ من نيو ساوث ويلز وفيكتوريا خلال السنوات الـ10 المقبلة، وفقًا لأحدث خطط مشغّل سوق الطاقة الأسترالي، والتي تتطلع لإيقاف 60% من محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالوقود الأحفوري بحلول عام 2030.

ويدير مشغّل سوق الطاقة الأسترالي (اي إي إم أو) نظام الكهرباء في جميع أنحاء البلاد، واستغرق الشهور الـ18 الماضية في استشارة 1500 من أصحاب المصلحة حول الشكل الذي ستبدو عليه شبكة الطاقة حتى عام 2050.

التخلي التدريجي عن الفحم

قدّم مشغّل سوق الطاقة 4 سيناريوهات محتملة لصناعة الطاقة والمستثمرين، وتوصّل إلى نتيجة -من خلال "إجماع قوي"- تفترض خروج 14 غيغاواط من الكهرباء المولّدة من الفحم من سوق الكهرباء الوطنية بحلول عام 2030 -وهو سيناريو يُطلق عليه نموذج "التغيير التدريجي"- مع خروج نهائي للفحم بحلول عام 2043.

وتمثّل 14 غيغاواط القدرة المشتركة لمحطات نيو ساوث ويلز الـ5، ومحطات فيكتوريا الـ3، وهذا يعني إنهاء استخدام الفحم بصورة أسرع بكثير من الخطط التي قدّمها مشغّلو محطات الفحم الأخرى إلى مشغّل سوق الطاقة الأسترالي، بإغلاق 5 غيغاواط فقط من القدرة القائمة على الفحم بحلول عام 2030.

ويُظهر سيناريو التغيير التدريجي لمشغّل سوق الطاقة الأسترالي بدء عمليات إغلاق المحطات العاملة بالفحم بسرعة أكبر حتى مما كانت عليه في ظل السياسات المناخية المتطورة لكلا الحزبين السياسيين الرئيسين.

الطاقة الكهرومائية في أستراليا

الكهرباء النظيفة أرخص

تعتمد سياسات الحكومة وحزب العمال على إغلاق محطات الفحم بسرعة للوفاء بتعهداتهم بخفض مستويات انبعاثات الاحتباس الحراري، مع توقعات بخفض توليد الكهرباء من الوقود كثيف الكربون ​​بمقدار 11 غيغاواط من سعته الحالية البالغة 25 غيغاواط بحلول عام 2030.

بينما أصبح الفحم غير قادر على المنافسة تجاريًا بسبب انتشار الكهرباء الرخيصة المولّدة من مزارع الرياح والمحطات الشمسية، والتي أغرقت سوق الطاقة، حسب موقع سيدني مورنينغ هيرالد.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمشغّل سوق الطاقة الأسترالي، دانييل ويسترمان: "إن سيناريو التغيير التدريجي فاق التوقعات السابقة، ولكن النموذج أظهر أن الانتقال يمكن أن يمضي بسلاسة مع زيادة كبيرة في القدرة القابلة للتوزيع للاستعداد عندما تكون الشبكة خالية تمامًا من الفحم".

وتُولّد مزارع الرياح والطاقة الشمسية إمدادات متقطعة من الكهرباء للشبكة والاحتياجات الاحتياطية، والمعروفة باسم الطاقة القابلة للتوزيع، لملء الفجوات عندما لا تشرق الشمس أو لا تهبّ الرياح.

خفض الانبعاثات

أفاد مشغّل سوق الطاقة الأسترالي أن نموذج التغيير التدريجي من الفحم يظهر الحاجة إلى 9 غيغاواط من الكهرباء التي تعمل بالغاز، و620 غيغاواط/ساعة إضافية من البطارية أو الطاقة الكهرومائية.

وأوضح أن استثمار 12.5 مليار دولار لبناء شبكة خالية من الفحم في المستقبل، والتي تحتاج إلى المزيد من خطوط الكهرباء عالية الجهد لربط مجموعة واسعة من مزارع الرياح والطاقة الشمسية الجديدة، والبطاريات، والغاز، وأصول الطاقة الكهرومائية، سيوفر 29 مليار دولار في صافي استثمارات السوق.

و"سيوفر هذا التحول بكفاءة كهرباء آمنة وموثوقة وبأسعار معقولة مع الإسهام بشكل كبير في أهداف خفض الانبعاثات الوطنية"، حسب ويسترمان.

كما أظهر نموذج التغيير التدريجي أن كمية الكهرباء عبر شبكة الطاقة ستتضاعف تقريبًا بحلول عام 2050 من 180 إلى 330 تيراواط/ساعة، إذ ستُستبدل المركبات الكهربائية بالسيارات التي تعمل بالبنزين والديزل، وستُحوَّل العمليات الصناعية التي تعمل بالغاز إلى الكهرباء.

ناشطة أسترالية تتظاهر على شريط السكك الحديدة لوقف عبور قطارات الفحم في أستراليا - الصورة من موقع جماعة بلوك ايد
ناشطة أسترالية تتظاهر على شريط السكك الحديدة لوقف عبور قطارات الفحم في أستراليا - الصورة من موقع جماعة بلوك إيد

نمو الطاقة المتجددة

أبرز مجلس المناخ -في تحليل مستقل صدر يوم الخميس- نمو الطاقة المتجددة بشكل سريع، وأنها شكّلت أكثر من ثلث سوق الكهرباء الوطنية هذا الربيع بزيادة 20% عن الوقت نفسه من العام السابق.

وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد كشفت -مطلع الشهر الجاري- عن تقرير استخباراتي عمره 40 عامًا يحذّر من تغيّر المناخ، وتبعات ذلك على صناعة الفحم في أستراليا، وهي ثاني أكبر مُصدّر له في العالم.

ورجّح التقرير الذي أجراه مكتب الاستخبارات الأسترالي عام 1981 أن استمرار الممارسات البشرية في الأنشطة الاقتصادية على هذا النحو -قبل 40 عامًا- سيرفع حرارة الأرض بين 2 و3 درجات مئوية.

وأوضح التقرير الاستخباراتي أن ارتفاع الحرارة بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سيدفع الناشطين في مجال حماية البيئة إلى تشكيل جماعات ضغط، قد تؤدي إلى إلغاء الاعتماد على الفحم مصدرًا للطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق