رئيسيةالتقاريرتقارير الكهرباءكهرباء

انتقال الطاقة في جنوب أفريقيا يتعثر.. والحكومة تلمح بتأجيل إغلاق محطات الفحم

لمعالجة انقطاع الكهرباء المُتكرر

أحمد أيوب

يصطدم انتقال الطاقة في جنوب أفريقيا بأزمة انقطاع الكهرباء المُتكرر في البلاد؛ ما قد يدفع الحكومة إلى إرجاء غلق عدد من محطات الكهرباء العاملة بالفحم، لتفادي غرق البلاد في الظلام.

ويطرح هذا الإجراء المُحتمل تساؤلًا مُهمًا حول مصير تمويلات برنامج شراكة الانتقال العادل للطاقة "جيه إي تي بي"، الذي تعهدت بموجبه مجموعة من الدول الغربية بدعم جنوب أفريقيا بتمويلات تُقدر بنحو 8.5 مليار دولار، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال مدير برنامج الشراكة لدى شركة الكهرباء الحكومية "إسكوم" فيكيش راجبول، إنه يتعين إبقاء بعض محطات الكهرباء العاملة بالفحم مفتوحة لمدة أطول لمعالجة أزمة الكهرباء؛ ما قد يؤجل عملية انتقال الطاقة في جنوب أفريقيا، وفق ما نشره موقع مايننغ.كوم (Mining.com).

الإرجاء الحكومي والمنح

أبلغت الحكومة داعمي برنامج انتقال الطاقة في جنوب أفريقيا من الدول الغربية برغبتها في إرجاء إغلاق عدد من محطات الكهرباء العاملة بالفحم، بحسب ما أورده موقع "مايننغ.كوم" عن مصادر مُطلعة لم يسمها.

انتقال الطاقة في جنوب أفريقيا
رئيس جنوب أفريقيا - الصورة من The Economic Times

وأُعلن برنامج "شراكة انتقال الطاقة العادل" خلال مؤتمر المناخ "كوب 26" في غلاسكو عام 2021؛ بهدف مساعدة جنوب إفريقيا لإنهاء اعتمادها على الفحم، وتحقيق مستهدفاتها للوصول إلى مستويات الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ووقّعت اتفاقية الشراكة -رسميًا- خلال العام الماضي (2022)، وبموجبها تمنح دول: ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي حزمة من التيسيرات الائتمانية والبدائل التمويلية -بقيمة 8.5 مليار دولار- تتمثل في قروض ومنح وضمانات دين.

وتُسهم هذه المنح في تعجيل برنامج انتقال الطاقة في جنوب أفريقيا، الذي يتضمن تبني مشروعات الطاقة المتجددة على نطاق أوسع.

ولم تتخذ السلطات في جنوب أفريقيا قرارًا رسميًا بعد بشأن التأجيل، ولم تتقدم بطلب رسمي لشركائها، لكن من المُرجح اتخاذ موقف عملي بالنظر إلى أزمة الطاقة التي تضرب البلاد وانقطاع الكهرباء -في كثير من الأحيان- لما يتجاوز 10 ساعات يوميًا.

بدوره، قال مدير البرنامج لدى شركة "إسكوم" الحكومية فيكيش راجبول، حول المحادثات مع شركاء برنامج شراكة انتقال الطاقة العادل: "هناك تفهم وتقدير من جانب الشركاء لمسألة نقص موارد الطاقة لدينا".

الكهرباء في جنوب أفريقيا

تتعرض الحكومة لضغوط كبيرة للاحتفاظ بأي قدرات توليد لديها -حتى لو كانت تعتمد على الفحم- ما قد يؤجّل اتجاه انتقال الطاقة في جنوب أفريقيا، ولا سيما أن دمج وحدات الطاقة المتجددة في منظومة الكهرباء بالبلد الأفريقي سيستغرق وقتًا أطول من المتوقع.

انتقال الطاقة في جنوب أفريقيا
منزل أسرة جنوب أفريقية - الصورة من Think Global Health

ويعاني قطاع الكهرباء -المعتمد على الفحم بشكل رئيس- انقطاعات وفصل الأحمال زادت وتيرتها منذ مطلع العام الماضي (2022)؛ إذ أدت سنوات من سوء الإدارة والفساد إلى تدمير القطاع.

وأغلقت شركة "إسكوم"، خلال العام الماضي، محطة كوماتي العاملة بالفحم؛ لتهالكها، ومن المقرر إغلاق 5 محطات أخرى من أصل 14 محطة متبقية تعمل بالفحم بحلول عام 2030.

وفي هذا السياق، قال فيكيش راجبول إنه لا يُنظر في تمديد العمل للمحطات المتقادمة، لكن قد يتعين إبقاء بعض الوحدات مفتوحة لمدة أطول من المخطط لها لمعالجة أزمة الكهرباء، وهو ما قد يحمل تداعيات سلبية لملف انتقال الطاقة في جنوب أفريقيا.

وتعد "إسكوم" الشركة الحكومية الأكبر في البلاد لتوليد الكهرباء وتوزيعها؛ فهي مسؤولة عن نحو 90% من إمدادات البلاد من الكهرباء، لكنها تواجه انتقادات حادة بسبب عدم قدرتها على تحقيق الكفاية، وبسبب شبهات الفساد التي تطول رؤساءها.

وتدرس حكومة جنوب أفريقيا شراء فوائض مشروعات الطاقة المتجددة من المواطنين والشركات بأسعار مغرية؛ رغبةً منها في البحث عن بدائل موازية، كما تتفاوض مع عدد من الدول المجاورة لاستيراد كميات من الكهرباء تصل إلى 1000 ميغاواط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق