التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

الاقتصاد الدائري يدعم مكافحة الاحتباس الحراري وتحفيز التنمية المستدامة في أفريقيا (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • النفايات تُعدّ أحد القطاعات التي تشكًل صميم الاقتصاد الدائري اليوم
  • • تُنتج 174 مليون طن من النفايات سنويًا في أفريقيا
  • • النفايات العضوية التي تنتجها المنازل والمزارع يمكن تحويلها إلى غاز حيوي
  • • يمكن للاقتصاد الدائري أن يغيّر قواعد إدارة التنمية وتوجيهها في أفريقيا
  • • يتميز الاقتصاد الدائري بأن إمكاناته في توفير فرص العمل واضحة ومؤكدة

تواجه أفريقيا تداعيات التغير المناخي في ظل نقص تمويل المشروعات الكفيلة بمعالجة هذه الأزمة، وتتيح قطاعات عديدة فرص التحول إلى الاقتصاد الدائري، للإسهام في تحفيز التنمية المستدامة وتطوير نموذج فعّال للإنتاج والاستهلاك في بلدان القارة.

ويندرج النقل والتصنيع والمنسوجات والكهرباء والزراعة والبنية التحتية الحضرية في سياق تلك القطاعات، التي توفر إمكان التحول إلى الاقتصاد الدائري، وتعزز مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقد اختتمت أعمال قمة المناخ كوب 27، مؤخرًا، في مصر، بملاحظة إيجابية بشأن تمويل مكافحة تغير المناخ في البلدان النامية، دون وضع ضوابط للحد من استخدام الوقود الأحفوري الذي يسبّب الاحتباس الحراري، حسبما نشر موقع "أفريك 21" (afrik21) في 30 نوفمبر/تشرين الثاني.

ويرى المحللون أنه حان الوقت لإيجاد حلول للتخفيف من تأثيرات الاحتباس الحراري، في ظل هذا القلق الذي يساور الحكومات والشركات متعددة الجنسيات والمدافعين عن البيئة.

وبإمكان الاقتصاد الدائري دفع الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية دون مستوى 1.5 درجة مئوية، وفقًا لاتفاقية باريس للمناخ لعام 2015.

جاء ذلك في دراسة مشتركة أجراها مركز الأبحاث تشاتام هاوس في بريطانيا، ومعهد الموارد العالمية (دبليو آر آي)، والمنصة الوطنية للطاقة المتجددة، ومختبر الطاقة (إن آر إي إل) في أميركا، ومنصة تسريع الاقتصاد الدائري (بي إيه سي إي)، ونُشرت على هامش قمة المناخ كوب 27.

الحفاظ على الموارد

على الرغم من أن ممارسات الاقتصاد الدائري وسياساته تبدو اليوم الطريقة الفعالة للحد من الاحتباس الحراري وتحقيق التحول البيئي بسرعة، فذلك لمعارضته الاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية، خصوصًا في بلدان الشمال، ويمنع هدر مصادر الطاقة غير المتجددة.

تُجدر الإشارة إلى أن الاقتصاد الدائري يشجع استخدام أكثر كفاءة للموارد الطبيعية، وتحتاج أفريقيا إلى هذا النموذج لبناء بنيتها التحتية، وتخفيف فقدان التنوع البيولوجي والتكيف مع الكوارث الطبيعية، بما في ذلك الفيضانات والجفاف.

الاقتصاد الدائري
صورة تعبر عن الاقتصاد الدائري - المصدر: بلومبرغ

ويضمن الاقتصاد الدائري دورة كاملة وقوية، إذ "تُعاد تدوير المنتجات والمواد أو إصلاحها أو تجديدها أو إعادة استخدامها، ما يمهد المنتج الثانوي أو النفايات من عملية اقتصادية واحدة لإنتاج منتجات جديدة"، وفقًا لمؤتمر الوزراء الأفارقة بشأن البيئة.

وتُعدّ النفايات أحد القطاعات التي تشكّل صميم الاقتصاد الدائري اليوم، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ومن ناحيته، يشير البنك الدولي -في تقريره بعنوان "معالجة النفايات المنزلية"، الذي نُشر في عام 2020- إلى أن 174 مليون طن من النفايات تُنتج سنويًا في أفريقيا.

ونظرًا إلى النمو السكاني المتسارع في القارة، من المتوقع أن تتضاعف هذه الكمية من النفايات 3 مرات بحلول عام 2050، ويمكن استغلالها موردًا للاقتصاد الدائري.

وعلى سبيل المثال، يمكن تحويل النفايات العضوية التي تنتجها المنازل والمزارع إلى غاز حيوي، في حين يمكن استخدام المخلفات الناتجة عن تخميرها سمادًا للزراعة. ويمكن تصنيع حُبَيبات النفايات البلاستيكية وإعادة استخدامها موادَّ خامًا ثانوية.

أولويات المنتدى العالمي للاقتصاد الدائري

يُفتتح المنتدى العالمي للاقتصاد الدائري (دبليو سي إي إف) في 6 ديسمبر/كانون الأول 2022 بمدينة كيغالي، عاصمة رواندا.

وسيتحدث نحو 500 مشارك في المنتدى من عدة دول حول العالم عن إسهام الاقتصاد الدائري في المناخ والطبيعة، والبنية التحتية، وريادة الأعمال والابتكار، بالإضافة إلى التجارة وسلاسل القيمة.

ويُنظّم هذا الحدث بالاشتراك مع صندوق الابتكار الفنلندي سيترا، وتحالف الاقتصاد الدائري الأفريقي (إيه سي إي إيه) مع شركاء دوليين آخرين.

وقالت وزيرة البيئة في رواندا، جين دارك موجواماريا: "يمكن للاقتصاد الدائري أن يغيّر قواعد إدارة التنمية في أفريقيا".

وأضافت أن هذا المنتدى يمثّل فرصة لرواندا والقارة ككل، لعرض تقاليد الإدارة البيئية واستكشاف طرق لجعل الانتقال إلى اقتصاد دائري بالكامل حقيقة واقعة.

التمويل وخلق فرص العمل

على الرغم من الأهمية المتزايدة للاقتصاد الدائري، فإن إمكاناته في خلق فرص العمل واضحة ومؤكدة. في اليابان، على سبيل المثال، إذ بدأت الحكومة الانتقال إلى الاقتصاد الدائري في عام 2000، ووفرت 650 ألف وظيفة في عدة مجالات.

وتحذو العديد من الدول الأفريقية حذو اليابان، كما هو الحال في ساحل العاج، حسبما نشر موقع "أفريك 21" (afrik21) في 30 نوفمبر/تشرين الثاني.

ويشير الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- إلى سعة مشروعات الطاقة المتجددة في أفريقيا، قيد الإنشاء والقائمة، في عام 2021:

الطاقة المتجددة في أفريقيا

وقد وقّعت الوكالة الوطنية لإدارة النفايات في ساحل العاج شراكة مع مجلس مدينة "وروفلا" ووكالة توظيف الشباب لتدريب 110 شباب على إنتاج السماد المخصب من النفايات المنزلية، وكذلك في تقنيات التسميد الحيوي على أساس السماد المخصب.

وأسفر البرنامج -الذي سيستمر حتى سبتمبر/أيلول 2024- عن بناء وحدة سماد للنفايات المنزلية، بالإضافة إلى إنشاء نظام لجمع النفايات، وبالتالي خلق 57 وظيفة مباشرة.

وتتعلّق هذه الوظائف -التي أنشئت بواسطة الاقتصاد الدائري في القارة- بقطاع الأزياء والمنسوجات، الذي يمثّل نحو 8% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (يو إن إي بي).

بدوره، نفّذ بنك التنمية الأفريقي (إيه إف دي بي) مبادرة "فاشنوميكس أفريقيا" لتشجيع الشركات الناشئة في مجال الملابس والإكسسوارات الأفريقية ورجال الأعمال على القيام بتدابير اقتصادية صديقة للبيئة ومستدامة ودائرية.

ويحصل الفائزون على جائزة نقدية تبلغ قيمتها الإجمالية 6 آلاف دولار أميركي، لبدء أعمالهم بصورة رسمية مع التركيز على إعادة تدوير منتجات الأزياء، وتقليل المواد السامة، وبدائل المواد الخام الموجودة، وتقليل النفايات، والحد من استهلاك الطاقة.

وأطلق بنك التنمية الأفريقي مرفق الاقتصاد الدائري الأفريقي في أبريل/نيسان 2022 لدعم جهود الدول الأفريقية لاعتماد الاقتصاد الدائري في مواجهة تغير المناخ، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وسيعمل الصندوق الجديد على مدى 5 سنوات بدعم بقيمة 4 ملايين يورو (4.15 مليون دولار) من حكومة فنلندا وصندوق تنمية بلدان الشمال الأوروبي (إن دي إف).

ومن بين القطاعات التي ستستفيد من المنشأة الجديدة في القارة الزراعة الذكية والطاقة المتجددة وإدارة النفايات المستدامة وكفاءة استخدام المياه.

وستدعم المبادرة تحقيق الإسهامات المحددة وطنيًا التي تهدف إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والتكيف مع آثار تغير المناخ في كل دولة، وفقًا لبنك التنمية الأفريقي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق