تقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددة

الطاقة المتجددة في فلسطين توفر الكهرباء النظيفة في ظروف صعبة (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • يمتد انقطاع التيار الكهربائي الاعتيادي في قطاع غزة لعدّة ساعات يوميًا
  • تضطرّ المصانع عند انقطاع التيار الكهربائي إلى إيقاف العمليات وتقليص الإنتاج
  • الحصول على طاقة نظيفة وموثوقة وبأسعار معقولة في الضفة الغربية أمر نادر
  • انقطاع التيار الكهربائي جزء من الحياة اليومية للعديد من الطلاب خلال دوامهم

تتزايد مشروعات الطاقة المتجددة في فلسطين، في ظل تنامي أزمة الطاقة طويلة الأمد، وتعرّض الخدمات الأساسية لتحدّيات كبيرة هناك، إذ يؤرّق نقص سعة توليد الكهرباء وانقطاعات التيار المتكررة لمدد طويلة يوميًا سكان الضفة الغربية وقطاع غزة في فلسطين.

ويمتد انقطاع التيار الاعتيادي في قطاع غزة، الذي يعاني من الفقر وارتفاع معدل البطالة، لعدّة ساعات يوميًا، ما يعوق عمل المصانع والشركات في منطقة يتعرض فيها النشاط الاقتصادي لضغوط كبيرة نتيجة الاضطرابات السياسية.

وتتراوح مُدَد انقطاع الكهرباء اليومية في قطاع غزة من 12 إلى 16 ساعة، ويصل معدّل التغذية الكهربائية السنوية إلى ثلث ذروة الطلب فقط، حسبما نشر موقع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (يو إن إف سي سي سي).

وتضطر المصانع، خلال انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة الصناعية بقطاع غزة، إمّا إلى إيقاف العمليات وتقليص الإنتاج وتقليل ساعات العمل المدفوعة، أو توليد الكهرباء باستخدام مولدات الديزل الخاصة، ما يتسبّب بانطلاق انبعاثات أعلى بكثير من الكهرباء التي توفرها الشبكة.

في المقابل، يعدّ الحصول على طاقة نظيفة وموثوقة، وبأسعار معقولة، في الضفة الغربية في فلسطين أمرًا نادرًا، ويمثّل انقطاع التيار الكهربائي جزءًا من الحياة اليومية للعديد من الطلاب خلال دوامهم في المدرسة.

مصادر الطاقة المتجددة البديلة

أسهمت مؤسسة التمويل الدولية (آي إف سي)، وهي عضو في مجموعة البنك الدولي، بدعم استثمارات القطاع الخاص الأولى بإمدادات الكهرباء المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

محطة طاقة شمسية أعلى أحيد المنازل في فلسطين
محطة طاقة شمسية أعلى أحد المنازل في فلسطين

ويعمل مشروعا التوليد الكهربائي الموزّع "بريكو سولار" و"مصادر سولار" على تعزيز إمدادات الكهرباء للمساعدة في الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة في فلسطين، ودعم التنمية الاقتصادية في المنطقة.

ويساعد هذان المشروعان المبتكران في معالجة الوصول إلى الطاقة النظيفة واحتياجات البنية التحتية الحيوية في بيئة توجد فيها سعة توليد محلية محدودة للغاية، وتواجه عوائق كبيرة، أمام تركيب مصادر جديدة لتوليد الكهرباء.

ويُعدّ مرفق الطاقة الشمسية على السطح التابع لشركة فلسطين للاستثمار العقاري "بريكو سولار" الأكبر من نوعه في قطاع غزة، وهو أول منشأة للطاقة الشمسية على نطاق واسع لمؤسسة التمويل الدولية في غزة بدعم من برنامج التغير المناخي (آي إف سي كندا).

ويشمل مشروع العقاري "بريكو سولار"، داخل المنطقة الصناعية في غزة، تطوير وتمويل وبناء وتشغيل وصيانة محطة طاقة شمسية كهروضوئية على السطح بقوة 7.3 ميغاواط (وقت الذروة).

من ناحية ثانية، بناءً على إطار عمل "بريكو سولار"، وتصميمه، يمثّل برنامج "مصادر لألواح الطاقة الشمسية على أسطح المدارس" أحد الاستثمارات الحديثة لمؤسسة التمويل الدولية، ويدعم توليد كهرباء نظيفة وموثوقة في الضفة الغربية.

واستفاد المشروع، المدعوم من شركة "مصادر" -وهي شركة فرعية مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمار الفلسطيني-، الذي حصل على قرض من بنك الاستثمار الأوروبي، من صندوق تمويل مختلط.

وشمل صندوق التمويل المختلط التمويل الميسر من برنامج التغير المناخي (آي إف سي فنلندا)، ومن البرنامج الهولندي لتطوير القطاع الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بهدف تمكين الاستثمار في هذه المنطقة.

الجهات المستفيدة من المشروعين

في برنامج مصادر بالضفة الغربية، جُهِّزَ ما يصل إلى 500 مدرسة بمجموعات الألواح الشمسية لدعم الطاقة النظيفة المستمرة خلال دوام الطلاب في المدارس، ورُكِّبَت الألواح الشمسية في نحو 70 مدرسة، ويوجد 80 موقعًا آخر على وشك البدء بتركيب الألواح الشمسية فيها.

ألواح طاقة شمسية أعلى أحد المدارس في فلسطين
ألواح طاقة شمسية أعلى أحد المدارس في فلسطين - الصورة من موقع شركة مصادر

وستعمل محطة "بريكو" للطاقة الشمسية على توليد وتوزيع ما يصل إلى 80% من احتياجات الكهرباء في المنطقة الصناعية بغزة، مع استمرار تشغيل 32 مصنعًا، إضافة إلى توفير فرص عمل لما يقرب من 800 شخص.

واستخدم كلا المشروعين نموذج تمويل مبتكرًا، بما في ذلك التمويل الميسر المختلط، للمساعدة في الحدّ من مخاطر المشروعات.

وأظهر مشروع "بريكو سولار" مؤشرات مبكرة على تأثير إنمائي كبير في اقتصاد هشّ يعاني من البطالة والفقر وعدم الاستقرار السياسي. ويوفر المشروع إمدادات الكهرباء المستقرة لجميع سكان غزة، إذ تؤثّر انقطاعات الكهرباء في المدارس والمستشفيات والمنازل والشركات.

تجدر الإشارة إلى أن قطاع غزة يعتمد بشكل كبير على مولّدات الكهرباء التي تعمل بالديزل لتلبية الاحتياجات الأساسية، مثل الطهو، ما يوضح الحاجة إلى حلول الطاقة النظيفة لأزمة الطاقة.

علاوة على ذلك، يضمن تركيب الألواح الشمسية على أسطح المدارس في جميع أنحاء الضفة الغربية عدم تعرّض الطلاب لانقطاع التيار الكهربائي المتكرر الذي يعوق التعلّم.

وبينما تنفق المدارس في الضفة الغربية حاليًا ما يصل إلى 4 أخماس ميزانيتها التشغيلية على الكهرباء، تسمح الطاقة الخضراء للمدارس بإعادة توجيه هذه المبالغ لصالح المدرسة.

وستستفيد المدارس من الكهرباء المجانية والنظيفة، وتمتد الفوائد إلى ما هو أبعد من الطلاب، إذ تنتج الألواح الشمسية على أسطح المنازل كمية من الكهرباء تفوق احتياجات المدارس، وتُوَفَّر لصالح شبكة التوزيع في الضفة الغربية.

ويهدف دمج المولدات الكهروضوئية الصغيرة في الشبكة إلى تخفيف الأحمال الكهربائية عبر المغذّيات، وتقليل خسائر النظام عمومًا، ما يعود بالفائدة على المواطنين الفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية.

مشروعات الطاقة المتجددة في فلسطين

ضمن التمويل الذي تتلقّاه مشروعات الطاقة المتجددة في فلسطين، دعمت منظمة الهلال الأحمر القَطَري مركز الهلال الأحمر الفلسطيني الصحّي في دير البلح بقطاع غزة"، من خلال تنفيذ مشروع توفير الطاقة البديلة الذي استمر تنفيذه 7 أشهر .

ويهدف المشروع إلى تركيب 130 لوح طاقة شمسية في مركز دير البلح الصحي، وتوفير 58 كيلوواط من الكهرباء، لضمان استمرار تقديم الخدمات للجمهور دون انقطاع، حسبما أفاد موقع منظمة الهلال الأحمر القطري، في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ولا يمثّل الوصول إلى المياه في أجزاء من الأراضي الفلسطينية المشكلة الوحيدة، بل قد يكون توليد الكهرباء لمعالجة المياه وخدمات الصرف الصحّي ضمن المشكلات السائدة.

ويدعم مشروع "نيكسوس نورث" المموَّل من الوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأوروبي مشغّلي المياه العامة في شمال الضفة الغربية لتحسين الوصول إلى مياه الشرب والصرف الصحي، مع تقليل تكلفة الكهرباء، وفقًا لما أورد موقع الوكالة الفرنسية للتنمية.

وسيضمّ المشروع أول توربينات رياح من نوعها في المنطقة.

وسيؤدي تحسين البنية التحتية والاستثمار بالطاقات المتجددة في مدينة طوباس بالضفة الغربية إلى تحسين الوصول للمياه النظيفة والصرف الصحي، وضمان قدر أكبر من الاستقلالية والكفاءة في مجال الكهرباء.

تجدر الإشارة إلى أن الاستهلاك في الضفة الغربية وقطاع غزة نحو 1300 ميغاواط، 800 ميغاواط منها في الضفة الغربية، و500 ميغاواط في قطاع غزة، وتأتي معظم هذه الإمدادات من إسرائيل التي تفرض أسعار الكهرباء، حسبما نقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن مسؤولين فلسطينيين.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق