كهرباءتقارير الكهرباءرئيسية

انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا يهدد ملايين السكان.. هل ينتهي قريبًا؟

وزير المالية يحدد نهايتها خلال 18 شهرًا.. واقتصاديون يستبعدون ذلك

حياة حسين

تمر أزمة انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا بمرحلة شدّ وجذب، خاصة في ظل تنامي هذه الأزمة واستمرارها لوقت طويل.

وبينما تطلق الحكومة الوعود مؤكّدة أن الأزمة لن تتجاوز 18 شهرًا، يرى اقتصاديون أن ذلك أمر مستبعد، ويؤكدون بقاء الأزمة لوقت أطول.

ففي أول أيام المؤتمر السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، أمس الإثنين 16 يناير/كانون الثاني 2023، قال وزير المالية إينوتش غودونغوانا، لوكالة رويترز، إن أزمة تخفيف الأحمال ستنتهي في بلاده خلال مدة تتراوح بين 12 و18 شهرًا.

بينما يرى اقتصاديون في شركة "بيرو" للأبحاث الاقتصادية، أنه من المستبعد تحسن إمدادات الطاقة على المدى القصير، ما يعني أن أزمة انقطاع الكهرباء مستمرة.

وأشار اقتصاديو الشركة إلى "أن تخفيف الأحمال حاليًا يُعد أكبر المخاطر التي تضعف نمو جنوب أفريقيا"، حسبما ذكر موقع "بيزنس تك"، المحلي.

انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا سيصبح من الماضي!

قال وزير المالية إن أزمة انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا وتخفيف الأحمال ستصبح "من مشكلات الماضي" في غضون عام ونصف العام.

وأضاف أن بلاده لن تكون بحاجة إلى تنفيذ المرحلة 6 من فصل الأحمال، التي ينتج عنها انقطاع الكهرباء لمدة 6 ساعات في اليوم، خلال 5 أشهر.

وتابع الوزير -خلال مشاركته في مؤتمر "دافوس" السنوي، ردًا على تساؤل لوكالة رويترز حول ما إذا كانت الدولة ستخصص تمويلًا إضافيًا لمرفق الكهرباء التابع لها لشراء الديزل المطلوب وحل أزمة انقطاع الكهرباء-، قائلًا: "لا أعتقد أن لدى شركة إسكوم أزمة في الديزل، ولكن مشكلتها أزمة إدارة".

غير أن اقتصاديي مركز "بيرو" للبحوث الاقتصادية أشاروا إلى أن إسكوم لا تمتلك تمويلا لشراء الديزل، مستبعدين حصولها على أي مخصصات قبل بدء العام المالي الجديد في أول أبريل/نيسان 2023.

وأوضحوا أن إسكوم حصلت على 50 مليون برميل ديزل أواخر العام الماضي، ولن يُتاح لها أي كميات إضافية قبل بدء العام المالي الجديد.

فصل الأحمال

انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا
محل تجاري في جنوب أفريقيا يستعمل الشموع بسبب انقطاع التيار - الصورة من "بريميوم تايمز نيجيريا"

بدأت جنوب أفريقيا المرحلة السادسة من فصل الأحمال في 11 يناير/كانون الثاني 2023، بعد أعطال عديدة في محطات التوليد التابعة لإسكوم، ولم تلغها الدولة حتى الآن، ما أضر بكل القطاعات الاقتصادية.

وغرقت الدولة الأفريقية في ظلام دامس، في حين قالت إسكوم إنها ستمدد فترات انقطاع التيار حتى إشعار آخر، في إجراء هو الأسوأ من نوعه على الإطلاق، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال وزير المالية في جنوب أفريقيا إن إسكوم لن تحصل على مبالغ كافية من حصيلة تطبيق زيادة أسعار الوقود بنسبة 18.65%، التي أقرتها الحكومة الأسبوع الماضي في موازنة العام المالي الجديد.

كما أكد الوزير قوة العملة المحلية (الراند)، رغم انخفاضها أمس الإثنين 16 يناير/كانون الثاني، مقابل الدولار.

(الدولار الأميركي = 17.14 راندًا جنوب أفريقي)

وقال الوزير -ردا على تساؤل حول ما إذا كان انخفاض سعر صرف العملة المحلية "الراند" سيؤثر سلبًا في إمدادات الوقود لمحطات توليد الكهرباء-: "العملة أثبتت قدرتها على الصمود، لكن جنوب أفريقيا تحتاج إلى التعامل مع المشكلة".

تفاصيل الوضع المالي

قال وزير المالية في جنوب أفريقيا إنه سيعرض موقف شركة مرفق الكهرباء (إسكوم) المالي بالتفصيل في اجتماع ينعقد الأسبوع المقبل.

وأضاف أنه سيوضح تفاصيل ديون الشركة التي بلغت 400 مليار راند (23.5 مليار دولار أميركي).

وفي حين بدا وزير المالية متفائلًا بشأن انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا، يبدو أن مكتب الأبحاث الاقتصادية (بيرو) يرى أن الوضع صعب، في ضوء رفض هيئة تنظيم الطاقة "نيرسا" زيادة مخصصات (إسكوم) في موازنة العام المالي الجديد (2023-2024).

وطلبت إسكوم 17.7 مليار راند (1.03 مليار دولار أميركي)، لتلبي احتياجات محطات التوليد من الديزل، خصصت نيرسا أقل من نصفها وبقيمة 8.4 مليار راند (490 مليون دولار أميركي).

انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا
أبراج الكهرباء في جنوب أفريقيا - أرشيفية

وكانت إسكوم قد أنفقت في 2022 نحو 15 مليار راند (875 مليون دولار أميركي) على الديزل اللازم لتشغيل المولدات لعدم انقطاع الكهرباء لمستويات محددة.

غير أن "نيرسا" ترى أن تشغيل المولدات غير مطلوب، وليس على إسكوم الاعتماد عليها.

بينما يعتقد اقتصاديو "بيرو" أن تشغيل المولدات أمر حيوي للأنشطة الاقتصادية التي تحتاج إلى الكهرباء لمدد طويلة مثل الصناعات الغذائية.

وفي الأسبوع الماضي -وفق الشركة- تعرّضت بضائع كثير من تجار التجزئة في سوق السلع الغذائية للتلف بسبب المولدات، وواجه المزارعون في شمال البلاد مشكلات لري المحاصيل بسبب عدم توليد كهرباء لمعدات أجهزة ضخ المياه.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق