تقارير الكهرباءأخبار الكهرباءرئيسيةكهرباء

3 أسباب وراء أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا

حياة حسين

تعود أزمة الكهرباء الحادة في جنوب أفريقيا إلى 3 أسباب أساسية تتطلب التزام جميع الأطراف بالتعاون لحلّها بشكل مُلحّ وعاجل.

ولخّص مقال نشرته صحيفة "ذا كونفيرسيشن" الأكاديمية الأسباب الـ3 في: خطة طاقة عفا عليها الزمن، ومشروعات طاقة متجددة تعاني من التأخير، وخلافات المسؤولين حول أزمة الطاقة.

كاتب المقال هو العالم الذي شغل عدّة مناصب أكاديمية، منها نائب المستشار السابق لجامعة فيستا في جنوب أفريقيا، وآخرها رئيس قسم الفيزياء في جامعة جوهانسبرج، هارتموت وينكلر.

وينتقد وينكلر -في مقاله- طرق تعامل المسؤولين في الدولة الأفريقية، ويرى أنها أهم أسباب الأزمة في البلاد.

انقطاع الكهرباء الكبير

تعاني جنوب أفريقيا من انقطاع الكهرباء لمدة طويلة، بلغت أعلى مستوى لها العام الماضي، بما يعادل 1130 ساعة من انقطاع التيار، رغم انخفاض الاستهلاك؛ بسبب وباء كوفيد-19.

ويرجع السبب الرئيس لأزمة انقطاع التيار الكهربائي إلى تدهور البنية التحتية للقطاع بصورة مستمرة خلال العقد الأخير، وفق الأكاديمي هارتموت وينكلر.

وقال وينكلر: "أزمة انقطاع التيار الكهربائي تتجاوز إثارة غضب الشعب وإحباطه لتسبّب تعطّل أعمال الشركات والمصانع".

ورغم هذا الوضع المتدهور، ما تزال الدولة تعمل بخطّة طاقة قديمة "عفا عليها الزمن"، وفق الكاتب.

خطة 2019

أطلقت جنوب أفريقيا خطة الطاقة عام 2019، وهي بحاجة للمراجعة في ضوء التطور السريع بمجال تقنيات توليد الكهرباء.

وكان رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، قد أكد العام الماضي، أن "التوسع السريع في سعة توليد الكهرباء أحد أهم 5 أولويات في خطة العمل الوطنية".

غير أن الرئيس تجاهل بعض تفاصيل هذا البند في خطابه السنوي لهذا العام، رغم أنه "من المفترض أن يكون أحد العوامل المهمة للحكم على أداء حكومته"، وفق الكاتب.

إلّا أن موقع "إس آي أفريكا" أشار في وقت سابق من هذا الشهر، إلى أن رامافوزا، قال في خطاب حالة الأمة "سونا 2022"، إن مجلس الوزراء وافق على طرح تعديلات قانون تنظيم الكهرباء للمناقشة العامة، مشيرًا إلى أن بلاده ستظل تركّز على تنفيذ الأولويات التي حُدِّدَت في خطاب العام الماضي.

وتشمل تلك الأولويات: التغلب على جائحة كورونا، وتنفيذ مشروعات ضخمة في مجال البنية التحتية، وزيادة الإنتاج المحلي، إضافة إلى حوافز توظيفية لتوفير وظائف جديدة ودعم سبل المعيشة، والتوسع السريع في قدرة الدولة على توليد الطاقة.

الطاقة المتجددة

أزمة الكهرباءتعتمد خطة جنوب أفريقيا، التي أطلقتها عام 2019، على التوسع في توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.

وتتضمن الخطة توليد نحو 1600 ميغاواط من الرياح، و1000 ميغاواط من الشمس، إضافة إلى تدشين مشروعات لتخزين الطاقة بسعة 513 ميغاواط، على أن يبدأ العمل في 2022، أي العام الجاري، إلّا أن تلك المشروعات لا يُتوقع لها أن تكون جاهزة للعمل قبل بداية عام 2024.

أمّا بالنسبة للمشروعات التي من المقرر أن تكتمل في 2023، وتولّد 2600 ميغاواط من الرياح والشمس، و750 ميغاواط من مشروع فحم جديد، فلم تختر الحكومة حتى الآن مواقع المشروعات، ما يعني أن كل عمليات التنفيذ متأخرة ما لا يقلّ عن عامين.

وقال الكاتب: "إنه ربما يكون هناك مبرر لتعطّل مشروع الفحم؛ بسبب آثاره البيئية الضارة، ودوره في زيادة الاحترار العالمي، لكن ما هو غير مبرر تعطّل المشروعات الجديدة".

وكانت جنوب أفريقيا من بين الدول المتعهدة بخفض انبعاثات الكربون بنسبة تزيد عن 40% بحلول عام 2025.

وترى وزارة الشؤون البيئية في جنوب أفريقيا أن الطاقة المتجددة هي طريق تحقيق هذه النسبة لخفض الانبعاثات.

المشروعات التقليدية

أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية في جنوب أفريقيا، غويدي مانتاشي، أهمية مشروعات الطاقة المتجددة، رغم أنه أعلن مرارًا دعمه للمشروعات التقليدية في توليد الطاقة مثل النفط والغاز والفحم، وذلك في محاولة لطمأنة الرافضين لتلك المشروعات، كونه القائم على تنفيذ خطة الدولة للتوسع في مشروعات الرياح والشمس.

وقال الكاتب الأكاديمي، هارتموت وينكلر: "إن الوزير الذي ينفّذ خطة الطاقة المتجددة، لا يخفي دعمه للمشروعات التقليدية، ولا يخفى على أحد اختلافات المسؤولين في الحكومة حول تنفيذ الخطة، في الوقت الذي يتطلب التزام من الجميع بحلّ أزمة الكهرباء الملحّة والعاجلة".

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، تظاهر عدد من سكان جنوب أفريقيا، ودعاة حماية البيئة؛ رفضًا للسماح لشركة النفط العالمية شل بالبدء في التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل البلاد.

وجاءت المظاهرات بعد يومين من صدور حكم من إحدى محاكم جنوب أفريقيا برفض الدعاوى التي تقدّم بها نشطاء البيئة لوقف المسوح الزلزالية التي تُجريها شركة شل قبل بدء عمليات التنقيب عن النفط والغاز.

وانتقد الكاتب موقف رئيس جنوب أفريقيا بشأن توضيحاته حول مشروعات الطاقة مؤخرًا.

تأجيل المشروعات

قال الكاتب، إن رئيس جنوب أفريقيا أشار إلى أن مشروعات الطاقة المتجددة أُجِّلت، وكذلك دعوة الشركات لتنفيذ مشروعات تخزين الطاقة.

كما "لم يذكر الرئيس شيئًا عن مشروع محطة الفحم "كوسيلي" العملاقة، والذي أدى تأجيل العمل بها إلى ارتفاع تكلفتها وإفساد الآلات الجديدة بها".

علاوة على ذلك، "التزم الرئيس الصمت نحو محطة الفحم الجديدة التي كانت البلاد تعتزم تدشينها لتوليد نحو 1500 ميغاواط".

ويخمّن الكاتب أن الدولة تتعمّد تأجيل تلك المشروعات غير الصديقة للبيئة، حتى لا تخسر دعمًا دوليًا لمشروعات الحماية من تغير المناخ، والتي تبلغ قيمتها 131 مليار راند (8.6 مليار دولار أميركي).

كما إن الرئيس -بحسب الكاتب- لم يوضح في خطابه لعام 2022 وضع مبادرة طوارئ الطاقة باستخدام سفينة الغاز، أو حتى محطة الطاقة النووية "كويبيرغ"، وفق الكاتب.

وبدلًا من ذلك، أشاد الرئيس بمشروع الهيدروجين الأخضر في شمال البلاد، رغم أن خطة العمل بها ما تزال في مراحلها المبكرة.

دعم المملكة المتحدة

محطة كهرباء تعمل بالفحم في جنوب أفريقيا
محطات لتوليد الكهرباء بالفحم في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا (الصورة من موقع غلوبال سيتيزن)

في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن برنامج "كلايمت فاينانس أكسيلاتر" (سي إف إيه)، في جنوب أفريقيا، الذي تموّله وزارة الأعمال والطاقة والإستراتيجية الصناعية التابعة لحكومة المملكة المتحدة، دعمه 13 مشروعًا مبتكرًا منخفض الكربون للحصول على تمويل من المستثمرين بعد دعوة لتقديم عروض ومقترحات جذبت 120 طلبًا.

ويمثّل البرنامج جزءًا من جهود حكومة المملكة المتحدة لمساعدة جنوب أفريقيا على معالجة تغير المناخ ودعم التحول العادل للطاقة، ويغطي مشروعات مجموعة من القطاعات، بما في ذلك إدارة النفايات والطاقة والنقل.

تفاؤل بقانون الكهرباء

يبدو الكاتب متفائلًا -في المقابل-بشأن مشروع قانون تنظيم الكهرباء، الذي وافق عليه مجلس الوزراء مؤخرًا وأعلنه الرئيس؛ إذ يرى أنه سيعمل على تعزيز توليد الكهرباء من خلال محطات صغيرة مملوكة للقطاع الخاص.

كما يرى أن التقدم التكنولوجي في تخزين الكهرباء يجعل من الممكن استخدام أجزاء أكبر من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح غير المستقرة.

وينصح في ختام المقال بإعادة تحديد مكونات مزيج الكهرباء الأمثل في جنوب إفريقيا من خلال خطة موارد متكاملة جديدة، وأن يبدأ العمل بها من اليوم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق