التقاريرأخبار النفطأسعار النفطرئيسيةنفط

أسعار الوقود في جنوب أفريقيا تشتعل بسبب الحرب الروسية الأوكرانية

توقعات بوصول سعر لتر البنزين إلى 1.59 دولارًا

أمل نبيل

من المتوقع ارتفاع أسعار الوقود في جنوب أفريقيا خلال شهر أبريل/نيسان المقبل؛ إلى مستويات قياسية، الأمر الذي يزيد من معاناة الشعب الذي يئن من الأسعار الحالية.

إذ دفعت الحرب الروسية على أوكرانيا أسعارَ النفط الخام إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2008؛ الأمر الذي تسبب في اشتعال أسعار الوقود في معظم دول العالم، وخاصة بلدان القارة السمراء التي تعد مستوردًا صافيًا للنفط.

وفي الأسبوع الماضي، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أنها ستحظر استيراد النفط الخام الروسي؛ قفز خام برنت إلى ما يقرب من 140 دولارًا للبرميل، قبل أن يقلص من مكاسبه، متراجعًا إلى أقل من 100 دولار، بدعم من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى عمليات الإغلاق الجديدة في الصين مع تزايد المخاوف من انتشار فيروس كورونا على نطاق واسع في البلاد؛ الأمر الذي من شأنه تهدئة الطلب على الوقود.

الأسعار المتوقعة خلال أبريل

توقعت رابطة السيارات في جنوب أفريقيا، في تعليقها على بيانات الوقود نصف الشهرية الصادرة عن صندوق الطاقة المركزي، ارتفاع أسعار الوقود لتصل إلى 24 راندًا (1.59 دولارًا أميركيًا) للتر البنزين، و23.60 راندًا (1.57 دولارًا) للتر الديزل.

وقالت الرابطة، في بيان، أمس الأربعاء: "تشير البيانات الحالية إلى زيادة سعر بنزين 95 أوكتان، بقيمة 2.15 راندًا للتر، وزيادة سعر بنزين أوكتان 93 بمقدار 2.07 راندًا للتر، ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الديزل بنحو 2.94 راندًا للتر لتصل إلى 3.08 راندًا للتر، بحسب موقع بيزنس تك.

أسعار الوقود في جنوب أفريقيا

(الراند الأفريقي = 0.067 دولارًا أميركيًا)

وكانت أسعار الوقود في جنوب أفريقيا، قد شهدت زيادات جديدة خلال شهر مارس/آذار الجاري؛ إذ ارتفعت أسعار بنزين 95 و93 بنحو 1.46 راندًا للتر الواحد، وزاد سعر لتر الديزل 0.05 بين 1.44 راندًا و1.48 راندًا.

الزيادة الأكبر في تاريخ جنوب أفريقيا

إذا صدقت توقعات رابطة السيارات؛ فستكون الزيادات المتوقعة في أسعار الوقود خلال أبريل/نيسان المقبل هي أكبر زيادة في تاريخ جنوب أفريقيا، وستكون لها تداعيات سلبية كبيرة على جميع المستهلكين وعلى الاقتصاد بشكل عام.

وقالت رابطة السيارات: "إن هذه التوقعات ترتبط بالبيانات نصف الشهرية للوقود في البلاد، ومع تأرجح أسعار النفط بشكل كبير خلال المدة الحالية؛ فقد تشهد الأسعار العالمية للنفط تراجعًا قبل إجراء التعديل الشهري لأسعار الديزل والبنزين من قبل وزارة الموارد المعدنية والطاقة في أبريل/نيسان المقبل".

وترى الرابطة أن المحرك الرئيس لزيادة أسعار الوقود هو الأسعار العالمية للخام الأسود التي قفزت إلى مستويات قياسية خلال الأسبوع الماضي، بسبب الهجوم على أوكرانيا والمخاوف من نقص إمدادات النفط الروسية.

وتعد روسيا ثالث أكبر دولة منتجة للنفط الخام؛ لذلك تؤثر أي مخاوف تتعلق بمعروضها النفطي مباشرة في أسعار الخام الأسود عالميًا.

أسعار الوقود في جنوب أفريقيا
محطة بنزين في جنوب أفريقيا - أرشيفية

ووفقًا للبيانات الحالية، تسهم الأسعار العالمية للنفط في 98% من أسعار الوقود في جنوب أفريقيا، بينما تسهم العملة المحلية، المستقرة حاليًا عند 15.11 راندًا للدولار بنحو 2% من أسعار الوقود في البلاد.

وتابعت رابطة السيارات في جنوب أفريقيا قائلة: "نحن نشهد أسعارًا قياسية للوقود في جميع دول العالم؛ تأثرًا بالأسعار المرتفعة للنفط الخام".

وتابعت الرابطة: "على الصعيد المحلي لا يوجد الكثير لتخفيف تأثير الزيادات المتوقعة في أسعار النفط على ملايين المواطنين الذي يكافحون لتحسين أوضاعهم المالية في ظل اقتصاد هش".

و"يجب على الشعب الجنوب أفريقي أن يهيئ نفسه ويستعد لما يمكن أن يكون "شتاءً طويلًا"، في حال استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، بحسب رابطة السيارات في جنوب أفريقيا.

إجراءات حكومية لتقليص أسعار الوقود

تدرس وزارة الموارد المعدنية والطاقة في جنوب أفريقيا اتخاذَ مجموعة من الإجراءات لخفض الأسعار القياسية للوقود في البلاد، ومن بين تلك الإجراءات احتمالية وضع حد أقصى لحدود الوقود المسموحة لكل مستهلك.

وتوقعت الوزارة أن ترتفع أسعار الوقود بنحو 2 راند للتر خلال المدة المقبلة؛ الأمر الذي قد يدفع جنوب أفريقيا لوضع قيود على عدد اللترات المسموح بها من البنزين والديزل لكل سائق في كل زيارة لمحطات الوقود.

وأشارت الوزارة إلى وجود مقترحات بدعم وسائل النقل العام وإنتاج الغذاء، بدلًا من تجميد ضريبة الوقود في البلاد.

ورفعت جنوب أفريقيا الضريبة على الوقود إلى 6.11 راندًا لكل لتر، بدءًا من 2 مارس/آذار الجاري، لكنها أعلنت تجميدها خلال العام الجاري.

وتشمل المقترحات الأخرى لخفض أسعار الوقود في جنوب أفريقيا، تشجيع المزيد من الموظفين على العمل من المنزل وزيادة الحد الأقصى للسرعة لتوفير استهلاك الوقود إلى أقصى حد.

وتسعى البلاد إلى زيادة عمليات التنقيب عن النفط وضخ مزيد من الاستثمارات في مصافي التكرير المحلية، والتحرك لوقف إغلاق مصفاة سابريف.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق