طاقة متجددةأخبار الطاقة المتجددةأخبار الطاقة النوويةأخبار الكهرباءرئيسيةطاقة نوويةكهرباء

أول مشروعات الطاقة النووية في إندونيسيا يختار موقعه بعيدًا عن حزام الزلازل

وسط منافسة أميركية وروسية

رجب عز الدين

يستعد قطاع الطاقة النووية في إندونيسيا لإطلاق خططه الأولى خلال عام 2023، بعد عقود من الترقب والخوف من دخوله بسبب نشاط حزام الزلازل في جنوب شرق آسيا.

وتستكشف إندونيسيا في الوقت الحالي موقعين مقترحين لتطوير أولى محطاتها النووية، في إطار خطط انتقال الطاقة وهجر الفحم الملوث للمناخ، وفقًا لوكالة بلومبرغ.

واقترحت وزارة الطاقة والثروة المعدنية في البلاد موقعين لإنشاء أول مشروعات الطاقة النووية في إندونيسيا، بعيدًا عن مواقع مخاطر الزلازل المحتملة التي تحيط بأغلب دول جنوب شرق آسيا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

المواقع المقترحة

يقع الموقع الأول في مقاطعة كليمنتان الغربية بجزيرة بورنيو بالقرب من العاصمة الجديدة للبلاد "نوسانتارا"، وهو موقع منخفض المخاطر من ناحية النشاط الزلزالي، وفقًا لمسح وزارة الطاقة.

بينما يقع الموقع الثاني في جزر مقاطعة بانغكت بليوتنغ؛ للأسباب نفسها المرتبطة بضعف المخاطر، إضافة إلى دعم المشروع من قِبل الحكومة المحلية للمقاطعة؛ بهدف توفير الكهرباء لسكانها.

وتصنف إندونيسيا الطاقة النووية في فئة الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية من حيث كونها مصادر نظيفة للطاقة، إضافة إلى تمتعها بدرجة عالية من الثقة، خلافًا لمصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتقطعة على حسب ظروف الطقس وعوامل المناخ.

مخاطر الطاقة النووية

الطاقة النووية في إندونيسيا
محطة طاقة نووية - الصورة من موقع power philippines

رغم مميزات الطاقة النووية الظاهرة؛ فإن مخاطرها البيئية أعلى من غيرها، خاصة في المناطق التي تحاصرها أحزمة الزلازل من كل جانب، مثل دول جنوب شرق آسيا.

ويعزز من هذه المخاوف بعض حوادث تسرب الإشعاعات من المفاعلات النووية في آسيا وأوروبا خلال السنوات الماضية؛ إذ ما زال حادث مفاعل فوكوشيما في اليابان في مارس/آذار 2011، ماثلًا أمام أعين الآسيويين المتطلعين لدخول قطاع الطاقة النووية على حذر.

وشهدت خطط قطاع الطاقة النووية في آسيا انتعاشة ملحوظة منذ الحرب الأوكرانية التي أسهمت في اشتعال تكاليف الغاز الطبيعي والفحم المعتمد عليهما في أغلب دول آسيا.

وتعتمد أنشطة الصناعة الآسيوية على الغاز والفحم بصورة كبيرة لتوليد الكهرباء وتشغيل الصناعة، كما تعتمد قطاعات المنازل عليهما في توفير الكهرباء وأغراض الطهي والتدفئة.

اليابان وكوريا والصين

تعمل اليابان وكوريا الجنوبية منذ العام الماضي على إحياء خطط الطاقة النووية لتعزيز قدرتها في توليد الكهرباء في ظل أزمات الطاقة العالمية.

كما تتطلع الصين والهند لبناء مزيد من المفاعلات للسبب نفسه؛ ما يرجّح انتعاش الطاقة النووية في آسيا خلال السنوات المقبلة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

واقتحمت إندونيسيا قطاع الطاقة النووية عبر مشروع قانون للطاقة النظيفة يمهّد الطريق لزيادة قدراتها النووية بحلول عام 2045، في إطار خطط خفض الانبعاثات وانتقال الطاقة والحياد الكربوني بحلول 2060.

ووقّعت إندونيسيا مذكرة تفاهم حديثة مع الولايات المتحدة الأميركية لدعم خططها الطموحة في اقتحام قطاع الطاقة النووية عبر تقديم الدعم الفني اللازم لبناء وتشغيل المفاعلات النووية التي تجربها البلاد لأول مرة في تاريخها.

مذكرة تفاهم أميركية

الطاقة النووية في إندونسيا
حقل توقيع مذكرة التفاهم في 20 مارس 2023 - الصورة من موقع السفارة الأميركية في جاكرتا

تشمل مذكرة التفاهم تقديم الدعم الفني لشركة "إندونيسيا باور" المحلية لمساعدتها على بناء أول مفاعل نووي في البلاد بقدرة 462 ميغاواط، إضافة إلى منحة مالية بقيمة مليون دولار

وستقدّم شركتا "إن يو سكال باور" و"فلوركوربوراشن" الأميركيتان المساعدة الفنية إلى شركة "إندونيسيا باور" بالمشاركة مع مؤسسة "جيه جي سي" اليابانية.

ومن المخطط إنشاء مفاعل الطاقة النووية في إندونيسيا عبر تقنية المفاعلات المعيارية الصغيرة "إس إم آر" التي ستقدمها الشركات الأميركية المنخرطة في المشروع إلى جانب خدمات التصميم ونظم التوليد الكهربائي والربط البيني.

كما ستقدم الشركات الأميركية المساعدة في تقييم الأثريْن البيئي والاجتماعي لمشروعات الطاقة النووية في إندونيسيا، وصولًا إلى تقييم مخاطر التشغيل وعوامل الأمان وغيرهما.

روساتوم تدخل المنافسة

أرسلت شركة "ثوركون" الأميركية ورقة استشارية إلى السلطات المحلية في مقاطعة كليمنتان الغربية في إطار متطلبات الحصول على تراخيص إنشاء مفاعل نووي في المقاطعة.

كما دخلت شركة روساتوم الروسية على خط المنافسة وعرضت على إندونيسيا بناء محطة نووية عائمة تلائم ظروفها الجغرافية ومخاطر الزلازل.

ولم ترد السلطات الإندونيسية على عرض الشركة الروسية المستحوذة على أغلب الخدمات النووية في العالم حتى الآن، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتتوقع السلطات تشغيل أول مفاعل نووي على نطاق تجاري قبل عام 2039، على أن تلحقه مشروعات مماثلة ستدخل الخدمة التجارية على مراحل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق