رئيسيةأخبار الطاقة النوويةطاقة نووية

الطاقة النووية في أميركا تتلقى صدمة جديدة

دينا قدري

تعرضت طموحات الطاقة النووية في أميركا لضربة قوية، بعد إلغاء مشروع مبتكر للمفاعلات المعيارية الصغيرة في ولاية يوتا، على الرغم من المساعي الحثيثة لتحقيق أهداف المناخ.

فقد أعلنت شركة نوسكيل باور (NuScale Power) اتفاقها مع مجموعة طاقة في الولاية على إنهاء مشروع المفاعلات المعيارية الصغيرة، بسبب ارتفاع التكاليف؛ ما أدى إلى انهيار أسهم الشركة الأميركية بنسبة 20%، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتوفر محطات الطاقة النووية في أميركا، وهي أكبر حجمًا، ما يقرب من نصف الطاقة الخالية من الكربون تقريبًا المولدة في البلاد.

وتهدف المفاعلات المعيارية الصغيرة إلى ملاءمة التطبيقات الجديدة، مثل استبدال محطات الفحم المغلقة، فضلًا عن عمليات البناء في المجتمعات النائية.

ويقول المؤيدون، إن تصميم هذه المفاعلات المبتكرة أكثر أمانًا من المفاعلات الحالية، لكن النقاد يقولون، إن المفاعلات المعيارية الصغيرة ما تزال تنتج نفايات نووية خطرة.

مشروعات الطاقة النووية في أميركا

خططت شركة نوسكيل لتطوير مشروع مكون من 6 مفاعلات بقدرة 462 ميغاواط مع أنظمة الطاقة البلدية المرتبطة بولاية يوتا (UAMPS) وإطلاقه في عام 2030، لكن العديد من المدن انسحبت من المشروع مع ارتفاع التكاليف، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

وقالت شركة نوسكيل -في يناير/كانون الثاني 2023-، إن السعر المستهدف للطاقة النووية من المحطة هو 89 دولارًا لكل ميغاواط ساعة، بزيادة 53% عن التقدير السابق البالغ 58 دولارًا لكل ميغاواط ساعة، على الرغم من الدعم الذي تبلغ قيمته 30 دولارًا لكل ميغاواط ساعة من الحكومة الأميركية، ما أثار مخاوف بشأن استعداد العملاء للدفع.

ويبدو أن قرار إلغاء المشروع جاء في أعقاب تحديث من شركة نوسكيل خلال العام الجاري (2023) فيما يتعلق بتكلفة بناء المفاعلات، والتي ارتفعت إلى 9.3 مليار دولار من 5.3 مليار دولار بسبب ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم، وفق ما أفادت به صحيفة نيويورك تايمز (New York Times).

وكانت وزارة الطاقة الأميركية قد راهنت بشكل كبير على التكنولوجيا، وعلى شركة نوسكيل نفسها، ومنحتها 600 مليون دولار منذ عام 2014، لدعم تصميم المشروع وترخيصه وتحديد موقعه.

وفي عام 2020، وافقت وزارة الطاقة على منح 1.35 مليار دولار على مدى 10 سنوات للمحطة، المعروفة باسم مشروع الطاقة الخالية من الكربون، والتي تخضع لاعتمادات الكونغرس.

المفاعلات المعيارية الصغيرة من شركة نوسكيل
المفاعلات المعيارية الصغيرة من شركة نوسكيل - الصورة من منصة "إكستريم تك"

تطوير المفاعلات المعيارية الصغيرة

نوسكيل هي المطورة الوحيدة للمفاعلات المعيارية الصغيرة التي حصلت على ترخيص من الهيئات التنظيمية النووية الأميركية، إلّا إنه كان يتعين على الشركة إعادة التقديم للحصول على ترخيص، نظرًا لأن تصميم المفاعلات المعيارية الصغيرة المرخّص كان أصغر من أن يحقق نجاحًا تجاريًا، والآن، يبدو أن الوحدات الأكبر لم تنجح أيضًا.

وما تزال شركة نوسكيل ترغب في متابعة المفاعلات المعيارية الصغيرة، وتأمل ببناء ما يصل إلى 2 غيغاواط من المحطات في أوهايو وبنسلفانيا لصالح شركة ستاندرد باور (Standard Power)، لكنها تستهدف الآن الأسواق التي يقلّ فيها الإشراف التنظيمي، ويزيد فيها الدعم الحكومي.

كما تأمل شركة نوسكيل في بناء المفاعلات المعيارية الصغيرة في رومانيا وقازاخستان وبولندا وأوكرانيا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وقد انهارت أسهم نوسكيل بسبب الأخبار، إذ انخفضت بأكثر من 20%، ما رفع خسائرها منذ أغسطس/آب 2022 إلى أكثر من 80% مع قيام السوق بإعادة تقييم ادّعاءات الشركة.

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة المرافق البلدية في ولاية يوتا ماسون بيكر، إن قرار إلغاء العقد كان "أفضل مسار" و"الأفضل للمجتمعات الأعضاء"، وفق ما نقلته منصة "رينيو إيكونومي" (Renew Economy).

وأكد بيكر -في بيان له- أن المرافق ستنظر في تقنيات بديلة لتلبية احتياجاتها من الطاقة منخفضة الكربون، مثل مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية ومحطات الطاقة الحرارية الأرضية والغاز التي تحتوي على مزيج من الهيدروجين الأخضر.

الطاقة النووية في أستراليا

في أستراليا، جرى الترويج للمفاعلات المعيارية الصغيرة بشكل كبير من قبل التحالف الوطني الليبرالي ووسائل الإعلام المحافظة، على الرغم من الطبيعة الخيالية لهذه التكنولوجيا، والانتظار المتوقع لمدة 20 عامًا على الأقلّ، حتى تصبح متاحة تجاريًا.

وجادل المؤيدون بأنه يتعين على أستراليا وقف إغلاق محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، ووقف إطلاق خطوط نقل جديدة ومشروعات جديدة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية والتخزين، وانتظار ظهور المفاعلات المعيارية الصغيرة، على الرغم من الحاجة الملحّة المتزايدة للعمل المناخي وخفض الانبعاثات التي حثّ عليها العلماء، بحسب ما نقلته منصة "رينيو إيكونومي".

كما قال بعض أنصار الطاقة النووية، إن المفاعلات المعيارية الصغيرة يمكن جلبها إلى أستراليا في غضون عقد من الزمن.

وقد استغل وزير الطاقة الأسترالي كريس بوين أخبار إلغاء مشروع الطاقة النووية في أميركا من قبل شركة نوسكيل، مشيرًا إلى أن حملة وسائل الإعلام المؤيدة للطاقة النووية، التي يديرها المتحدث باسم الطاقة في التحالف الوطني الليبرالي تيد أوبراين، نُظِّمَت من قبل موظف سابق في شركة نوسكيل.

وقال بوين -في بيان-: "سياسة الطاقة الوحيدة التي تنتهجها المعارضة هي المفاعلات المعيارية الصغيرة.. اليوم، أُلغي النموذج الأولي الأكثر تقدمًا في الولايات المتحدة.. إن خطة التحالف الوطني الليبرالي لأمن الطاقة هي مجرد كلام فارغ من بيتر داتون (زعيم الحزب الليبرالي الأسترالي)".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق