رئيسيةأخبار الطاقة النوويةطاقة نوويةعاجل

الطاقة النووية في أميركا تشهد نقطة تحول.. تشغيل أول مفاعل محلي الصنع منذ 30 عامًا (فيديو)

دينا قدري

أحرزت صناعة الطاقة النووية في أميركا تحوّلًا كبيرًا من شأنه أن يثير الانقسامات؛ إذ شهدت ولاية جورجيا بدء تشغيل مفاعل نووي في محطة فوغتل، بما يضمن إمدادات الطاقة النظيفة لعقود مقبلة، في إطار السعي إلى الحدّ من انبعاثات قطاع الكهرباء.

وأعلنت شركة جورجيا باور (Georgia Power) أن الوحدة الثالثة من محطة فوغتل للطاقة النووية قد دخلت حيز التشغيل التجاري، وهي الآن تخدم العملاء وولاية جورجيا.

تُعدّ الوحدة الثالثة من فوغتل أول مفاعل نووي أُنشئ حديثًا في الولايات المتحدة منذ أكثر من 30 عامًا، ويمكنها تشغيل ما يُقدَّر بنحو 500 ألف منزل وشركة، وفق ما جاء في بيان صحفي أصدرته الشركة، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

بمجرد أن تصبح جميع الوحدات الأربع قيد التشغيل، سيكون موقع محطة فوغتل النووية أكبر مولد للطاقة النظيفة في الدولة، ويدعم النمو المستمر في جورجيا، مع قدوم المزيد من الصناعات والشركات والعائلات إلى الولاية.

تعزيز دور الطاقة النووية في أميركا

توفر الطاقة النووية حاليًا ما يقرب من 25% من مزيج الطاقة الإجمالي لشركة "جورجيا باور"، التابعة لشركة "ساوثرن كومباني" (Southern Company)، بما في ذلك الوحدات الموجودة في محطة فوغتل.

وتستمر المراحل النهائية من البناء والاختبار في المفاعل الرابع من محطة فوغتل، مع توقّع وضع الوحدة في الخدمة خلال أواخر الربع الرابع من عام 2023، أو الربع الأول من عام 2024.

وقال رئيس مجلس الإدارة، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة جورجيا باور، كيم غرين: "يعدّ التوسع النووي للوحدتين الثالثة والرابعة من محطة فوغتل مثالًا رائعًا آخر على كيفية قيام شركة جورجيا باور ببناء مستقبل طاقة موثوق ومرن لدولتنا".

وأضاف: "من المهم أن نقوم بهذه الأنواع من الاستثمارات طويلة الأجل، ونراعيها، حتى نتمكن من الاستمرار في توفير كهرباء نظيفة وآمنة وموثوقة وبأسعار معقولة لعملائنا البالغ عددهم 2.7 مليون عميل".

وأكد أن "إنجاز اليوم هو شهادة على التزامنا بفعل ذلك بالضبط، ويصادف اليوم الأول من 60 إلى 80 عامًا المقبلة التي ستخدم فيها الوحدة الثالثة من فوغتل عملاءنا بطاقة نظيفة وموثوقة".

من جانبه، قال الرئيس، المدير التنفيذي لشركة "ساوثرن كومباني"، كريس ووماك: "اليوم هو يوم تاريخي لولاية جورجيا، وشركة ساوثرن كومباني، وقطاع الطاقة بأكمله، إذ نواصل تغيير الطريقة التي ندير بها حياة الملايين من الأميركيين".

وتابع: "مع اكتمال الوحدة الثالثة، والوحدة الرابعة في المراحل النهائية من البناء والاختبار، يوضح هذا المشروع كيف يمكن للطاقة النووية الجديدة أن تؤدي دورًا حاسمًا في تحقيق مستقبل طاقة نظيفة للولايات المتحدة".

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- خريطة طريق الطاقة المتجددة في أميركا بحلول عام 2050:

الطاقة المتجددة

الاهتمام بالطاقة النووية في أميركا

بسعة 1100 ميغاواط، كان من المقرر في الأساس أن تدخل الوحدة الثالثة من محطة فوغتل قيد التشغيل في عام 2016، وتأجل بدء العمليات مرة أخرى في يونيو/حزيران.

وقال المحامي في مركز قانون البيئة الجنوبي الذي عارض المشروع، بوب شيريير، لصحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times): "على طول الطريق، استمرت الشركة في رفع تقديرات التكلفة، ما أدى إلى تأخير المواعيد النهائية بعض الشيء".

وأضاف: "في كل مرة، كانت التكاليف تزداد بما يكفي لإبقائها ضمن حدود التبرير، وأن يكون من المنطقي المضي قدمًا، لكن في كل مرة، أخطَؤوا في تقديرهم".

في الأصل، قُدِّرت تكلفة المفاعلين الثالث والرابع من فوغتل بـ 14 مليار دولار؛ إذ تضاعفت في النهاية لتتجاوز 30 مليار دولار، وتحملت شركة "جورجيا باور" أكثر من نصفها، إذ تمتلك 45% من المشروع.

كان مشروع فوغتل جزءًا من سياق الاهتمام المتجدد بالطاقة النووية في أميركا ضمن النخبة السياسية في عام 2008، وفق ما جاء في تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن فضائية "بي إف إم" (BFMTV) الناطقة باللغة الفرنسية.

كان من المقرر أن يكون إطلاق المفاعلين في جورجيا هو الأول من سلسلة من عشرات البنى التحتية الجديدة في جميع أنحاء البلاد، ولكن هذه النهضة في قطاع الطاقة النووية في أميركا أُحبطت بسبب كارثة فوكوشيما في عام 2011، ثم انخفاض أسعار الغاز الطبيعي.

في النهاية، أُطلقت 4 مفاعلات فقط، وبُنيت الوحدتان الثالثة والرابعة من محطة فوغتل.

ستُحدد كيفية تقاسم تكاليف الشركة مع عملائها من قبل لجنة الخدمات العامة في جورجيا بمجرد تشغيل الوحدة الرابعة، الذي من المقرر أن يبدأ في أوائل عام 2024؛ إذ يسمح القانون فقط بالتكاليف التي تعدّ "حكيمة" لتُمَرَّر إلى دافعي الضرائب.

تضع رابطة المستهلكين "جورجيا ووتش" الزيادة في فاتورة دافعي الضرائب المحليين بمبلغ 900 دولار لتغطية تكاليف البناء، ولكن ما يزال من المتوقع أن ترتفع فواتير الكهرباء بمعدل 3%، أو نحو 3.8 دولارًا، مع دخول الوحدة الثالثة حيز الخدمة.

والارتفاع يجب أن يكون بين 10 و13% مع الانتهاء من المفاعلين.

إنتاج الوقود النووي في أميركا

في سياقٍ متصل، صوّت مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية 96 صوتًا مقابل 3 أصوات للموافقة على تشريع من شأنه تعزيز إنتاج الوقود النووي المحلي، والتأكد من أن الاضطرابات في إمدادات اليورانيوم لن تؤثرّ في تطوير المفاعلات المتقدمة أو تشغيل أسطول المفاعلات الأميركي الحالي.

وقُدِّم التعديل من الحزبين على قانون تفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2024 إلى الكونغرس في فبراير/شباط من قبل أعضاء مجلس الشيوخ جو مانشين وجون باراسو وجيم ريش.

الغرض هو مطالبة وزيرة الطاقة بإنشاء برنامج لأمن الوقود النووي، وتوسيع البرنامج الأميركي لإمداد الوقود المؤكد، وإنشاء اليورانيوم منخفض التخصيب عالي المقايسة (HALEU)، لبرنامج المشروعات التجريبية للمفاعلات النووية المتقدمة، وتقديم تقرير عن برنامج الائتمان النووي المدني، وتعزيز البرامج لبناء قدرة القوى العاملة لتلبية احتياجات المهام الضرورية لوزارة الطاقة.

قُدِّمَ التعديل سابقًا بوصفه قانون أمن الوقود النووي لعام 2023، وفق ما جاء في تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "وورلد نوكلير نيوز" (World Nuclear News).

وسيتطلب برنامج أمن الوقود النووي المرتقب في التعديل أن تبدأ وزارة الطاقة الأميركية في الحصول على 100 طن على الأقلّ من اليورانيوم منخفض التخصيب سنويًا، وإبرام عقدين على الأقلّ بحلول نهاية عام 2026، لضمان تنوع الإمداد في تعدين اليورانيوم المحلّي، وتحويله، وتخصيبه، وقدرته على التفكيك، وتقنياته، بين شركات الطاقة النووية الأميركية.

كما يتطلب من وزارة الطاقة البدء في الحصول على 20 طنًا على الأقلّ سنويًا من اليورانيوم منخفض التخصيب عالي المقايسة بحلول نهاية عام 2027.

قال مانشين بعد تصويت مجلس الشيوخ، في 27 يوليو/تموز: "أريد أن أشكر الجميع على التصويت على هذا التعديل.. أخيرًا، ستبدأ الولايات المتحدة في الاهتمام بنفسها وإنتاج اليورانيوم المخصب الذي نحتاجه بدلًا من الاعتماد على روسيا.. أخيرًا، مع هذا التعديل، سنبدأ في الاتجاه الصحيح".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق