تقارير الغازالتقاريرتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

قطر تقود توقعات ارتفاع إسالة الغاز الطبيعي عالميًا.. قد تتجاوز 666 مليون طن سنويًا

متجاوزة توقعات الطلب من وكالة الطاقة الدولية

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • حثَّ غزو أوكرانيا المطورين على مضاعفة خطط إسالة الغاز الطبيعي
  • قدرة الإسالة العالمية قد ترتفع 40% خلال 5 سنوات مقبلة وحتى 2028
  • أغلب قدرات التسييل الجديدة ستأتي من مشروعات الولايات المتحدة وقطر
  • الطلب على الغاز المسال في أوروبا سيصل إلى ذروته بحلول عام 2025
  • انخفاض متوقع للطلب في اليابان وكوريا الجنوبية والأسواق الآسيوية الناشئة

زادت مشروعات إسالة الغاز الطبيعي في العالم مع ارتفاع الطلب الأوروبي منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التي أسهمت في حدوث أزمة طاقة عالمية غيّرت مشهد تجارة الغاز إقليميًا ودوليًا.

وتخطط الولايات المتحدة وقطر وروسيا وعدد من دول العالم لزيادة قدرات تصدير الغاز المسال عبر بناء محطات جديدة أو توسيع المحطات العاملة للاستفادة من فرص التصدير المستقبلية خاصة إلى آسيا وأوروبا.

في هذا السياق، توقّع تقرير حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- ارتفاع إجمالي قدرة إسالة الغاز الطبيعي العالمية إلى 666.5 مليون طن متري سنويًا بحلول نهاية عام 2028.

وحفزت الأسعار المرتفعة للغاز بعد اندلاع غزو أوكرانيا، المطورين على مضاعفة خطط بناء قدرات إسالة الغاز الطبيعي بغرض التصدير للاستفادة من تحولات تجارة الغاز العالمية بعد انقطاع الغاز الروسي عن القارة الأوروبية.

قدرة إسالة الغاز الطبيعي سترتفع 40%

ابتداءً من أواخر عام 2024، ستشهد سوق الغاز المسال موجة غير مسبوقة من المشروعات الجديدة التي ستدخل إلى حيز التشغيل، وسيكون هذا أسرع نمو بالقدرة الإنتاجية للصناعة في التاريخ الحديث، حسب التقرير الصادر معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي.

ويتوقع المعهد إضافة 193 مليون طن متري سنويًا إلى قدرة إسالة الغاز الطبيعي العالمية خلال المدة من 2024 إلى 2028، بزيادة 40% في 5 سنوات فقط، ما يمثّل 5 أضعاف القدرة المضافة خلال السنوات الـ4 السابقة.

ومن المتوقع أن يأتي الجزء الأكبر من قدرات التسييل الجديدة المقرر استكمالها بحلول 2028، من الولايات المتحدة وقطر، إضافة إلى روسيا وكندا وبعض الدول الأفريقية التي لديها مشروعات كبيرة قيد الإنشاء حاليًا.

ويشمل تقدير معهد اقتصادات الطاقة، مشروعات إسالة الغاز التي بدأت عمليات البناء، أو التي حصلت على موافقات التمويل، بحسب تفاصيل رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من التقرير.

التوقعات تتجاوز وكالة الطاقة الدولية

يمكن لإجمالي قدرة إسالة الغاز العالمية أن يصل إلى 666.5 مليون طن متري سنويًا بحلول نهاية عام 2028، وهو ما يتجاوز تقديرات سيناريوهات الطلب الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية بحلول عام 2050.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يصل إجمالي تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية إلى 482 مليون طن سنويًا فقط بحلول منتصف القرن، بحسب سيناريو السياسات الحالية.

ناقلة غاز مسال
ناقلة غاز مسال -الصورة من LNG Prime

وهذا يعني أن تقديرات معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي لقدرة إسالة الغاز الطبيعي بحلول عام 2028، ستتجاوز توقعات سيناريوهات الطلب طويلة الأمد الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية.

ويوفر سيناريو السياسات الحالية (STEPS) نظرة مستقبلية تستند إلى أحدث اللوائح والسياسات الحالية في العالم، بما في ذلك سياسات الطاقة والمناخ والسياسات الصناعية ذات الصلة، بحسب تفاصيل منهجية ترصدها وحدة أبحاث الطاقة في تغطيتها لتقارير وكالة الطاقة الدولية.

وتشير توقعات هذا السيناريو إلى ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي بنسبة 4% فقط حتى عام 2050، أمّا سيناريو التعهدات المناخية المعلنة (APS) فيتوقع انخفاضًا حادً للطلب بنسبة 40% بحلول 2050، بعد وصوله إلى ذروته بحلول عام 2030، وهي توقعات محل جدل وانتقادات عالمية واسعة يقودها -مؤخرًا- نواب في الكونغرس الأميركي.

على العكس من ذلك، تشير توقعات سيناريوهات الحالة المرجعية لعديد من المنظمات الدولية الأخرى والشركات المتخصصة، إلى مواصلة الطلب العالمي على الغاز الطبيعي النمو حتى عام 2050، بنسب تتراوح بين 20% إلى 47% خلال المدة من 2020 إلى 2050.

وتشمل هذه المنظمات، أوبك، وإدارة معلومات الطاقة الأميركية، ومعهد اقتصادات الطاقة في اليابان، وشركة النفط البريطانية بي بي، وشركة إكسون موبيل الأميركية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

توقعات الطلب على الغاز المسال بالمناطق

يتوقع معهد اقتصادات الطاقة نمو الطلب العالمي على الغاز المسال بصورة ضعيفة خلال السنوات القليلة المقبلة، مدفوعًا بتراجع الطلب في بعض الاقتصادات المتقدمة والأسواق الآسيوية الناشئة التي تواجه تحديات اقتصادية ومالية مركّبة.

وانخفضت واردات اليابان وكوريا الجنوبية وأوروبا بصورة ملحوظة خلال عام 2023، والتي تمثّل مجتمعة أكثر من نصف الطلب العالمي على الغاز المسال، ويرجّح المعهد استمرار انخفاض الطلب في هذه المناطق حتى عام 2030.

وكانت اليابان -على سبيل المثال- أكبر مستورد للغاز المسال في عام 2022، لكنها لم تلبث أن تراجعت إلى المركز الثاني في عام 2023 لصالح الصين، مع انخفاض طلبها على الغاز بنسبة 8%.

يوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور واردات اليابان الشهرية من الغاز المسال خلال عام 2023 وحتى الربع الأول من 2024:

واردات اليابان من الغاز المسال

ومن المرجّح أن تؤدي خطط اليابان للتوسع في توليد الكهرباء، عبر تشغيل مزيد من محطات الطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة، إلى انخفاض طلبها بصورة كبيرة على الغاز في قطاع الكهرباء.

ويمتد الانخفاض إلى كوريا الجنوبية التي تعدّ تاريخيًا أكبر مشترٍ للغاز المسال الأميركي، إذ تراجعت وارداتها من الغاز المسال بنسبة 5% تقريبًا في عام 2023.

وتستهدف خطط المناخ والطاقة طويلة المدى في كوريا الجنوبية انخفاض واردات الغاز المسال بنسبة 20% حتى منتصف ثلاثينيات العقد المقبل، مع زيادة الاعتماد على محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية.

ذروة الطلب في أوروبا بحلول 2025

شهدت واردات أوروبا من الغاز المسال تباطؤًا في عام 2023، متحدّية توقعات ارتفاع الواردات لتعويض إمدادات الغاز الروسية المفقودة، كما انخفض إجمالي استهلاك الغاز في أوروبا بنسبة 20% خلال العامين الماضيين، بسبب ارتفاع الأسعار وتفويضات أمن الطاقة وسياسات المناخ.

ويتوقع معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي أن يصل الطلب على الغاز الطبيعي المسال في أوروبا إلى ذروته بحلول عام 2025، قبل أن يبدأ رحلة الانخفاض حتى عام 2030.

ويمتد مشهد التوقعات إلى الأسواق الآسيوية الناشئة التي لجأت إلى تسريع خطط تطوير مصادر الطاقة البديلة لتقليص دور الغاز المسال، بسبب سلسلة من التحديات الاقتصادية والسياسية والمالية واللوجستية.

ويرجّح المعهد أن تؤدي الجداول الزمنية المطولة لمشروعات البنية التحتية الجديدة لاستيراد الغاز المسال في جنوب شرق آسيا، إضافة إلى الاقتصادات المواتية لمصادر الطاقة البديلة، إلى تقييد نمو الطلب على الغاز المسال في المنطقة خلال السنوات المقبلة، وخاصة في فيتنام والفلبين.

أمّا في الصين، فمن المتوقع أن تزيد الواردات مع انخفاض الأسعار، لكن إنتاج الغاز المحلي وواردات خطوط الأنابيب والسياسات التي تفضّل صناعات الطاقة المحلية، يمكن أن تقيّد من نمو الطلب على الغاز.

استنادًا إلى كل هذه العوامل، يتوقع المعهد أن يؤدي الطلب العالمي الضعيف على الغاز المسال والموجهة الهائلة من قدرة إسالة الغاز الطبيعي إلى زيادة المعروض في أسواق الغاز المسال في غضون عامين فقط، ما يشير إلى احتمال حدوث تخمة قريبة في المعروض.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق