تقارير الغازالتقاريرسلايدر الرئيسيةغاز

أسعار الغاز تنخفض 6.4% وتتجاهل توترات حركة الشحن.. ما السبب؟

أسماء السعداوي

تحمل أسعار الغاز أهمية حاسمة في فصل الشتاء؛ إذ يرتفع الطلب لتلبية احتياجات التدفئة وتوليد الكهرباء، لكنها أخذت منحى غير متوقع في ظل استمرار توترات حركة الشحن في مضيق باب المندب.

وتعهّدت جماعة الحوثي باليمن باستهداف أي سفينة متجهة إلى مواني إسرائيل بهدف الضغط لوقف الحرب في غزة؛ ما دفع الولايات المتحدة إلى شن هجمات عسكرية مضادة.

ووفق البيانات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، تراجعت أسعار الغاز بنسبة 6.4%، مسجلةً 29.9 يورو (32.5 دولارًا أميركيًا) لكل ميغاواط/ساعة في الساعة 05:30 مساءً بتوقيت غرينتش (08:30 مساءً بتوقيت السعودية)، في أكبر انخفاض منذ يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023.

(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا)

وانخفضت العقود الآجلة لشهر أمامي في هولندا، المؤشر الرئيس لأسعار الغاز في أوروبا، بنسبة 4.0% إلى 30.7 يورو (33.4 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة في الساعة 11:42 صباحًا بتوقيت أمستردام (1:42 مساءً بتوقيت مكة المكرمة).

وتستعمل بعض دول أوروبا وحدات القياس "تيراواط" و"غيغاواط" في تعاملاتها المرتبطة بالغاز، ويشير غيغاواط/ساعة إلى 3.2 مليون قدم مكعبة من الغاز، وتيراواط/ساعة 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز.

أسعار الغاز في أوروبا

كان تراجع أسعار الغاز الأوروبية مدفوعًا بالوفرة في المعروض العالمي، كما أن حجم المخزون ما زال كبيرًا وتجاوز 90% في معظم بلدان القارة، إلى جانب الطقس المعتدل في أغلب الأنحاء، بالإضافة إلى تراجع الطلب من جانب الصناعة.

وأعرب تجار عن تفاؤلهم باستقرار أوضاع الغاز في أوروبا خلال شتاء هذا العام (2024)، بعد النجاح في حشد كميات قياسية في العام الماضي (2023)، وفق تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.

وبعد اندلاع فتيل الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، عانت أوروبا أزمة طاقة مريرة بعد خروج الغاز الروسي المزوّد الرئيس قبل الحرب، من مشهد الطاقة؛ ما تسبب في ارتفاع الأسعار واضطراب سلاسل التوريد.

يقول المحلل في شركة "آر بي سي يوروب ليمتد" (RBC Europe Ltd) عدنان داناني، إن الطلب على الغاز بالاتحاد الأوروبي كان أقل كثيرًا في 2023 مقارنة بمستويات ما قبل الحرب، وبالنسبة أيضًا إلى معظم أشهر عام 2022؛ حيث كان الطلب منخفضًا بالفعل.

قطر

بعد الحرب، أصبحت أنظمة الطاقة في أوروبا أكثر اعتمادًا على سلاسل التوريد العالمية التي تتأثر بالأحداث البعيدة عن أسواق القارة بآلاف الأميال مثل أستراليا والآن قطر.

ورغم التقلبات في الأسعار؛ فإن تلك الطريقة تُمكِّن تجار الغاز المسال من الوصول إلى موردين مختلفين على عكس الغاز المنقول عبر الأنابيب.

وجاء تراجع أسعار الغاز الأوروبية على الرغم من ورود أنباء عن توقف ناقلات الغاز المسال القطرية عن عبور قناة السويس المصرية بصفة مؤقتة، بسبب التوترات الجيوسياسية في محيط مضيق باب المندب عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر.

وكشفت بيانات تتبع السفن عن أن 5 ناقلات قطرية كانت في طريقها من وإلى مضيق باب المندب، ثم توقفت 3 ناقلات قبالة سواحل سلطنة عُمان، وواحدة في البحر الأحمر، والأخيرة في البحر المتوسط قرب قناة السويس.

ناقلة غاز مسال قطرية تابعة لشركة ناقلات
ناقلة غاز مسال قطرية تابعة لشركة ناقلات - الصورة من موقع الشركة

وقطر هي أكبر مُصدّر للغاز المسال إلى أوروبا بعد الولايات المتحدة الأميركية، وعادةً ما تصدر شحناتها بحرًا؛ لأن البديل وهو طريق رأس الرجاء الصالح أطول.

وفي 2023 المنصرم، نجحت قطر في تلبية 13% تقريبًا من استهلاك الغاز في غرب أوروبا، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

هل يستمر الاتجاه النزولي؟

وفق بيانات الأرصاد الجوية، من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة بصورة كبيرة في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وهي أكبر أسواق الطاقة في أوروبا، في بداية الأسبوع الجاري، وهو ما سيرفع الطلب على الغاز الطبيعي لأغراض التدفئة وتوليد الكهرباء.

لكن تراجع استهلاك الغاز في الصناعة وارتفاع مستويات التخزين مع وصول شحنات ضخمة إلى شمال غرب أوروبا، سيضع حدًا لارتفاع أسعار الغاز، بحسب التقرير.

كما سيكون هناك تحول كبير مستقبلًا إلى الطقس المعتدل في بلدان وسط أوروبا، وهو ما سيمنح أسعار الغاز مزيدًا من الاستقرار.

وبحلول 24 يناير/كانون الثاني الجاري، تقول شركة "ماكسار تكنولوجيز" لتوقعات الأحوال الجوية (Maxar Technologies) إن درجات الحرارة في عواصم المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا ستتجاوز 6 مئوية أو 10.8 فهرنهايت، لتكون أعلى من متوسط درجات الحرارة الموسمية خلال الشتاء.

يتزامن ذلك مع ارتفاع الطلب على الغاز في روسيا إلى أعلى مستوى له تاريخيًا، عند 1.8 مليار متر مكعب، يوم 13 يناير/كانون الثاني الجاري، نتيجة لانخفاض درجات الحرارة إلى 20 تحت الصفر.

كما ضربت موجة باردة كلًا من الولايات المتحدة وكندا، جالبة معها الثلوج والرياح؛ ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن عشرات المئات من المنازل في مدن الغرب الأوسط وشمال غرب المحيط الهادئ.

طقس سيئ يضرب الولايات المتحدة وكندا
طقس سيئ يضرب الولايات المتحدة وكندا - الصورة من صحيفة "يو إس إيه توداي"

وفي الولايات المتحدة، تسبب ارتفاع الطلب على الغاز بسبب البرد القارس إلى وصول أسعار الغاز لأعلى مستوياتها خلال أكثر من عام، في الوقت الذي تراجع فيه حجم الإمدادات بعد تجمد الآبار جراء الصقيع.

وفي مقاطعة ألبرتا الكندية، ارتفع الطلب على الكهرباء إلى مستوى قياسي، وهو ما دفع مشغل النظام الكهربائي (AESO) إلى مطالبة السكان بخفض الاستهلاك.

ولذلك؛ فمن المتوقع أن يرتفع الطلب على الغاز خلال الأيام المقبلة، لكن من غير المرجح أن تشهد أسعار الغاز انتعاشة قوية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

كما قد تؤدي المخاطر في البحر الأحمر إلى تأخير وصول الشحنات إلى أوروبا، لكن لن تؤدي إلى شح إمدادات الغاز على المدى القريب؛ إذ تتمتع القارة العجوز بمخزون جيد للغاز، كما أن الطلب الصناعي ما زال ضعيفًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق