أخبار الكهرباءرئيسيةعاجلكهرباء

الفحم والغاز ينقذان الكهرباء في ألبرتا الكندية من انهيار كامل

رئيس وزراء مقاطعة ساسكاتشوان: لن نغلق محطات الوقود الأحفوري

أسماء السعداوي

خلال ساعات قليلة، نجح قطاع الكهرباء في ألبرتا الكندية في تجنب الانهيار التام للشبكة، بعدما ارتفع حجم الطلب إلى مستوى قياسي، ما دفع السلطات إلى المطالبة بخفض الاستهلاك على الفور، وقصر الاستعمال على الأمور الضرورية فقط.

وبسبب الانخفاض الشديد في درجات الحرارة بغرب كندا والقيود على واردات الطاقة وارتفاع الطلب على الكهرباء، أعلنت السلطات في ألبرتا مساء السبت 13 يناير/كانون الثاني 2024 حالة الطوارئ تجنبًا للانقطاع التام للتيار، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وشملت قائمة المحظورات، الأضواء غير الضرورية والأجهزة الكهربائية وأجهزة التدفئة، وكذا مطالب بتأجيل استعمال الأجهزة الكهربائية الكبيرة وشحن السيارات الكهربائية واستعمال الميكروويف بدلًا من المواقد.

وقال رئيس وزراء مقاطعة ساسكاتشوان، سكوت مو، إن محطات الكهرباء العاملة بالفحم والغاز الطبيعي أمدت ألبرتا بالكهرباء، مدافعًا عن محطات الوقود الأحفوري في وجه مساعي التحول الأخضر، قائلًا: "لن نغلقها".

وتخطط كندا لإغلاق محطات الكهرباء العاملة بالغاز والفحم بحلول عام 2030 واستبدال مصادر الطاقة المتجددة بها، سعيًا إلى خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، وصولًا إلى هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

شبكة الكهرباء في ألبرتا الكندية

رفع مشغل النظام الكهربائي في مقاطعة ألبرتا (AESO) حالة الطوارئ في الساعة 08:40 مساء (04:40 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، مطالبًا المواطنين بخفض الاستهلاك تجنبًا لشح الإمدادات، بعد ارتفاع الطلب بسبب الطقس الناجم عن موجة باردة تاريخية.

وضربت عاصفة الولايات المتحدة وكندا، جالبة معها الثلوج والبرد والرياح العاتية، وتسببت في انقطاع الكهرباء عن مئات المنازل بأنحاء مدن الغرب الأوسط وشمال غرب المحيط الهادئ.

ورغم رفع حالة الطوارئ واستمرار درجات الحرارة دون الصفر، طلب مشغل النظام من السكان مواصلة ترشيد الاستهلاك خلال أوقات ذروة الطلب من الساعة الرابعة مساء إلى السابعة مساء بالتوقيت المحلي (12 صباحًا إلى 3 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة).

وكانت السلطات تترقب نقصًا يصل إلى 200 ميغاواط خلال ساعات الذروة بالمساء، ما قد يدفعها إلى تطبيق قطع دوري للتيار، لحين إما انخفاض الطلب وإما وصول إمدادات إلى الشبكة.

وبعد إصدار الإنذار، استجاب السكان على الفور تقريبًا وشهد الطلب انخفاضًا بمقدار 100 ميغاواط، ثم ارتفع إلى 200 ميغاواط في غضون دقائق معدودة، بحسب بيان صحفي نشره مشغل النظام الكهربائي في ألبرتا، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

برج كهرباء أثناء عاصفة ثلجية
برج كهرباء في أثناء عاصفة ثلجية- الصورة من "123rf"

محطات الغاز والفحم

من جانبه، ربط رئيس وزراء مقاطعة ساسكاتشوان في غرب كندا، سكوت مو، بين شح إمدادات الكهرباء والمحطات العاملة بحرق الغاز الطبيعي والفحم.

وأوضح، في تدوينة عبر منصة إكس، أن شركة الكهرباء العامة في المقاطعة ساسك باور (SaskPower) أمدت ألبرتا بـ153 ميغاواط من الكهرباء، وأن هذه السعة مولدة من محطات تعمل بحرق الغاز الطبيعي والفحم.

ودفاعًا عن دور الفحم والغاز في توليد الكهرباء، قال إن تلك المحطات "هي التي تطالبنا حكومة ترودو (رئيس الوزراء) بإغلاقها، لكننا لن نفعل".

رئيس وزراء مقاطعة ساسكاتشوان سكوت مو
رئيس وزراء مقاطعة ساسكاتشوان سكوت مو - الصورة من "nationalobserver"

وفق بيانات منصة "ريليابل إيه بي إنرجي" (Reliable AB energy) المعنية برصد قطاع الطاقة في ألبرتا الكندية، يُسهم الوقود الأحفوري حاليًا بـ94.4% من الكهرباء في ألبرتا، في حين تصل حصة طاقة الرياح إلى 1.3% والشمس 0%، بالإضافة إلى استيراد 67 ميغاواط من مناطق خارجها.

وتُعيد الأزمة الحالية إلى الأذهان ذكرى العاصفة الجليدية "إليوت" التي ضربت نحو ثلثي مساحة الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الأول (2022)، وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي.

وتسبّبت تلك الحادثة في فتح تحقيق رسمي، وفي منتصف نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم (2023) أعلنت لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية (FERC) ومؤسسة الموثوقية الكهربائية لأميركا الشمالية (NERC) نتائجهما الرسمية التي خلُصت إلى حث المشرّعين على وضع قواعد تنظيمية للحفاظ على موثوقية إمدادات الغاز الطبيعي خلال الشتاء.

وحذرت المؤسسة من أن أكثر من نصف أميركا وأجزاء من كندا (إذ يعيش نحو 180 مليون شخص) قد تشهد مجددًا انقطاعًا للكهرباء خلال الشتاء الحالي، بسبب نقص البنية الأساسية لنقل الغاز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق