خبيرة: الغاز الإسرائيلي يجذب شركات عالمية.. وهذا مصير "إيني" في لبنان (صوت)
أحمد بدر
قالت مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتيان، إن 38% من الغاز الإسرائيلي يأتي من حقل تمار، الذي تديره وتشرف عليه شركة شيفرون الأميركية.
وأضافت، خلال حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، أدارها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، والخبير الاقتصادي رئيس المركز العربي الأفريقي للاستثمار والتسهيلات المستشار عيد العيد، بمنصة "إكس" تحت عنوان "الحرب على غزة، آثارها في غاز شرق المتوسط وإمدادات الطاقة"، أن تأثير الحرب المباشر يتعلق بوقف إنتاج جزء كبير من الغاز.
وأوضحت هايتيان أن خفض إنتاج الغاز الإسرائيلي من حقل تمار، بطلب من الحكومة الإسرائيلية لشركة شيفرون، جاء بنسبة عالية جدًا، إذ إن أغلب الإنتاج يوجَّه للاستهلاك الداخلي للكهرباء، ونحو 5 إلى 8% من هذا الإنتاج يذهب إلى التصدير لكل من الأردن ومصر.
ويعني هذا بشكل مباشر، وفق الخبيرة الدولية، أن قطاع الطاقة والاقتصاد يشهد أكبر تأثير جراء حرب غزة في حوض البحر المتوسط، إذ إن مصر تأثّرت، ونوعًا ما تأثّرت الأردن، وبالطبع إسرائيل بالنسبة للطلب الداخلي على الطاقة.
جولة التراخيص الرابعة في إسرائيل
تقول لوري هايتيان، إنه في الوقت الذي كانت تحدث فيه تداعيات حرب غزة، كانت وزارة الطاقة الإسرائيلية تعلن نتائج جولة التراخيص الرابعة في إسرائيل.
وأضافت: "نتيجة هذه الجولة كانت منح إسرائيل حق الاستثمار أو التطوير والاستكشاف لمجموعة من الشركات، إذ حصلت على حقوق التنقيب عن الغاز الإسرائيلي في المنطقة "آي" الشمالية على الحدود مع لبنان شركات سوكار الأذربيجانية وشركة النفط البريطانية "بي بي" (BP) و"نيوميد" الإسرائيلية".
وتابعت: "في الناحية الجنوبية، وتحديدًا المنطقة "جي" دخلت شركة "إيني" (ENI) الإيطالية، لأول مرة الى السوق الإسرائيلية مع "دينا بتروليوم" و"ريشا"، وهي أيضًا شركة إسرائيلية، أي إن هذه الجولة كانت منطلقة قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتحديدًا في يوليو/تموز 2023".
وأوضحت لوري هايتيان أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد أعلنت قبل بدء حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول أن هناك 5 شركات جديدة قد تدخل السوق الإسرائيلية، واليوم تغيرت كل الأمور، ولكن النتيجة أن 4 من أضخم الشركات دخل السوق الإسرائيلية.
وتساءلت: "هل تستمر إسرائيل في قبول العروض ومواصلة الاتفاقية، ومن ثم تستأنف الأعمال؟"، موضحة أن هذا ما يجب انتظاره، ولكن هذا الأمر سوف تكون له تداعيات، وهي:
أولًا: مجموعة الشركات هي "سوكار" و"بي بي" و"نيوميد"، وسوكار هي الشركة الحكومية في أذربيجان، التي دائمًا ما تمدّ إسرائيل بالنفط، ولها علاقة عسكرية وطيدة معها، والجميع يعرفون ما حدث في أرمينيا وإمداد إسرائيل لأذربيجان بالمعدّات العسكرية، واليوم تتوطد هذه العلاقات بالطاقة بوجود الشركة الآذرية ضمن المنقّبين عن الغاز الإسرائيلي.
وبالنسبة لشركة النفط البريطانية بي بي ونيوميد الإسرائيلية، فإن الأولى كانت قد عرضت في مايو/أيار الماضي مع شركة أدنوك الإماراتية شراء 50% من نيوميد مقابل نحو 2 مليار دولار، واليوم نرى أن هذا المشروع قد يكون توقّف بسبب حرب غزة، ومن الممكن أن تكون الشركة الإسرائيلية غير راغبة في وجود شريك عربي، أو تكون أدنوك غير راغبة في مشاركة إسرائيلية.
ثانيًا: وجود شركة إيني الإيطالية، التي تملك الحكومة في إيطاليا جزءًا منها، وهي في الوقت نفسه موجودة بقوة في مصر وقبرص، وحاليًا لديها الحفارة في مربع 9 في لبنان، ونراها اليوم تبحث عن الغاز الإسرائيلي، لتثبت وجودها بصفتها منتجًا أساسيًا للغاز في المنطقة، خاصة أن الحكومة الإيطالية أعلنت بعد حرب أوكرانيا رغبتها في تنويع مصادر الطاقة واستبدال الغاز الروسي بإمدادات من مناطق أخرى.
الوضع في لبنان بعد حرب غزة
طرحت مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتيان تساؤلًا حول إمكان استمرار إيني الإيطالية في لبنان، بعدما فازت في جولة التراخيص الرابعة للتنقيب عن الغاز الإسرائيلي.
وقالت، إن وجود الشركة الإيطالية في مربع 9، شريكًا مع كل من توتال إنرجي (Total Energy) وقطر للطاقة، وبعد أن أظهرت نتائج الحفر أنه لا يوجد غاز في هذا المرابع، ثم تقدّمها مع الشركتين إلى الدولة اللبنانية بعرضين في المربعين 8 و10، يطرح تساؤلات حول موقف الحكومة اللبنانية.
وأضافت: "هل ستقبل الدولة اللبنانية بوجود شركة إيني الإيطالية في مربع 9 بعد أن أصبحت تعمل في إسرائيل؟ وهل ستقبل بالعرضين اللذين تقدمت بهما الشركة مع توتال إنرجي وقطر للطاقة؟ هذا ما ننتظر معرفته".
ولفتت إلى أن هناك حالة ترقب لموقف الشركات التي أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها ربحت العقود ضمن جولة التراخيص الرابعة، وما إذا كانت تريد الاستمرار في التنقيب عن الغاز الإسرائيلي بعد الحرب الدائرة الآن في غزة.
وأوضحت الخبيرة الدولية أن هذه نقطة مهمة ترتبط بمستقبل الطاقة في لبنان، فجولة التراخيص الأولى التي كانت بدأت في عام 2013 وانتهت باتفاقين في 2018، بشأن مربَّعي 4 و9، مع تحالف مكون من توتال وإيني ونوفاتك وبعدها قطر للطاقة في مربع 4، الذي تخلّت عنه توتال قبل أيام، بعدما حفرت حفرًا استكشافيًا أوليًا ولم تجد غازًا.
وتابعت: "بالنسبة لجولة التراخيص الثانية، ننتظر نتائج الدولة وما ستعلنه بشأنها، وما إذا كانت ستقبل بالعرضين المقدّمين من توتال وزملائها، ومن بعدها لا يوجد أيّ شيء للبنان من ناحية النفط والغاز، ولننتظر ماذا سيحدث الأسابيع المقبلة في المنطقة، ولكن نستطيع أن نقول، إن أحلام لبنان بأن يصبح دولة منتجه للنفط والغاز اليوم مجرد أوهام، ولا يوجد شيء حقيقي".
يشار إلى أن لبنان أعلن في 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن عمليات التنقيب واكتشاف الغاز أظهرت نتائج صادمة، مع انتهاء عمليات الحفر في حقل قانا بالقرب من الحدود الإسرائيلية، إذ حسمت وزارة الطاقة اللبنانية الجدل حول العمليات التي يُجريها تحالف تقوده شركة توتال إنرجي.
وأصدرت هيئة إدارة قطاع البترول التابعة وزارة الطاقة والمياه بيانًا، حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه، أعلنت فيه مواصلة أعمال حفر البئر الاستكشافية في مربع 9 بالمياه البحرية اللبنانية، مؤكدة عدم التوصل إلى مواد هيدروكربونية، ولكن البيانات والعينات تشكّل أملًا جديدًا ومعطيات إيجابية.
موضوعات متعلقة..
- باحث: الغاز الإسرائيلي ورقة ضغط على مصر.. ودولتان يمكنهما المساعدة
- ماذا لو أُغلقت حقول الغاز الإسرائيلية؟.. مصر والأردن وأوروبا في خطر (تحليل)
- أنس الحجي: الغاز الإسرائيلي في ورطة.. وهذا موقف مصر
اقرأ أيضًا..
- شطب مشروعات طاقة الرياح البحرية في أميركا يهوي بسهم أورستد 18%
- قطر للطاقة تحتفي بتسليم 1000 شحنة غاز مسال إلى بريطانيا
- مصفاة تابعة لشيفرون تثير غضب نشطاء وسكان "ريتشموند" الأميركية