رئيسيةتقارير النفطنفط

مصفاة تابعة لشيفرون تثير غضب نشطاء وسكان "ريتشموند" الأميركية

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • مصفاة شيفرون من أكبر المساهمين في انبعاثات غازات الدفيئة على الساحل الغربي
  • • أعمال شيفرون الخيرية تدعم مجموعة واسعة من الخدمات والمنظمات في ريتشموند
  • • مصافي النفط تنفث الملوثات مثل أول أكسيد الكربون ومُركَّب البنزين المسبب للسرطان
  • • معدل الإصابة بالربو لدى الأطفال في ريتشموند يزيد عن ضعف المعدل الوطني
  • • كاليفورنيا لن تصل إلى أهدافها المناخية ما لم تخفض بشكل كبير معالجة النفط في المصافي
  • • مصافي التكرير يمكنها تحقيق بعض أهدافها لخفض الانبعاثات باحتجاز الكربون وتخزينه

يتطلع النشطاء العمّاليون ومجموعات حماية البيئة إلى التخلص من مصفاة تملكها شركة شيفرون ومرافقها في مدينة ريتشموند بولاية كاليفورنيا الأميركية، والتي تطلق انبعاثات غاز الدفيئة المضرة بالصحة، ويطالبون بإنهاء أعمال صناعة الوقود الأحفوري في مدينتهم.

ويرى المحللون أنه لا يمكن تحقيق ذلك دون إغلاق مصفاة التكرير هذه في نهاية المطاف، وهي واحدة من أكبر المساهمين في الانبعاثات الضارة على الساحل الغربي للبلاد، رغم أن هذا سيتسبّب في إلغاء وظائف المصفاة التي كان العمال يكافحون من أجلها، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويعيش عدد صغير نسبيًا -نحو 150- من عمال المصفاة البالغ عددهم نحو 3 آلاف عامل في منطقة ريتشموند، وفقًا لتحليل أجرته جامعة كاليفورنيا، بيركلي.

وتُعدّ شركة النفط والغاز الأميركية العملاقة شيفرون أكبر دافعي الضرائب في ريتشموند، إذ تمثّل نحو ربع الصندوق العام للمدينة، تدعم الأعمال الخيرية التي تقدّمها الشركة مجموعة واسعة من الخدمات والمنظمات في المدينة، بحسب ما نشرته مجلة ذا نيشن (thenation.com) الأميركية.

المخاطر الصحية لمصفاة شيفرون

تمثّل مصفاة شيفرون خطرًا على الصحة، إذ تنفث الملوثات مثل أول أكسيد الكربون، ومُركَّب البنزين المسبب للسرطان، والجسيمات، وهي مادة مهيجة للجهاز التنفسي مرتبطة بأمراض القلب، من بين مشكلات صحية خطيرة أخرى.

وفي مدينة ريتشموند بولاية تكساس الأميركية، يمتزج تلوث مصافي التكرير مع الأبخرة المنبعثة من شاحنات الديزل والانبعاثات الصادرة من الميناء القريب. ونتيجة لسوء نوعية الهواء، فإن معدل الإصابة بالربو لدى الأطفال في المنطقة يزيد عن ضعف المعدل الوطني.

إضافة إلى ذلك، كان القلق والغضب من التلوث هو الدافع وراء سنوات وعقود من النشاط المناهض لصناعة النفط في هذه المدينة، إذ قالت عُمدة المدينة آنذاك، غايل ماكلوغلين: “لدينا تاريخ في محاربة الظلم البيئي لشركة شيفرون”.

وجاءت تعليقات غايل ماكلوغلين بعد أن رفعت المدينة دعوى قضائية ضد الشركة الأميركية بسبب انفجار في المصفاة في أغسطس/آب 2012 أدى إلى تصاعد الدخان لآلاف الأقدام في الهواء ودفع 15 ألف شخص في المنطقة إلى مراجعة العيادات الصحية، بسبب معاناة معظمهم من مشكلات في الجهاز التنفسي.

عمال النفط يحتجون ضد ممارسات مصفاة شيفرون
عمال النفط يحتجون ضد ممارسات مصفاة شيفرون – الصورة من أسوشيتد برس

وعلى الرغم من مواجهة مثل هذه المخاطر الصحية، فمن النادر جدًا أن يحثّ القادة السياسيون المحليون أو على مستوى الولاية المصفاة على حزم أمتعتها والمغادرة، خصوصًا عندما تكون -كما هو الحال في ريتشموند- الصناعة الأكثر أهمية في المنطقة.

في عام 2019، عندما أُغلقت مصفاة في فيلادلفيا بعد انفجار مروع أدى إلى تطاير قطعة من الحطام بحجم شاحنة عبر نهر شويلكيل، قام بعض أعضاء النقابات بحملة من أجل إعادة فتح المنشأة، واشتبكوا مع مجموعات المجتمع التي احتشدت من أجل إغلاقها.

وفي جزر فيرجن الأميركية، ناضل الحاكم، ألبرت بريان جونيور، لإبقاء مصفاة النفط مفتوحة حتى بعد تعرّضها لحوادث متعددة أدت إلى هطول النفط على السكان، حسبما نشرته مجلة ذا نيشن (thenation.com) الأميركية.

وفي الوقت نفسه، كان المسؤولون في مدينة كوربوس كريستي بولاية تكساس يستوعبون توسعًا هائلًا في مشروعات النفط والغاز على مدى السنوات العديدة الماضية، بما في ذلك توسيع مصفاة التكرير.

جاء ذلك على الرغم من أن المجتمع كان عليه أن يتعامل مع مستويات عالية من تلوث الهواء، والتسربات النفطية، وسلسلة من حرائق المصافي.

مراعاة الاعتبارات المناخية

تتطلب مراعاة الاعتبارات المناخية في الولايات المتحدة أن تُجري المجتمعات التي تعتمد على صناعة النفط محادثات صعبة حول تداعيات وجود مصافي تكرير النفط في مناطقها.

في عام 2020، نشرت منظمة العدالة البيئية "مجتمعات من أجل بيئة أفضل (سي بي إي CBE)، ومقرّها كاليفورنيا، تحليلًا مفصلًا بعنوان "إيقاف تشغيل مصافي كاليفورنيا".

وخلص التحليل إلى أنه حتى مع الإجراءات الصارمة التي اتخذتها كاليفورنيا لدعم السيارات الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة، فإن الولاية لن تصل إلى أهدافها المناخية ما لم تخفض بشكل كبير معالجة النفط في المصافي.

ويشير المراقبون إلى أن هذه القضية كانت شائكة في كاليفورنيا، إذ ما تزال مئات الآلاف من الوظائف تعتمد على النفط والغاز.

وقد رأى مسؤولو قطاع النفط والغاز وبعض الوكالات الحكومية بأن مصافي التكرير يمكن أن تحقق بعض أهدافها لخفض الانبعاثات من خلال احتجاز الكربون وتخزينه، وهي تقنية غير مؤكّدة إلى حدّ كبير لتخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض، بدلًا من انطلاقه إلى الغلاف الجوي.

موقف نشطاء العدالة البيئية

يعارض نشطاء العدالة البيئية تدابير مثل هذه، بالإضافة إلى الجهود الأخرى لإعادة توظيف المصفاة لإنتاج أنواع الوقود البديلة، ويرون أن أيّ إنتاج للوقود في أيّ مصفاة يثقل كاهل مجتمعاتهم بمستوى لا يطاق من المخاطر، سواء من التلوث أو الحوادث الصناعية أو كليهما.

شيفرون

تجدر الإشارة إلى أن هذه المجموعات لا تثق في محاولات صناعة النفط لحماية الصحة والسلامة، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

لذلك قررت منظمة مجتمعات من أجل بيئة أفضل (التي تنظم أعمالها في ريتشموند)، وتحالف ريتشموند التقدمي، وغيره من المؤسسات الناشطة المتحالفة معه، ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة، وبدؤوا محادثة جريئة بشأن التخطيط لإغلاق مصفاة شيفرون.

ويعتقد بعض النشطاء المحليين أن مدينة ريتشموند نفسها قد تتمتع بسلطة قانونية وسياسية كافية لتقرر متى وكيف سيحدث هذا الإغلاق، وهي فكرة جريئة، بالنظر إلى أن قوانين الولاية والقوانين الفيدرالية غالبًا ما تحدّ من سلطة المجتمع على الصناعات.

وإذا تمكنت ريتشموند من تحقيق ذلك، أو حتى القيام بمحاولة حقيقية، فسيكون لهذا الجهد آثار هائلة بولاية كاليفورنيا بأكملها ولدى المجتمعات النفطية في جميع أنحاء البلاد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق