أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

أنس الحجي: صناعة النفط مرتبطة بالسياسة.. وهكذا أمَّم الخليج ثرواته (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن تاريخ صناعة النفط مرتبط بالسياسة، مؤكّدًا أن هذا أصبح أمرًا مفروغًا منه عند الجميع، فالنفط أصبح -بالفعل- سلعة سياسية وإستراتيجية بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ.

وأضاف الحجي، خلال حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها بموقع "إكس" تحت عنوان "الذكرى 164 لاكتشاف النفط في أميركا"، أنه بالنسبة لدور الدول العربية ودول الخليج في تاريخ صناعة النفط، كان اكتشاف النفط في الخليج -بالطبع- محورًا أساسيًا في هذه الصناعة.

وبرّر ذلك بأن الاعتماد على النفط كان -أصلًا- في أميركا اللاتينية، وخاصة فنزويلا، ولكن بما أن جزءًا من الطبقة الحاكمة في فنزويلا كان من الأوروبيين المهاجرين، فقد كانوا متعلمين -أساسًا- وذوي ثقافة عالية، فأجبروا الشركات على مشاركة الأرباح بنسبة 50%.

فنزويلا تحاول استعادة الأميركيين

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، الدكتور أنس الحجي، إن المشكلة عندما ذهبت الشركات الأميركية والبريطانية إلى دول الخليج كانت تعرف الوضع الذي كان بسيطًا جدًا، فوقعت على امتيازات ظالمة ومجحفة، فأصبح النفط الخليجي رخيصًا جدًا مقارنة بالنفط الفنزويلي.

ومن ثم، وفق الدكتور أنس الحجي، قرّر الفنزويليون إرسال وفود إلى العالم العربي، وكما قال رئيسهم بكل عنجهية في ذلك الوقت: "جئنا لنعلّم العرب"، إذا كانوا سيقولون: "نحن نأخذ 50% من الأرباح، فلماذا لا تأخذون 50% من الأرباح؟".

وأوضح أن الفكرة هنا تضاربت، إذا إن الهدف الرئيس من الزيارة لم يكن الصداقة كما كانوا يروّجون، وإنما كانوا يقصدون رفع تكاليف صناعة النفط في الشرق الأوسط، ومن ثم تعود الولايات المتحدة للاستثمار والاستيراد من فنزويلا.

وأضاف: "لم تسر الأمور كما كان الفنزويليون يخططون لها؛ لأن الوضع بالنسبة لهم كان سيئًا جدًا، إذ إن هذا الوقت شهدَ التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947 على تقسيم فلسطين، وصوّتت فنزويلا لصالح إسرائيل.

لذلك، وفق الدكتور أنس الحجي، عندما جاء الوفد الفنزويلي الذي يريد تعليم العرب إلى المنطقة، طُرِده ولم تستقبله أيّ حكومة سوى حكومة الشاه في إيران، ولكن في النهاية جرى تبنّي فكرة 50% من الأرباح.

ولكن الشركات لعبت في الدفاتر المحاسبية ألعابًا خطيرة جدًا، تسببت في امتصاص دماء المنطقة بشكل كبير، وهي التصرفات التي جاءت على إثرها حركات التأميم التي شهدتها صناعة النفط، وفق ما ذكره الدكتور أنس الحجي.

حقل الغوار
حقل الغوار في السعودية - الصورة من "إن إس إنرجي"

حركات التأميم وذكاء دول الخليج

أوضح خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي أن أشهر حركات التأميم لصناعة النفط كانت في العراق وليبيا، وبالطبع من ضمن الأمور التي أثّرت في هذا الموضوع كان تأميم قناة السويس المصرية في عام 1956، فكان هناك دور كبير للدول العربية في موضوع تغيير نمط الصناعة.

وأضاف: "بالنسبة لدول الخليج، فقد اختارت نمطًا آخر غير التأميم، ففي الوقت التي قامت فيه الحكومات العراقية والليبية والسورية وغيرها بالتأميم، لجأت الحكومات الخليجية إلى طريقة أخرى، وهي التملك دون خسارة الخبرات الأجنبية، لتفادي ما حدث في إيران والعراق وليبيا".

وتابع: "هذا الدرس هو ما علّم دول الخليج كلّها، فلماذا تخسر سوقها والخبرات، وهي لا تملك خبرات كافية في صناعة النفط، لذلك كان الأفضل أن تقوم بعمليات مشاركة، بحيث تشتري دول الخليج الحصص تدريجيًا إلى أن تتملك بالكامل، فهي عملية تأميم مغلّفة بطريقة أخرى".

ولفت إلى أن هذه الأمور كانت من ضمن التغيرات التاريخية التي شهدتها صناعة النفط، ولكن في النهاية سيطرت شركات النفط الوطنية على الصناعة، وكل ما يحدث اليوم في دول الخليج وغيرها نتيجة هذا الحراك، لأن الأموال الآن تعود إلى الدولة المالكة للاحتياطيات، ولا تعود للأميركيين.

وقال: "الشركات كانت تحقق أرباحًا بمقدار دولار كامل على كل برميل، بينما كانت الحكومات الخليجية تحصل على 4 سنتات، أي 4%، وهي مالكة المصدر".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق