التقاريرتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةعاجلغازنفط

قناة السويس.. اضطراب توريدات النفط حول العالم بعد توقف الحركة

أسواق الخام تترقب تطورات جنوح السفينة إيفر جيفن

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الاضطراب اللوجستي يضر بتدفقات المراجحة التجارية عبر القارات ويزيد تكاليف الشحن
  • تأخر ناقلات البنزين ووقود الطائرات في طريقها بين الخليج العربي وأوروبا
  • السفر عبر رأس الرجاء الصالح ليس خيارًا مناسبًا لطول زمن الرحلة وزيادة تكاليفها

تسبب جنوح سفينة الحاويات العملاقة إيفر جيفن بقناة السويس في تأخير عبور العشرات من ناقلات النفط والمشتقات النفطية.

وحذّر متعاملون في السوق، اليوم الخميس، من أن الاضطراب اللوجستي يمكن أن يضرّ بتدفقات المراجحة التجارية عبر القارّات، مما يزيد تكاليف الشحن ويحفّز مطالبات التأمين، حسبما أوردت منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس".

ووفقًا لبيانات مزود خدمات النقل "ليث إيجنسيز" وسماسرة الناقلات، تقف السفن التي تحتوي على العديد من أنواع البضائع منتظرةً دورها لعبور القناة، ومنها ناقلات البضائع السائبة، مثل أبولو وناقلات المواد الكيميائية والسفينة ديفا وناقلة زيت الوقود ألمي أوديسي وناقلة النفط بوفين.

مشهد الناقلات خارج القناة

قال محللون وتجّار ومسؤولون في مجال الشحن، إن تعذر خروج السفينة إيفر جيفن، البالغ طولها 400 متر -التي تستأجرها شركة إيفر غرين مارين التايلاندية- في أقرب وقت ممكن، سيقوض شحنات المراجحة.

وأوضح المحللون أن المراجحة الفعلية موجودة فقط على الورق، لأن ممرات القناة مسدودة.

وقال مصدر مقرّب من مالكي الناقلات النظيفة، إن ناقلة نفط طويلة المدى محملة بالنفط تنتظر بالقرب من القناة للانتقال من الغرب إلى الشرق.

وأوضح المصدر أن الحادث قد ينطوي على تأثير كبير في تدفّق تجارة النفط والمنتجات إذا استمر إغلاق ممر القناة.

علاوة على ذلك، تأخرت العديد من الناقلات الأخرى التي تنقل البنزين ووقود الطائرات في طريقها بين الخليج العربي وأوروبا.

ولم يُخفِ مديرو عمليات الشحن قلقهم من تأخّر استئناف حركة المرور الاعتيادية في القناة، رغم إعلان سلطات القناة عن تعويم السفينة جزئيًا.

قناة السويس
أعمال التكريك لمحاولة تحريك السفينة إيفر جيغن - الصورة من هيئة القناة

تبعات تأخّر عبور الناقلات

لا يقتصر الأمر على السفن المحملة فحسب، بل أيضًا على العديد من ناقلات النفط العملاقة الفارغة التي تعبر القناة لنقل براميل النفط الخام من بحر الشمال، حيث سيتأخر تسليم هذا الخام، حتى بعد استئناف حركة المرور.

ويهتمّ التجّار الذين يتتبّعون التطورات بالتأثير المتتابع للحادث، نظرًا للازدحام الحاصل حاليًا في موانئ التحميل والتفريغ، مما يؤدي إلى تكاليف تأخير كبيرة وكذلك مطالبات التأمين.

وقال مشرف تقني، يتعامل مع مثل هذه الناقلات، إن السفر عبر رأس الرجاء الصالح ليس خيارًا مناسبًا، لأن الأمر سيستغرق 3 أسابيع للوصول إلى ميناء روتردام، الهولندي، حيث من المتوقع أن يتلاشى هذا الاضطراب في غضون أيام قليلة.

ومن ثم، فإن الناقلات التي تحمل زيت الغاز ووقود الطائرات باتجاه الغرب، والنفط من البحر الأبيض المتوسط إلى الشرق أو تتجه إلى الغرب من أجل حمولة الخام التالية، ليس لديها خيار سوى الانتظار.

وستصل السفن متأخرة عن الموعد الزمني، وستُحدث ازدحامًا في موانئ المنشأ والوجهة عند استئناف حركة المرور -وهو ما سيحدث في غضون أيام قليلة-.

شحنات المراجحة

قال متعاملون، إنه على الرغم من أن شحنات المراجحة من الشرق إلى الغرب لنقل البنزين كانت مفتوحة نظريًا، فإن التدفقات الفعلية حتى أبريل/نيسان لا تزال ضعيفة.

في صباح اليوم 25 مارس/آذار، استقرت المراجحة بين الشرق والغرب عند 3.25 دولارًا - 3.30 دولارًا/طن متري، أي أقلّ من إغلاق اليوم السابق بنحو 3 دولارات للبرميل.

قناة السويس
السفينة إيفر جيفن - الصورة من هيئة قناة السويس (25 مارس 2021)

أسواق المشتقات النفطية

أظهر منحنى السوق الآجل على البنزين تأثيرًا ضئيلًا، حيث تقلّص انتشار البنزين 92، أوكتان بحثي، في أبريل/مايو بمقدار 6 سنتات من الاقتراب السابق من 26 سنتًا/ برميل، في 24 مارس/آذار، حسبما أوردت منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس".

وأظهرت أسواق الديزل القليل من العلامات على التأثير في السوق الفورية، حيث كان انتشار الشرق إلى الغرب في أبريل/نيسان بقيمة سالب 3.25 دولارًا/طن متري، منتقلًا بشكل طفيف من ناقص 3.54 دولارًا/طن متري في الإغلاق الآسيوي في 24 مارس/آذار الجاري.

وتكون اقتصاديات المراجحة لنقل براميل البنزين الآسيوي إلى الغرب قابلة للتطبيق، عندما يتسع الفرق من الشرق إلى الغرب إلى خصم يتراوح بين -10 دولارًا و 15 دولارًا للطن المتري.

ويشير عدم وجود اتجاه صعودي كبير في فروق الوقت للشهر الأمامي/الشهر الثاني، في أثناء التراجع، إلى قلّة الرغبة في الشراء في الفترة الفورية.

قبل حادثة قناة السويس، كان من المتوقع أن يصل انخفاض زيت الوقود الكبريتي من الغرب والمراجحة إلى الشرق لوصول أبريل/نيسان إلى ما يقرب من 3 ملايين طن متري، دون تغيير تقريبًا في الشهر، حسبما أفادت غلوبال بلاتس في وقت سابق.

قناة السويس
رئيس هيئة القناة يتابع عملية تعويم السفينة إيفر جيفن

وأظهرت بيانات بلاتس أن متوسط الفرق بين خام دبي لشهر أبريل/نيسان والوقود البحري السنغافوري 0.5% بلغ 13.24 دولارًا للبرميل خلال الفترة من 1-24 مارس/آذار، مقارنة بـ 6.37 دولارًا للبرميل لـ 10 أجزاء في المليون من زيت الكبريت و 7.68 دولارًا للبنزين 92 أوكتان بحثي.

من جهة ثانية، يوجد نحو 2.5 إلى 3 مليون طن من مخزون زيت الوقود منخفض الكبريت في ناقلات عائمة حول سنغافورة، ارتفاعًا من مليوني طن في نهاية فبراير/شباط.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق