أكد خبراء أن النفط في جنوب شرق آسيا سيواصل احتفاظه بحصته الكبرى في إمدادات الطاقة، رغم مساعي مصافي التكرير لخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
وتسعى مصافي التكرير إلى تبني وسائل كفاءة استعمال الطاقة، وخفض الانبعاثات، وتحقيق الحياد الكربوني لمكافحة تغير المناخ، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتوقع المشاركون في قمة صناعة تكرير النفط بآسيا، المنعقدة في سنغافورة، التي اُختتمت فعالياتها قبل أيام، أن يواصل استهلاك المشتقات النفطية في جنوب شرق آسيا ارتفاعه حتى عام 2030، بسبب ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي، على الرغم من انخفاض قدرات التكرير هناك.
وبحسب البيانات المطروحة خلال القمة، بلغ حجم استهلاك المشتقات النفطية في عام 2019، 6.3 مليون برميل يوميًا، رغم أن قدرات تكرير النفط كانت تبلغ 5.1 مليون برميل يوميًا فقط، بحسب تقرير نشرته منصة "إس آند بي غلوبال" (spglobal).
وفي هذا الصدد، تدرس فيتنام -حاليًا- إنشاء مجمع تكرير وبتروكيماويات ضخم، بإجمالي قدرة تكرير تصل إلى نحو 350 ألف برميل يوميًا، وهو ما يكفي فقط نحو نصف إجمالي الطلب المحلي على المشتقات النفطية والبتروكيماويات.
تمويل مصافي النفط
قال المشاركون بقمة صناعة تكرير النفط في آسيا، إن تأمين التمويلات اللازمة لمشروعات الوقود الأحفوري الجديدة يواجه عقبات تمويلية، رغم الفوائد التي ستعود على منطقة جنوب شرق آسيا من زيادة قدرات مصافي التكرير.
وبسبب ذلك، اضطرت الكثير من المصافي في المنطقة، ومنها التابعة لشركة برتامينا (Pertamina) الإندونيسية، إلى البحث عن مشروعات تتضمن تقنية احتجاز الكربون وتخزينه، وإنتاج الأمونيا والهيدروجين، واستعمال الطحالب لإنتاج الوقود الحيوي، ضمن مساعي زيادة قدرات التكيف مع الاتجاه الجديد.
ويؤكد ذلك الرئيس التنفيذي لمجمع بينغيرانغ للطاقة في ماليزيا (Pengerang Energy Complex) ألوين بودين، الذي قال إن مشروعات التكرير ما تزال مربحة، إلا أن الحصول على التمويل يمثّل تحديًا متزايدًا.
وأضاف بودين، خلال مشاركته في فعاليات القمة: "من وجهة نظر العديد من المُقرضين، إذا كان لديك كلمة (مصفاة) في أيّ مكان في مُسماك الوظيفي، فلن تحصل على التمويل"، وذلك بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأكد أن أصحاب المصانع سيحتاجون الآن إلى إثبات أن أعمالهم في طور التحول إلى أهداف الحياد الكربوني، وبالنسبة إلى مصافي النفط القادمة، تشمل تلك الدفعة خططًا لاستعمال مخلفات المصفاة وقودًا، بالإضافة إلى كهربة بعض عملياتها".
اتجاه أخضر جديد
بدأت مصافي تكرير النفط في جنوب شرق آسيا إنتاج وقود الطيران المستدام، في إطار مشروعات تهدف إلى تعزيز كفاءة استعمال مصادر الطاقة المختلفة، بالإضافة إلى زيادة إنتاج الهيدروجين، ومعالجة زيت الطهي المستعمل.
وعلى الرغم من الاتجاه المتزايد نحو معالجة المواد الأولية للوقود الحيوي، بوصفه أحد السبل للوفاء بالمتطلبات الخضراء الجديدة، تواجه المصافي صعوبة عند شراء تلك المواد، ومنها زيت الطهي المستعمل والكتلة الحيوية، وذلك بسبب الإقبال الكبير.
في المقابل، قدّم المشاركون في القمة اقتراحات من بينها إقامة مشروعات مشتركة مع مصنعي تلك المواد الأولية، في حين اتجهت بعض المصافي إلى خيار آخر، وهو إنشاء مصافٍ تعمل بالوقود الأخضر بالكامل مثل نيستي (Neste) في سنغافورة.
استثمارات المصافي "ضرورة"
دافع مدير إدارة الشؤون الفنية، خبير أول التكرير في منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (أوابك)، عماد ناصيف مكي، عن الاستثمار في مصافي التكرير الجديدة، قائلًا إنها ضرورية رغم التحديات، وفق ما جاء في مقاله "وجهة نظر"، الذي نشرته المجلة الشهرية للمنظمة، وحصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.
وعدّد مكي أبرز التحديات أمام صناعة تكرير النفط، ومنها تأرجح الطلب على المشتقات النفطية، وأعباء المتطلبات البيئية، والاتجاه نحو الحياد الكربوني والطاقة المتجددة وضخامة المشروعات، وطول المدة اللازمة لإنشاء المصافي التي تصل إلى أكثر من 7 أعوام أحيانًا.
ورغم ذلك، قال مكي إن تحديات صناعة التكرير ليست بجديدة، رغم اختلاف طبيعتها، ومع ذلك "نجد أن 92% من الدول تمتلك مصفاة أو أكثر، والدول الأخرى تسعى بكل ما تملك إلى إنشاء واحدة لتلبية الطلب المحلي".
كما لفت إلى أهمية المشتقات النفطية، بوصفها سلعة إستراتيجية تؤثّر في عجلة الاقتصاد، مؤكدًا أن أيّ تأخير في استيراد هذه السلعة يؤدي إلى مخاطر اقتصادية وأمنية، إذ إن بعضها يتعلّق بتشغيل المعدّات العسكرية.
موضوعات متعلقة..
- تراجع صادرات النفط الكويتي يضع مصافي التكرير الآسيوية في أزمة
- مصافي التكرير الباكستانية تُنتج الديزل محليًا بالكامل خلال 6 سنوات
- مصافي التكرير الصينية المستقلة ترفع وارداتها من زيت الوقود 1450%
اقرأ أيضًا..
- سهم سيمنس إنرجي ينهار بأكثر من 33%.. والشركة تطلب حزمة إنقاذ
- حفارات الغاز الأميركية تنخفض 24% في 10 أشهر .. ما السبب؟
- نتائج أعمال توتال إنرجي في الربع الثالث 2023 تهبط بالأرباح 35%
- مقترح أوروبي قد يضع صادرات الغاز الجزائري في ورطة