مسؤولون مصريون: أمن الطاقة لن يتحقق دون الاعتماد على المصادر التقليدية (صور)
داليا الهمشري
تصدّرت قضية تحول الطاقة في مصر وأمن الطاقة فعاليات النسخة السابعة من مؤتمر الأهرام السنوي للطاقة الذي عُقد اليوم الإثنين 9 أكتوبر/تشرين الأول، برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، تحت عنوان "الطاقة الخضراء.. استثمار المستقبل".
وانطلق المؤتمر بحضور وزيري البترول طارق الملا والكهرباء محمد شاكر ورئيس الهيئة الوطنية للصحافة عبدالصادق الشوربجي وعدد من القيادات الصحفية بجريدة الأهرام المصرية.
وأكد طارق الملا -خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر- أن الطاقة في مصر تُعدّ محركًا رئيسًا لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأحد أهم السبل لتحقيق الأهداف المنشودة.
وأوضح وزير البترول أن حياة وطموحات الشعوب ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمدى توافر الإمدادات الآمنة من مصادر الطاقة.
وأضاف أن تحقيق أمن الطاقة يعتمد -أيضًا-على تنويع مزيج الطاقة، ولا سيما أن مصر تحظى بإمكانات هائلة من مصادر الطاقة المختلفة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من المصادر غير التقليدية.
خريطة طريق لقطاع النفط
أشار الملا إلى أن قطاع النفط المصري يسير وفق خريطة طريق واضحة لتحقيق أهدافه الإستراتيجية دون إغفال مسؤوليته تجاه أحد أهم القضايا المصيرية، وهي قضية تغير المناخ، التي باتت تشكّل أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية حاليًا.
وأكد الملا أن قضية تغير المناخ تأتي على رأس أولويات قطاع النفط المصري، انطلاقًا من الإيمان المصري الراسخ بأن صناعة النفط والغاز تُعدّ جزءًا رئيسًا من الحلول العالمية لمواجهة التغير المناخي.
وأفاد الملا أن وزارة البترول والثروة المعدنية قد أخذت على عاتقها مهمة تنظيم يوم إزالة الكربون للمرة الأولى في تاريخ القمم العالمية للمناخ، وجعلته جزءًا من الأيام الموضوعية الرسمية في قمة المناخ كوب 27 التي استضافتها مصر بنجاح العام الماضي في شرم الشيخ.
ولفت الملا إلى أن مصر شرعت بتنفيذ مشروعات ومبادرات مختلفة لخفض وإزالة الكربون من مختلف عمليات صناعة النفط والغاز، بالإضافة إلى البدء بتنفيذ العديد من مشروعات الطاقة الخضراء التي أُعلِنَت خلال مؤتمر المناخ السابق كوب 27.
مؤتمر الأهرام السابع للطاقة
سلّط وزير البترول والثروة المعدنية المصري الضوء على أن الهيدروجين ومشتقاته تُعدّ ركيزة أساسية ضمن ركائز إستراتيجية قطاع النفط لخفض الكربون، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك العديد من المقومات للاستفادة من إمكاناتها في مجال الهيدروجين.
ولفت الملا أنه في سبيل تعظيم الاستفادة من الهيدروجين الأخضر، أصدر رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مؤخرًا قرارًا بإنشاء المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر ومشتقاته، بهدف توحيد جهود الدولة لتحفيز الاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، بما يتماشى مع متطلبات التنمية المستدامة وخطط الدولة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ومن جانبه، أوضح وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري الدكتور محمد شاكر أن مؤتمر الأهرام للطاقة في نسخته السابعة يأتي استمرارًا للنجاحات التي تحققت خلال السنوات الـ6 الماضية، واستكمالًا للجهود التي بُذلت منذ انعقاده عام 2017 لمناقشة التحديات وفرص الاستثمار بمجال الطاقة في مصر، وأهمية إشراك القطاع الخاص، بما في ذلك المؤسسات المالية، بالخطط الوطنية والإجراءات الخاصة بمشروعات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.
وأضاف أن المؤتمر يُعدّ فرصة لتعزيز دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في نشر الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة من خلال دمجها في تلك الخطط، ووجّه الشكر لمؤسسة الأهرام العريقة وقياداتها وجميع الصحفيين والعاملين على الدور البارز الذي تقوم به المؤسسة في خدمة القضايا الوطنية.
وأوضح وزير الكهرباء إنه يجري -حاليًا- تحديث إستراتيجية الطاقة حتى عام 2040، في ضوء التطورات العالمية والمتغيرات الجديدة التي تتضمن انخفاض تكاليف التكنولوجيات الحديثة والتطور الهائل في تكنولوجيا تخزين الطاقة، مع استبعاد خيار توليد الكهرباء من الفحم، واستبدال تلك القدرات المخططة بأخرى من الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى استعمال الهيدروجين الأخضر.
وأشار إلى أنه ستُعلن -قريبًا- المستهدفات الجديدة لهذا التحديث.
اقتصاد الهيدروجين
توقّع وزير الكهرباء أن ينمو الهيدروجين الأخضر بسرعة في السنوات القادمة، بمثابة مُسرِّع رئيس محتمل لانتقال الطاقة ومُساعد على إزالة الكربون في الصعيد العالمي على نطاق أوسع.
وقال، إن القيادة المصرية قد حرصت على التوجيه بإعداد إستراتيجية وطنية لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون بوصفه مصدرًا واعدًا للطاقة في المستقبل القريب، واتخذت العديد من الإجراءات لتطوير الهيدروجين.
وأضاف أن مصر قد أعلنت الإطار العام للإستراتيجية خلال مؤتمر قمة المناخ كوب 27، مشيرًا إلى أن هذه الإستراتيجية تستهدف أن تصبح مصر واحدة من رواد العالم في اقتصاد الهيدروجين منخفض الكربون.
وتابع أن الإستراتيجية تتضمن هدفًا طموحًا لمشاركة مصر بما يمثّل 5-8% من السوق التجارية العالمية للهيدروجين الأخضر، موضحًا أن الإستراتيجية في طور الإكمال تمهيدًا لعرضها على المجلس الوطني للهيدروجين، واعتمادها من المجلس الأعلى للطاقة في وقت قريب.
تحديث البنية التشريعية
سلّطت جلسة حوارية بعنوان "التحديث التشريعي في مجال أنشطة الكهرباء والطاقة المتجددة وأثره في جذب الاستثمارات" الضوء على كيفية إعداد البنية التشريعية لوزارة الكهرباء بدءًا من عام 2014 حتى الآن، ودور مرونة التشريعات في جذب الاستثمارات الأجنبية في مشروعات الطاقة المتجددة.
وقال نائب وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المهندس أسامة عسران، إن مصر واجهت عددًا من التحديات في توفير الطاقة خلال عام 2014، ولكن قطاع الكهرباء اتخذ إجراءات وسياسات إصلاحية للتحول في الطاقة من أجل تأمين الإمدادات واستدامتها وتحسين كفاءة استعمالها وفتح الأسواق أمام استثمارات القطاع الخاص بمجال الطاقة التقليدية والمتجددة والشبكات الذكية والربط الكهربائي.
وأضاف أن قطاع الكهرباء قد نجح في مضاعفة قدرات توليد الطاقة بإضافة 30 ألف ميغاواط؛ مما أسهم في حل أزمة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وتحقيق احتياطي أمن من الطاقة الكهربائية.
فضلًا عن تهيئة بيئة استثمارية جاذبة للقطاع الخاص في مجال الطاقة المتجددة باتخاذ إجراءات تتعلق بالإجراءات التشريعية والتنظيمية لقطاع الكهرباء.
استثمارات أكوا باور
أفاد العضو المنتدب لشركة أكوا باور مصر المهندس حسن أمين أن حجم أعمال الشركة دوليًا يصل إلى 70 مليار دولار، وتنتج نحو 43 غيغاواط من الطاقة الكهربائية، 16% منها من الطاقة المتجددة.
وأشار إلى أن محطات تحلية المياه تنتج أكثر من 6 ملايين متر مكعب يوميًا، موضحًا أن مشروع كوم امبو يستهدف إنتاج 200 ميغاواط من الطاقة الشمسية بحلول العام المقبل.
وأوضح أمين أن إجمالي استثمارات أكوا باور في مصر يصل إلى نحو 2 مليار دولار، وتستهدف إنشاء مشروعات جديدة تشمل مشروع لإنتاج طاقة رياح بنحو 10 غيغاواط، باستثمارات 10 مليارات دولار، وآخر لتحلية المياه سيكون الأكبر في مصر.
ومن جانبه، قال مدير البنك الأوروبي لإعادة الأعمار والتنمية في مصر خالد حمزة، إن المناخ التشريعي في قطاع الكهرباء قد شهد طفرة في قطاع الطاقة المتجددة منذ عام 2014، مشيرًا إلى أن هذه التطورات أسهمت في جذب أكثر من 32 مستثمرًا وتحالفًا دوليًا.
وأضاف حمزة أن مشروع بنيان، على سبيل المثال، قد جذب أكثر من مليار دولار بهيئة استثمارات مباشرة.
وأشار "حمزة" إلى أن أبرز التحديات التي تواجه البيئة التشريعية وتحدّ من دخول المستثمرين -الآن- هي قضية التحكيم الدولي، مطالبًا بضرورة وجود تشريع يضع آلية وإطار لذلك.
مشروع بنبان
قال رئيس جمعية مستثمري الطاقة الشمسية ببنبان بأسوان المهندس هشام الجمل، إن مشروع بنبان كان نقلة نوعية للمستثمرين في قطاع الطاقة، إذ جذب استثمارات لأكثر من 30 مشروع على أرض أسوان.
وأضاف أن جمعية مستثمري الطاقة الشمسية قد تأسست لتحقيق 3 أهداف، هي: التواصل مع الحكومة وإقامة شركة تدير خدمات المشروع وتوفير الخدمة المجتمعية لأهالي أسوان.
وتابع أن السيارات الكهربائية تمثّل مستقبل النقل، مشيرًا إلى وجود نحو 4 آلاف سيارة كهربائية في مصر، ومطالبًا بضرورة وجود بنية تحتية لتشجيع المواطنين.
واستطرد أن 70% من السيارات الكهربائية في مصر تُشحن في المنازل، لافتًا إلى أن هناك أكثر من 120 محطة شحن حاليًا، ومن المستهدف زيادتها إلى 300 محطة خلال العام القادم.
موضوعات متعلقة..
- قطاع النفط المصري ينفذ خطة متكاملة لتحول الطاقة وخفض الانبعاثات
- أبرز أرقام قطاع الطاقة المتجددة في مصر خلال عام (إنفوغرافيك)
- السيارات الكهربائية في مصر.. خبير يكشف السيناريوهات المتوقعة حتى 2050
اقرأ أيضًا..
- قيمة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع 53%.. وتل أبيب تفاجئ القاهرة
- أكبر مشروع كيماويات في الشرق الأوسط يحصل على تمويل ضخم
- أوبك تتوقع وصول الطلب على النفط إلى 116 مليون برميل يوميًا بحلول 2045
- صفقة استيراد العراق للغاز القطري تحتاج إلى 3 سنوات (خاص)