بطاريات سيارات كهربائية متعددة الأغراض قد تحدث ثورة في التحول الأخضر

محمد عبد السند

2023-10-09

0 1٬734

ريلاينس الهندية تعرض بطاريات سيارات كهربائية قابلة للاستبدال
ريلاينس الهندية تساعد في تحقيق أهداف الحياد الكربوني للهند
لا تشكّل السيارات الكهربائية سوى نسبة ضئيلة جدًا من إجمالي مبيعات السيارات في الهند
السيارات الكهربائية لا غنى عنها لتحقيق أهداف المناخ في الهند
قد تسيطر الشركة على نحو 19% من سوق الهيدروجين، بسعة محلل كهربائي تبلغ 16 غيغاواط بحلول 2030

كشفت شركة ريلاينس الهندية الرائدة في مجال تكرير النفط النقاب عن بطاريات سيارات كهربائية قابلة للتبديل، والاستعمال -أيضًا- بتشغيل الأجهزة في المنازل، ما يمثّل أنباءً جيدة لجهود التحول الأخضر المبذولة من قبل الحكومة بأكبر بلد تعدادًا للسكان في العالم.

وتضع الهند، ثالث أكبر مصدر للانبعاثات في العالم، مستهدفًا لتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2070، ما حفّزها على وضع مجموعة من الأهداف الطموحة الرامية لتطوير قطاع الطاقة المتجددة، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتستهدف حكومة البلد الواقع جنوب آسيا الوصول بالسعة المركبة لمشروعات الطاقة المتجددة إلى 500 غيغاواط بحلول نهاية العقد الحالي (2030).

بطاريات سيارات كهربائية مبتكرة

في ضوء هذا السيناريو، عرضت ريلاينس الهندية تقنية بطاريات سيارات كهربائية جديدة متعددة الأغراض وقابلة للتبديل، في خطوة كبيرة من شأنها أن تمنح دفعة قوية لتوسيع نطاق استعمال الكهرباء النظيفة اتّساقًا مع أهداف نيودلهي المناخية، وفق ما نشرته وكالة رويترز.

ويمكن استبدال البطاريات التي طرحتها ريلاينس خلال معرض للطاقة المتجددة، في محطات تبديل البطاريات التابعة للشركة أو حتى إعادة شحنها من قبل الأسر باستعمال الألواح الشمسية على الأسطح، والتي تخطط الشركة لبيعها -أيضًا.

وبناءً عليه، يمكن لشخص أن يستعمل بطارية واحدة للسيارة الكهربائية، إضافة إلى استعمالها لتشغيل الأجهزة الكهربائية المنزلية، وفق ما قاله مسؤولون تنفيذيون في المعرض، رفضوا الكشف عن هوياتهم لكونهم غير مصرّح لهم بالتحدث إلى وسائل الإعلام.

وفي العام الماضي (2022)، حصلت ريلاينس الهندية على حافز لإنشاء مصنع لإنتاج البطاريات سعة 5 غيغاواط/واط/ساعة، بموجب برنامج قيمته 2.4 مليار دولار، يهدف إلى تعزيز إنتاج خلايا البطاريات محليًا.

ومن المقرر إنشاء المصنع بحلول عام 2026، وسيتخصص في إنتاج تصنيع بطاريات سيارات كهربائية، وحلول تخزين الكهرباء، وفق تقارير طالعت تفاصيلها منصة الطاقة المتخصصة.

السيارات الكهربائية

تبرز أهمية تقنية السيارات الكهربائية بالنسبة لإستراتيجية خفض الانبعاثات الكربونية في الهند، وتحديدًا في المدن الكبرى المزدحمة بالسكان، والوصول إلى أهداف الحياد الكربوني بموجب اتفاقية باريس للمناخ 2015.

ولا تشكّل السيارات الكهربائية –في الوقت الراهن- سوى نسبة ضئيلة جدًا من إجمالي مبيعات السيارات في الهند، ويُعزى هذا أساسًا إلى أسعارها المرتفعة في ظل استيراد البطاريات، وانعدام البنية التحتية الخاصة بشحن تلك السيارات صديقة البيئة.

وتسعى الحكومة الهندية جاهدةً إلى تشجيع استعمال البطاريات القابلة للاستبدال، بهدف خفض التكاليف والترويج لاستعمال السيارات الكهربائية.

واستحوذت ريلاينس الهندية على شركتين لإنتاج البطاريات: فاراديون Faradion -ومقرّها المملكة المتحدة- المتخصصة في تصنيع بطاريات الليثيوم أيون و ليثيوم ويركس Lithium Werks المنتجة لبطاريات فوسفات الحديد والليثيوم نظير قرابة 200 مليون دولار في عامي 2021 و 2022، على الترتيب.

وتُظهِر تفاصيل العرض الذي قدّمته ريلاينس الهندية في معرض الطاقة المتجددة أنها تعمل كذلك على إنتاج بطاريات سيارات كهربائية متخصصة للاستعمال من قبل الشركات والأفراد، إلى جانب محطات الاستبدال الذكية وشبكات الشحن المدمجة.

ولا تخطط ريلاينس المملوكة لقطب الأعمال وأغنى رجل في الهند لاقتحام صناعة السيارات الكهربائية، لكنها ستدخل في شراكة مع شركات صناعة هذه المركبات النظيفة، وفق ما أظهره العرض التقديمي.

مشروعات ريلاينس

كانت حلول تخزين البطاريات–وما تزال- جزءًا من الإستراتيجية الخضراء التي تتبنّاها ريلاينس الهندية لتنفيذ مشروعات الكهرباء النظيفة، والبالغة تكلفتها 10 مليارات دولار، وفق ما أوردته صحيفة بزنس توداي.

وسبق أن أعلنت الشركة أنها تستهدف خفض اعتمادها على أعمالها التقليدية المتمثلة في تحويل النفط إلى مواد بتروكيماوية، وتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول منتصف العقد المقبل (2035).

وقبل عامين (2021)، وتحديدًا خلال الاجتماع العام السنوي لشركة ريلاينس الهندية، أبلغ موكيش أمباني المستثمرين في شركته بأن الأخيرة ستضخ استثمارات قدرها 75 ألف كرور روبية ( نحو 15 مليار دولار أميركي) على مدار الأعوام الـ3 المقبلة، لبناء شركة كهرباء نظيفة جديدة.

ثم عاد أمباني في الاجتماع العام السنوي الـ46 المنعقد هذا العام (2023) ليؤكد أن شركته تعمل على بناء مصنع بطاريات سعة 1غيغاواط بحلول عام 2026.

ولخلق نظام بيئي متكامل، سيُنتج مصنع بتلك السعة المواد الكيميائية المستعملة في البطاريات، وخلايا إلى جانب أنظمة تخزين الكهرباء.

صورة موكيش أمباني أمام شعار شركة ريلاينس الهندية -الصورة من currentaffairs

وأضاف أمباني: "أولويتنا في الوقت الحالي هي إنشاء مصنع بطاريات سعة 1 غيغاواط بحلول عام 2026، والذي سيضم كذلك مصنعًا فرعيًا لإعادة تدوير البطاريات، بما يساعد على خلق نظام بيئي متكامل".

وتابع: "نحن –أيضَا- نركزّ على التسويق التجاري السريع لتكنولوجيا بطاريات الصوديوم أيون الخاصة بنا".

وواصل أمباني: "سنبني على مكانتنا الرائدة التي حققناها في مجال التكنولوجيا من خلال إنتاج بطاريات الصوديوم أيون سعة 1 ميغاواط بحلول عام 2025، وتوسيع نطاقها بسرعة إلى 1 غيغاواط لاحقًا،" في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

أرباح ضخمة

من المقرر أن تشرع ريلاينس الهندية في حصد أرباح مشروعات الطاقة المتجددة خلال العام المالي 2025، مع بدء تشغيل محطات الطاقة الشمسية والبطاريات في العام المقبل (2024).

وربما تحقق ريلاينس الهندية عائدات قيمتها 8 مليارات دولار من مشروعات الطاقة الشمسية وحدها بحلول نهاية العقد الحالي (2030).

وبحلول منتصف القرن الحالي (2050)، سيلامس إجمالي سوق الطاقة النظيفة في الهند 200 مليار دولار، مع بلوغ الإنفاق 2 تريليون دولار.

وبشأن البطاريات، من المحتمل أن تستأثر ريلاينس بحصّة كبيرة من السوق الحالية، بدءًا من عام 2050، بقيمة 3 مليارات دولار بحلول 2030.

كما من المتوقع أن تلامس السعة المركبة لمشروعات الطاقة الشمسية التابعة لريلاينس الهندية 100 غيغاواط بحلول 2030، على أن تستحوذ البطاريات على حصة سوقية نسبتها 36%، في وجود سعة بطاريات تبلغ 50 غيغاواط/ساعة، ومن المتوقع أن ترتفع تلك السعة إلى 139 غيغاواط/ساعة في 2030.

وعلاوة على ذلك، قد تسيطر الشركة على نحو 19% من سوق الهيدروجين، بسعة محلل كهربائي تبلغ 16 غيغاواط، بحلول عام 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..