التقاريرتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةغازنفط

شركات الوقود الأحفوري الكبرى تموّل 44 جامعة بريطانية بملايين الدولارات

رغم تعهّد مؤسسات التعليم العالي برفض الدعم بدعوى "التلوّث"

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • 102 مؤسسة للتعليم العالي وعدت بالتوقف عن تلقي التمويل من صناعة الوقود الأحفوري
  • يهتم الشباب بشدة بحماية الكوكب لأن مستقبلهم على المحك
  • 51 جامعة لم تتوقف بعد عن الاستثمار في النفط والغاز
  • جامعة إكستر حصلت على أكبر قدر من دعم شركات الوقود الأحفوري منذ عام 2022
  • شركة شل تزعُم أنها خفّضت إنتاج النفط بسرعة أكبر مما كان متوقعًا

منذ عام 2022، تعهّدت 32 شركة من شركات الوقود الأحفوري بأكثر من 40.9 مليون جنيه إسترليني (49.73 مليون دولار) في اتفاقيات البحث ورسوم التعليم والخدمات الاستشارية والمنح الدراسية لـ44 جامعة بريطانية.

وخصّصت شركات النفط والغاز والفحم الكبرى عشرات ملايين الجنيهات الإسترلينية لتمويل جامعات المملكة المتحدة منذ عام 2022، على الرغم من تعهد العديد من هذه المؤسسات بالتخلي عن الاستثمار في النفط والغاز، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian).

وجاءت شركات شل "Shell" العالمية متعددة الجنسيات، والنفط الماليزية بتروناس المملوكة للدولة، والنفط البريطانية بي بي، ضمن أكبر المساهمين من بين شركات الوقود الأحفوري، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتمثّل إسهامات هذه الشركات الـ3 أكثر من 76% من إجمالي المبلغ الممنوح، إذ قدّمت 20.98 مليون جنيه إسترليني، و5.19 مليون جنيه إسترليني، و4.89 مليون جنيه إسترليني على التوالي.

(الجنيه الإسترليني = 1.22 دولارًا أميركيًا)

وشكّلت 10 شركات أخرى ما يقرب من 21% من الإسهامات المتبقية خلال هذه المدة: سينوبك، وإكوينور، ومجموعة بي إتش بي، وتوتال إنرجي، وإيني، وأرامكو السعودية، وإكسون موبيل، وسكوتيش باور، وكيلاس ميدستريم، وإيثاكا إنرجي.

تمويل شركات الوقود الأحفوري الكبرى

وجدت التقارير السابقة الصادرة عن منصة أوبن ديموكراسي وصحيفة الغارديان، أنه بين عامي 2017 وديسمبر/كانون الأول 2021، قُدّم تمويل بقيمة 89 مليون جنيه إسترليني إلى جامعات المملكة المتحدة من بعض أكبر شركات الوقود الأحفوري في العالم.

ويشير موقع الصحافة المناخية "دي سموغ" إلى أنه تم التعهد بمبلغ إضافي قدره 41 مليون جنيه إسترليني منذ عام 2022، حتى بعد أن وعدت 102 مؤسسة للتعليم العالي بالتوقف عن تلقي التمويل من صناعة الوقود الأحفوري.

وقالت النائبة عن حزب الخضر البريطاني، كارولين لوكاس: "يهتم الشباب بشدة بحماية الكوكب، لأن مستقبلهم على المحك. ومع ذلك، فإن عمالقة الوقود الأحفوري يعرّضون هذا المستقبل للخطر بسبب التلوث الذي يدمر كوكب الأرض، ثم يحاولون تحسين سمعتهم لدى جيل الشباب من خلال تقديم الأموال القذرة إلى الجامعات".

وأضافت: "إذا أردنا معالجة حالة الطوارئ المناخية وتأمين مستقبل لائق للجيل المقبل، فيجب على المؤسسات التعليمية قطع جميع علاقاتها مع شركات الوقود الأحفوري على الفور".

ولا تشمل الأرقام المبلغ الذي تحتفظ به الجامعات من استثمارات الوقود الأحفوري. تشير الأبحاث التي أجراها موقع دي سموغ إلى أن ما لا يقل عن 18 مؤسسة للتعليم العالي تمتلك استثمارات مباشرة في 25 شركة للوقود الأحفوري خلال المدة الزمنية ذات الصلة، بقيمة إجمالية تبلغ 8.1 مليون جنيه إسترليني إضافية.

حصص الجامعات في صناديق الاستثمار

تمتلك العديد من الجامعات الكبرى حصصًا في صناديق الاستثمار المجمعة عالية القيمة التي تضخ مئات الملايين في شركات الوقود الأحفوري، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتشير تقديرات البحث، الذي أجرته مجموعة الحملات الطلابية بيبول آند بلانيت، إلى أنه بدءًا من يوليو/تموز 2022، كانت الجامعات في جميع أنحاء المملكة المتحدة ما تزال تحتفظ بما يصل إلى 319 مليون جنيه إسترليني في هذه الأموال، بما في ذلك بعض المؤسسات التي قدمت وعودًا بسحب الاستثمارات.

في المقابل، رفض أكثر من 65% من مؤسسات التعليم العالي في البلاد إجراء المزيد من الاستثمارات في الوقود الأحفوري، ما قد يؤدي إلى إزالة 17.7 مليار جنيه إسترليني من صناديق الصناعة، في حين أن 51 جامعة لم تتوقف بعد عن الاستثمار في النفط والغاز.

وقالت مديرة حملات المناخ في مجموعة الحملات الطلابية بيبول آند بلانيت، لورا كلايسون: "ندعو تلك الجامعات الـ51 المتبقية إلى سحب استثماراتها.. ستظل الحركة الطلابية ثابتة في مطالبها بالعدالة حتى تشمل قائمة انتصارنا كل واحد منكم".

وحصلت جامعة إكستر البريطانية على أكبر قدر من دعم شركات الوقود الأحفوري منذ عام 2022، بعد أن وقعت صفقة بقيمة 14.7 مليون جنيه إسترليني لمدة 5 سنوات مع شركة شل في نوفمبر/تشرين الثاني لمشروع بشأن "تخزين الكربون وعزله".

وفقًا لإشعار منح العقد، يُعدّ المشروع جزءًا من "برنامج بحثي أوسع تقوده شركة شل يركز على عزل الكربون، ويتماشى مع هدف الشركة المتمثل في أن تصبح شركة طاقة محايدة كربونيًا بحلول عام 2050".

وفي العام الماضي، أنتجت شركة شل 0.02% فقط من طاقتها من مصادر متجددة، وقد تخلت هذا العام عن هدفها المتمثل في خفض إنتاج النفط.

وتخلت الشركة مؤخرًا عن خططها لخفض إنتاج النفط بنسبة 1% - 2% سنويًا حتى عام 2030، وستستثمر 33 مليار جنيه إسترليني في إنتاج النفط والغاز بين عامي 2023 و2035، مقارنة بـ8 مليارات جنيه إسترليني إلى 12 مليار جنيه إسترليني فقط في إنتاج منتجات "منخفضة الكربون".

وتزعُم شركة شل العالمية متعددة الجنسيات أنها خفّضت إنتاج النفط بسرعة أكبر مما كان متوقعًا، على الرغم من أن الانبعاثات المخططة للشركة بين عامي 2018 و2030 تُقدر بنحو 1.6% من موازنة الكربون العالمية.

ورفضت شل التعليق. وقال متحدث باسم جامعة إكستر، إن عملها مع شركة شل "سيُسهم في السباق العالمي نحو الحياد الكربوني".

جامعة إكستر البريطانية
جامعة إكستر البريطانية - الصورة من حساب الجامعة على منصة X

الفشل في تحقيق الأهداف المناخية

تظهر الأبحاث الحديثة التي أجرتها جامعة كوينزلاند الأسترالية، أن أكثر من نصف كبار منتجي الوقود الأحفوري في العالم سوف يفشلون في تحقيق الأهداف المناخية ما لم يوسعوا خطط إزالة الكربون.

وأفاد تقرير للأمم المتحدة بأن العالم لن يحقق أهدافه المناخية ما لم يلتزم "بالتخلص التدريجي المستمر من جميع أنواع الوقود الأحفوري".

من جهتها، تلقت جامعة إمبريال كوليدج لندن ثاني أكبر مبلغ تمويل من شركات الوقود الأحفوري منذ عام 2022، بقيمة 6.7 مليون جنيه إسترليني بعد أن تلقت سابقًا 54 مليون جنيه إسترليني من شركات النفط والغاز بين عامي 2017 و2021.

وقال متحدث باسم إمبريال، إنها تعهدت في عام 2020 بالمشاركة فقط في شراكات بحثية "مع شركات الوقود الأحفوري، إذ يشكّل البحث جزءًا من خططها لإزالة الكربون، وفقط إذا أظهرت الشركة التزامًا إستراتيجيًا موثوقًا بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050".

ويشير المحللون إلى أن الجامعة حافظت على علاقة عمل مع 13 شركة للوقود الأحفوري منذ عام 2022.

وتضم جامعة مانشستر البريطانية وحدة أبحاث المركز الدولي للمواد المتقدمة، وهو عبارة عن مشروع مشترك بين شركة بي بي والجامعات الرائدة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، بما في ذلك مانشستر وكامبريدج وإمبريال.

ويذكر الموقع الإلكتروني لوحدة الأبحاث أنه يدعم "طموحات شركة بي بي، لتصبح شركة محايدة كربونيًا بحلول عام 2050".

وأنتجت شركة النفط البريطانية بي بي 0.17% فقط من طاقتها من مصادر متجددة في عام 2022. وفي النصف الأول من العام الماضي، أنفقت الشركة أكثر من 10 أضعاف هذا المبلغ على مشروعات النفط والغاز الجديدة مقارنة بما أنفقته على الطاقة "منخفضة الكربون".

في عام 2022، ذهب 92.7% من إجمالي أنشطة شركتي بي بي وشل إلى الاستثمار في الوقود الأحفوري، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian) في 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

كما هو الحال مع شركة شل، سجلت شركة بي بي أرباحًا قياسية في عام 2022، تبلغ نحو 23 مليار جنيه إسترليني، مع تقليص خطط خفض الانبعاثات بحلول عام 2050، مشيرة إلى أنه بحاجة إلى مواصلة الاستثمار في النفط والغاز الجديد لتلبية طلب المستهلكين.

وتعود اتفاقيات التمويل بين جامعة مانشستر وشركة النفط البريطانية بي بي إلى عام 2008، عندما اختارتها الشركة لإدارة المشروعات وكلية الهندسة. كما تلقت الجامعة أموالًا من شركتي شل وتوتال إنرجي.

وقال متحدث باسم الجامعة: "منذ عام 2019، ركزت جميع الأبحاث الجديدة الممولة في المركز الدولي للمواد المتقدمة لدى شركة بي بي على موضوعات في علوم المواد التي تدعم تحول الطاقة، وتوفير الأبحاث لدعم هدف بي بي لتصبح شركة محايدة كربونيًا بحلول عام 2050".

وقال متحدث باسم جامعة هيريوت وات، التي حصلت على ثالث أكبر مبلغ من التمويل، بما يزيد قليلا على 6 ملايين جنيه إسترليني، إن الجامعة ملتزمة بالتحول السريع والعادل للطاقة".

وأضاف: "نحن نعمل بالتعاون مع قطاع الطاقة لتطوير فرص التعليم والبحث المتعلقة بالحياد الكربوني، والاستهلاك المسؤول للنفط والغاز، والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة".

وتعهدت شركات الوقود الأحفوري بتمويل المنح الدراسية والرسوم الدراسية في 17 جامعة على الأقل منذ عام 2022.

وموّلت شركة الطاقة الإيطالية متعددة الجنسيات إيني برنامجًا للمنح الدراسية في كلية سعيد للأعمال بجامعة أكسفورد في عام 2022 يسمى منحة أفريقيا، بالإضافة إلى برنامج للمنح الدراسية مع كلية سانت أنتوني في أكسفورد، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضحت جامعة أكسفورد أنها "تتلقى تمويلًا وتبرعات من شركات ومنظمات من قطاع الوقود الأحفوري" عادةً بمتوسط 3 ملايين جنيه إسترليني سنويًا في تمويل الأبحاث ومليوني جنيه إسترليني في التبرعات الخيرية. وتفيد بأن تمويل البحث يعادل أقل من 1% من إجمالي حجم الأبحاث في الجامعة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق