أنسيات الطاقةالتقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةنفط

سامي النعيم: أرامكو السعودية الأقل عالميًا في كثافة انبعاثات الكربون والميثان (صوت)

ويطرح رؤيةً لتطوير مصادر الطاقة

أحمد بدر

وصف الرئيس السابق لجمعية مهندسي البترول العالمية الدكتور سامي النعيم، الشكوى ضد شركة أرامكو السعودية من جانب لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، بأنها "خبر مؤسف".

جاء ذلك خلال مشاركته في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، على موقع "إكس"، تحت عنوان "في ظل قرب مؤتمر كوب 28 في الإمارات.. ضرورة تغيير المفهوم العالمي لتحول الطاقة".

وأوضح النعيم، أن هذا الخبر أثار استغرابه، حتى إنه ظن أن الخبر في حساب غير موثوق، ولكن اتضح صحته بعد نشره في وكالات الأنباء، إذ إن أرامكو السعودية شركة يعترف العالم كله بأنها الأفضل على الإطلاق في مجال النفط والغاز.

وأضاف: "عند الحديث عن حماية البيئة وإدارة الانبعاثات، لا بد من الاستشهاد بتصريح أحد أبرز خبراء الطاقة في الولايات المتحدة، وهو الدكتور أنطوني هاوف، من مركز الطاقة بجامعة كولومبيا في نيويورك، الذي علق على الخبر بالقول: أرامكو السعودية هي أكبر مُصدّرة للنفط عالميًا، ولكنها الأفضل في محاربة غاز الميثان".

دور أرامكو في محاربة غاز الميثان

قال المستشار في مجال الطاقة الدكتور سامي النعيم، إنه من المعروف أن غاز الميثان من أبرز التحديات البيئية، إذ إن الانبعاثات الغازية المتعلقة بقطاع الغاز والنفط تنقسم إلى قسمين؛ غاز الميثان وغاز ثاني أكسيد الكربون.

وأوضح أن غاز الميثان له 3 مصادر من خلال صناعة النفط والغاز، الأول هو الغاز المصاحب لإنتاج النفط، وهناك بعض المنتجين -مع الأسف الشديد- يحرقون هذا الغاز، لأن همهم هو النفط فقط، وهذا طبعًا أكبر خطأ يمكن أن ترتكبه أي شركة.

وأضاف: "المعروف أن شركة أرامكو السعودية أوقفت حرق الغاز منذ نحو 70 عامًا، منذ سبعينيات القرن الماضي، وذلك عندما أنشأت المملكة منظومة الغاز الوطنية، لذلك فإن اعتراف الدكتور أنطوني هاوف بأن أرامكو أفضل شركة في محاربة غاز الميثان صحيح تمامًا".

أرامكو السعودية

ولفت الدكتور سامي النعيم، إلى أن هاوف يرى أن الممارسات الأخرى مقارنة بما تفعله أرامكو السعودية تُعد "قزمة"، بمعنى أن الشركة مبدعة في محاربة غاز الميثان، ويرجع ذلك إلى التقنية المتقدمة وبطريقة اقتصادية، مضيفًا: "الجميع يعرف قصة الغاز في المملكة، وحجم انبعاثات غاز الميثان، من خلال تجميع الغاز المصاحب وغير المصاحب وتنظيفه من الشوائب واستغلاله في توليد الكهرباء".

ونوه بالإشادة الكبيرة من جامعة ستانفورد، التي أجرت دراسة لكثافة الكربون من الحقول النفطية حول العالم في 2015، إذ كانوا يقيسون كثافة الكربون أو الطاقة المستعملة لإنتاج النفط في الحقول، إذ أشارت هذه الدراسة إلى أن المملكة ثاني أقل مصدر للكربون على مستوى العالم بعد الدنمارك، التي تُعد دولة نفطية، وإنتاجها كله لا يزيد على 100 أو 150 ألف برميل يوميًا.

ومعنى ذلك -وفق النعيم- أن السعودية -من خلال التقنيات التي تستعملها في تطوير حقول النفط والغاز- ومن خلال التقنيات التي تستعملها في عمليات الإنتاج والتنقيب والتكرير، هي الأفضل والأقل على مستوى العالم بالنسبة إلى كثافة الكربون.

وأردف: "لذلك قلت إن الخبر صحيح، ولكنه في الوقت نفسه غير صحيح، إذ إن شركة أرامكو السعودية طورت إستراتيجية أطلقت عليها (إل دي كربونايزيشن)، وهي تقنية بدأت عام 1970 وممتدة حتى الآن، وتعد أسلوب عمل".

مشروعات أرامكو وكوب 28

ردًا على سؤال من مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصصة الدكتور أنس الحجي، بشأن قمة المناخ كوب 28 في الإمارات، ومشروعات أرامكو السعودية ووزارة الطاقة في المملكة التي ثبت نجاح أغلبها حتى الآن، ومشاركة شركات الطاقة في القمة للمرة الأولى، قال الدكتور سامي النعيم، إن الشركات يمكنها النجاح من خلال برامجها، وحل المشكلات التي لم تستطع دول عديدة، من بينها أوروبية، حلها.

وأوضح أن هناك مشكلة تقبُّل للجانب الآخر، وهذا التقبل يعني الاطلاع على الإستراتيجيات الموجودة، والمشكلة أن الهجوم من قبل الأعضاء في لجنة الأمم المتحدة جاء ضد المملكة وشركة أرامكو السعودية، التي من المفترض أن تكون آخر شركة وآخر دولة نفطية تواجه حربًا.

وأضاف الرئيس السابق لجمعية مهندسي البترول العالمية،: "لا يجب محاربة المملكة وأرامكو خاصة بالنسبة إلى الانبعاثات الغازية".

ولكن -وفق النعيم- إذا حُوربت الشركات أو الدول النفطية، تكون أرامكو السعودية والمملكة آخر من يمكن محاربته، نظرًا إلى الإنجازات الكبيرة المحققة خلال العقود الماضية، بالإضافة إلى الأهداف والمشروعات الحالية والمستقبلية.

وتابع: "أرامكو أعلنت هدفها بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050، في حين أعلنت المملكة أنها ستحققه في 2060، فالحديث الآن عن دولة وعدت بالوصول إلى الحياد الكربوني في 2060، أي أن هناك خططًا وإستراتيجيات ومشروعات يجب الاطلاع عليها قبل إصدار تصريحات مثل تلك الصادرة عن لجنة حقوق الإنسان".

أرامكو السعودية

ووجه خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي سؤالًا جديدًا إلى الدكتور سامي النعيم بشأن دور قطاع النفط والغاز العالمي في تحويل تحول الطاقة، بما أنها ستشارك في قمة المناخ كوب 28، ويمكن أن تشارك في المؤتمرات اللاحقة.

وأجاب النعيم، بأنه يتمنى أن تتبنى شركات الطاقة استبدال ما يطلق عليه "سردية تحول الطاقة" التي تُتداول حاليًا وأثبتت فشلها، ليس فقط في الحد من الانبعاثات الغازية وزيادة المشكلات الاجتماعية، بما فيها فقر الطاقة، والنتائج المخيفة التي حدثت وطالعناها بالأرقام، ولكن أيضًا الفشل في إيجاد بدائل أخرى، فهم يطرحون الفكرة دون بدائل.

وأشار إلى أن العالم يتطلع إلى رفع مستوى معيشته، بما أن عدد السكان في ازدياد شديد، والمؤسف أن معظم السكان الجدد سيُولدون في دول فقيرة مثل الدول الأفريقية، لذلك هناك حاجة ماسة إلى الطاقة، تحتم وجود نظرة شاملة لجميع مصادر الطاقة، مع وجود قيود بالطبع.

وعن طبيعة هذه القيود، قال: "القيود هي أن ننظر ما هي المشكلة، إذا إنسان يعاني الصداع لا نقطع رأسه لننقذه، إنما نبحث عن سببه ونعالجه ونخفف منه، لذلك نظرتي إلى نموذج العمل الجديد الذي أطلقت عليه (تطور مصادر الطاقة)، هو تطوير هذه المصادر وخفض انبعاثاتها، عبر إستراتيجيات مثل الحياد الكربوني".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق