التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

خفض غاز الميثان يتطلب علاج انبعاثات زراعة الأرز

يمثّل مصدرًا لـ10% من الانبعاثات العالمية

حياة حسين

إذا أراد العالم خفض الانبعاثات من غاز الميثان؛ يجب عدم تجاهل زراعة الأرز، التي عدّها العلماء أحد أهم مصادره.

وقال الباحث في معهد بحوث الأرز الدولي بجورن أول ساندر، إن طبيعة زراعة الأرز، واحتياجها إلى الغمر في طبقة مياه طوال مدة نموه، يسمح بوجود أنواع مختلفة من البكتيريا، بسبب عدم تغير الهواء بين التربة والجو المحيط، وذلك في تقرير فيديو مسجّل، نشرته وكالة الأنباء الفرنسية على موقع تويتر، يوم الأحد 16 أبريل/نيسان 2023.

وأشار التقرير إلى أن زراعة الأرز تمثل مصدرًا لنحو 10% من انبعاثات غاز الميثان العالمية؛ ما يعني أنه ليس أقل سوءًا من تربية الأبقار، وهي المصدر الأول لهذا النوع من غازات الدفيئة.

غير أن علاج أزمة تغير المناخ في قطاعات ترتبط بالغذاء يكون صعبًا، وغير مقبول، خاصة في وقت يعاني فيه ملايين الأشخاص انعدام الأمن الغذائي، وفق تقارير الأمم المتحدة، التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

الميثان يرفع الحرارة

ارتفعت قدرة غاز الميثان على زيادة حرارة الهواء بمقدار 80 ضعفًا عن غاز ثاني أكسيد الكربون خلال العقدين الماضيين.

ويرى العلماء أن زراعة الأرز تُعَد من أهم مصادر هذا الغاز، ويجب التعامل بطريقة مستدامة معه، حتى لا تتفاقم أزمة تغير المناخ.

والأرز من المحاصيل الأساسية في العالم، ولا تتوقف مشكلاته عند بث غاز الميثان، ولكن حرق فروعه بعد الحصاد يمثل أزمة أخرى.

واعتادت دول عديدة في آسيا وأفريقيا حرق قش الأرز للتخلص منه؛ ما يفاقم من أزمة تلويث الهواء.

وعلى سبيل المثال، تكررت شكوى سكان مصر قبل سنوات من صعوبات في التنفس بسبب مواسم حرق قش الأرز؛ ما دفع الحكومة، من خلال وزارة البترول والثروة المعدنية، للإعلان عن تدشين مصنع لتحويله إلى ألواح خشبية متوسطة الكثافة، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال المزارع الآسيوي دونغ فان كانتش، في تقرير الوكالة الفرنسية: "في الماضي كنا نحرق قش الأرز ولا نستفيد منه، لكن الآن نبيعه، أو نزرع فيه نبات المشروم ونجني الأموال.. وقد نُعيد شراء القش الذي زُرِع بالمشروم ونُحوِّله إلى سماد عضوي مفيد".

الصين والهند

غاز الميثان
مزرعة أبقار - الصورة من فوربس

تتربع الصين والهند على رأس قائمة كبار منتجي الأرز في العالم؛ إذ يبلغ إنتاجهما السنوي أكثر من 813 مليون طن، و871 مليون طن على التوالي، وتُعَد بكين أكبر المستهلكين له، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ورغم أنهما من كبار المنتجين لغازات الدفيئة، بما فيها غاز الميثان؛ فإنهما لم توقعّا على تعهد خفض انبعاثاته في قمة المناخ كوب 26، التي انعقدت في مدينة غلاسكو الإسكتلندية، في 2021.

يُذكر أن 40 دولة كانت قد وقعت هذا التعهد؛ على رأسها الولايات المتحدة.

وارتباط انبعاثات غاز الميثان بالغذاء يسبّب قلق الكثيرين عند الحديث عنه، وخير دليل على ذلك، أحد المعلقين على تقرير الوكالة الفرنسية على موقع تويتر، إذ قال: "العلماء يتحولون إلى الجنون".

ونصح وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي السابق الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، في حوار مع منصة الطاقة المتخصصة، الشهر الماضي (مارس/آذار)، بالتركيز على التخلص من الانبعاثات الضارة السهلة، مثل غاز الميثان، لكن في الشق الصناعي وليس الغذائي، نظرًا إلى حساسيته.

وكان مساعد الأمين العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا الدكتور عبدالحكيم الواعر، قد أشار، في تصريحات سابقة -أيضًا- إلى منصة الطاقة المتخصصة، إلى إجراء المنظمة أبحاثًا تساعد على تحقيق التوازن بين الأمن الغذائي وعلاج تغير المناخ في مسألة انبعاثات غاز الميثان من تربية الأبقار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق