رئيسيةالتغير المناخيتقارير التغير المناخي

انبعاثات النظام الغذائي العالمي تقوض أهداف اتفاقية باريس للمناخ (دراسة)

ترفع حرارة الأرض بنحو 1 درجة مئوية

محمد عبد السند

تفتح انبعاثات النظام الغذائي العالمي جبهة جديدة في حرب التغيرات المناخية؛ لما تسببه من ارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض، وما يترتب على ذلك من تسريع وتيرة حصول الكوارث المناخية ذات الصلة.

ومع ذلك يبرز ضوء خافت في نهاية النفق، متمثلًا في وجوب اتباع حمية غذائية مناسبة لصحة الإنسان، بجانب الاعتماد الأكبر على مصادر الطاقة المتجددة.

وفي هذا السيناريو الباعث على القلق، حذر علماء من أن انبعاثات النظام الغذائي العالمي ستضيف نحو 1 درجة مئوية إلى درجات حرارة كوكب الأرض بحلول عام 2100، وفقًا للاتجاهات الحالية؛ ما ينسف معه أهداف اتفاقية باريس المناخية 2015، بحسب ما أورده موقع "فيز دوت أورج" PHYS.Org.

وقال العلماء، في دراسة نشرت نتائجها مجلة "نيتشر كلايمت تشينج"، إن إجراء تعديل كبير للقطاع -بدءًا من الإنتاج ومرورًا بالتوزيع وانتهاءً بالاستهلاك- من الممكن أن يقلص انبعاثات النظام الغذائي العالمي بأكثر من النصف حتى مع تزايد أعداد السكان.

ارتفاع درجة حرارة الكوكب

ارتفعت درجة حرارة سطح كوكب الأرض بواقع 1.2 درجة مئوية منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي، لتتضاءل بذلك فرصة الاستمرار في محاولة تحقيق الهدف الجوهري لاتفاقية باريس المناخية، والمتمثلة في وضع سقف لدرجات الحرارة عند أقل من 2 درجة مئوية.

كما يصعب الإبقاء على درجة حرارة سطح كوكب الأرض عند 1.5 درجة مئوية، والتي يرى العلماء أنها الحد الأكثر أمانًا للمساعدة على درء التداعيات السلبية المحتملة للتغيرات المناخية؛ من بينها غرق المناطق الساحلية وموجات الاحترار والجفاف.

وقالت المؤلفة الرئيسة للدراسة، طالبة الدكتوراه بجامعة كولومبيا في ولاية نيويورك، كاثرين إيفانوفيتش: "تقليل مستويات انبعاثات النظام الغذائي العالمي لا غنى عنه من أجل تأمين مستقبل المناخ".

ويوضح التصميم أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- كبار مصدري الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030:

انبعاثات الكربون

نظام الغذاء العالمي والاحترار

يمثل النظام الغذائي العالمي ما نسبته نحو 15% من مستويات الاحترار الحالية، غير أن ثُلث خطط خفض الانبعاثات الوطنية فقط، بموجب اتفاقية باريس المناخية، يشتمل على إجراء -بشكل أو بآخر- لخفض التلوث الكربوني الناجم عن الزراعة أو الثروة الحيوانية.

ولتحقيق تحسن على التقديرات السابقة لكمية الطعام التي تضيف إلى الاحترار العالمي، نظرت إيفانوفيتش وزملاؤها نظرة منفصلة إلى غازات الدفيئة الـ3 الرئيسة، التي تتفاوت في قوتها وقدرتها على البقاء في الغلاف الجوي.

ففور إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء، يظل عالقًا في الغلاف الجوي لقرون، أما غاز الميثان فيبقى لنحو عقد، لكنه، وفق هذه المدة الزمنية، يظل أكثر قدرة على الاحتفاظ بحرارة الشمس بواقع نحو 100 مرة.

تغيير الحميات الغذائية

وجد العلماء أن غاز الميثان الناجم عن تجشؤ الماشية وحقول الأرز والأطعمة الفاسدة، كلها تمثل ما نسبته 60% من الانبعاثات ذات الصلة بالأطعمة، بينما يبقى غاز ثاني أكسيد الكربون المُنطلق من الآلات والماكينات ووسائل النقل، إضافة إلى أكسيد النترات الناجم عن أكسيد النيتروز الناجم عن الاستعمال المفرط للأسمدة الكيميائية مسؤولين بنسبة 20%.

انبعاثات النظام الغذائي العالمي
مجموعة من الماشية تتناول الطعام – الصورة من نيويورك تايمز

وجمع الباحثون -أيضًا- بيانات حول الانبعاثات الكربونية لنحو 100 سلعة غذائية فردية.

ودون تغيير حاد في الإنتاج والحمية الغذائية، خلصت الدراسة إلى أن استهلاك الغذاء العالمي سيرفع متوسط درجة حرارة سطح الأرض بنسبة 0.7 درجة مئوية، و0.9 درجة مئوية بحلول نهاية القرن الحالي.

أضاف العلماء: "زيادة ارتفاع درجات الحرارة تكفي لتجاوز مستهدف التغيرات المناخية البالغة درجة حرارته 1.5 درجة مئوية، ويقترب من عتبة الـ2 درجة مئوية".

ولفتت الدراسة إلى أن غاز الميثان هو الأساس في كبح معدلات التلوث الكربونية المرتبطة بالنظام الغذائي العالمي.

وفي السياق ذاته، قالت إيفانوفيتش: "أغلبية الاحتباس الحراري في المستقبل ستأتي من غاز الميثان".

وتابعت: "نظرًا إلى أنه (الميثان) مادة مسببة لتلوث البيئة؛ فإن التخفيضات الفورية في انبعاثات هذا الغاز من الممكن أن تحقق فوائد للمناخ في المستقبل القريب".

وأتمت: "تحسين طرق إنتاج اللحوم والأرز ومنتجات الألبان من الممكن أن يقلل التوقعات بارتفاع إضافي في درجات الحرارة من النظام الغذاء العالمي بمعدل الرُبع".

وقالت الدراسة إن تبني حمية غذائية مناسبة لصحة الإنسان في دول العالم، إلى جانب استخدام مصادر الطاقة المتجددة، بدلًا من الوقود الأحفوري في الحصول على الكهرباء، وتقليل الهدر في الطعام، من الممكن أن يقلل 25% أخرى من أي ارتفاعات متوقعة في درجات الحرارة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق